|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() انتقلت زهرة الفؤاد د. صلاح بن محمد الشيخ نعيش هذه الليالي أفراحًا واحتفالات، تَهانٍ متبادلة، ودعوات صادقة، من الأقارب والأصدقاء، بتكوين عش الزوجية للعروسين. فها هي زهرة فؤاد أبيها وأمها (العروسة)، تنتقل من دار تربَّت فيه أعوامًا عديدة، إلى دار يسمى بيت الزوجية، يتغير فيه نمطُ الحياة، والمكان والبيئة، الكل من الزوجين مُقبل على تكوين أسرة جديدة، مسؤوليات عظيمة، يمارس في هذا السكن الجديد إشباع الحاجات الإنسانية بكل أنواعها وتفاصيلها. وفي مشهد مهيب تُخالطه دموع الفرح، وخفقان القلب، وحشرجة الكلام، يودِّع الأب والأم، والأخوات والقريبات زهرةَ الفؤاد، (العروسة المصونة)، فينطلق ذلك الموكب بالزغاريد والفرح والدعاء بالتوفيق والسلامة، ثم تبدأ مرحلة تحمُّل المسؤولية الزوجية بين الزوجين، فيصبح الزوج مسؤولًا عن زوجته، توجيهًا ورعاية وصيانة، والزوجة مسؤولة عن راحة وسعادة زوجها، وكلاهما مسؤول عن دوره في الحياة الزوجية. وكأني بالأب يوصي ابنه (العريس)؛ أي: بُنيَّ هذه الزهرة، رضِيت بك، ورضي والداها أن تكون زوجًا لها، تُكمِل معها مسيرة الحياة، فكن لها نعمَ الزوج، دينًا وخلقًا، ورحمة وكرمًا، وعدلًا، بعيدًا عن الظلم، والتجريح، والتأنيب، والاستهزاء. وازِن بين الحزم في وقته، إذا دعت له الحاجةُ، وبين اللين في وقته، فهذه المعادلةُ تقصِّر عليك الكثير مما تُريده في حياتك الزوجية. واعلم بنيَّ أن البيت مملكة الأنثى، وهو عرشها، وهي سيدته، فلا تنازعها فيما يخص ترتيبه، وتنسيقه والاهتمام به. ولا يغيب عن بالك يا بنيَّ أن المرأة تُحب أهلها، وتسعى لكسب رضا زوجها، فلا تجعل نفسك مع أهلها ميزان واحد، إما أنت أو أهلها، كل ذلك مزعجٌ ومنغِّص للحياة، بل أعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه. وأخيرًا تَمتع بزوجتك على ما جُبِلت عليه من عوجٍ، فهو سرُّ جمالها، ورمزُ الانجذاب إليها، فلا تحاول تقييم المعوج، فتَكسِره، والكسر هو الفراق، بل تمتَّع بها على ما فيها، إذا كرِهت خُلقًا رضيت خُلقًا آخرَ، ولا تترك الخطأ بدون إصلاح وتعديل، باستخدام الحكمة والموعظة الحسنة، وأسلوب الحوار المقنع. في المقابل كأني بالأم وهي توصي ابنتها (العروسة): أي بُنيتي، زوجك رُوحك وحياتك، أمَر الله بطاعته بالمعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لا تَعصين له أمرًا، ولا تُفشين له سرًّا، واعلمي بُنيتي أن الرجل يريد من المرأة أن تكون أنثى في صفاتها وأفعالها، فلا تكوني له ندًّا، برفع صوت، ولا إصرار على رأي، اجعلي حوارك معه هادئًا، وطلباتك في الوقت المناسب، بعيدًا عن الكلفة والاحراج، وليس كل ما يتمناه المرءُ يُدركه، والقناعة كنزٌ لا يَفنى. ولا بد أن تُدركي أنك كلما سعيتِ لإسعاده وراحته، وإشباع حاجاته، حصلتِ على ما تريدين من البذل والعطاء والتضحية. وأخيرًا وصيتي للزوجين، أسِّسوا بيتكم على تقوى من الله ورضوان، والمحافظة على الذكر والطاعة والصلاة، واحذروا أن يُؤسَّس بيت الزوجية على شفا جرف هارٍ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |