وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ...ونظرة مقارنة بين الأمس واليوم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131440 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-12-2024, 09:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ...ونظرة مقارنة بين الأمس واليوم

وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ...ونظرة مقارنة بين الأمس واليوم
كتبه/ عصام حسنين


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
ففي قوله -تعالى-: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:179)بقاء للنفوس، وصيانة لدمائها، وانتشار للأمن في المجتمع، لأن القاتل إذا علم أن سيُقتل انكف وامتنع عن دماء الآخرين، فيكون ذلك حياة للنفوس.
قال أبو العالية -رحمه الله-:
"جعل الله القصاص حياة لكم، فكم من رجل يريد أن يقتل فتمنعه -أي: الآية- مخافة أن يقتل".
وبغياب هذه الآية يكون الضد من غياب الأمن وعموم الفوضى، وإراقة الدماء.
يتضح ذلك من هذه النظرة المقارنة بين الأمس واليوم، فقبل الإسلام كان الناس يعيشون في جاهلية جهلاء، وفي فوضى واقتتال، تُقام بينهم الحروب لأتفه الأسباب، والقوي يأكل الضعيف، يجمعهم منطق العصبية الجاهلية "انصر أخاك ظالماً ومظلوماً"[1]<1>
وعاشوا على ذلك دهراً تئن الأرض من ظلمهم، فالظالم يزداد طغياناً وعلواً في الأرض بغير الحق، والمظلوم يموت كمداً وحزناً، إلى أن جاء الله بالخير، برسوله -صلى الله عليه وسلم-، وبشريعته العادلة الكاملة، فحقنت الدماء إلا بحقها، فعاش الناس آمنين مطمئنين؛ تظلهم شريعة أحكم الحاكمين (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانا)(آل عمران: من الآية103)
وقال -تعالى-: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (لأنفال:26)
أنعم الله عليهم بالمن، وفتح عليهم بركات من السماء والأرض، قال الله -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)(لأعراف: من الآية96)
وقال الله -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ والإنجيل وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ)(المائدة: من الآية66).
وما من دليل أدل على شيوع الأمن في شبه جزيرة العرب من قول عدي بن حاتم -رضي الله عنه-: (بينا أنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه الآخر فشكا إليه قطع السبيل. فقال: يا عدي، هل رأيت الحيرة؟ فإن طالت بك حياة، فلترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله، ولئن طالت بك حياة، لتفتحن كنوز كسرى، ولئن طالت بك حياة، لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله فلا يجد أحدا يقبله منه.
قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم- يخرج ملء كفيه) رواه البخاري.
وقد حدثت الثالثة التي أخبر بها الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- في عهد عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-!
ثم انظر إلى العقود الزمنية المتأخرة التي غابت فيها شمس الشريعة عن دنيا الناس، كيف عادت الجاهلية الأولى من انعدام الأمن، حيث كثر القتل بغير حق، وحوادث السرقة وقطع الطريق، والاغتصاب والزنا واللواط إلى آخره.
هل استطاعت القوانين الوضعية الطاغوتية توفير الأمن ومنع الجريمة؟ بالطبع لا، والواقع خير شاهد، فالقوانين الوضعية فيها قتل الناس، وإراقة دمائهم، وإذهاب أمنهم، وإغضاب ربهم -سبحانه وتعالى-، وهل يُفلح قوم أغضبوا ربهم - تبارك وتعالى- إلا من أنكر وتحاكم في نفسه ومن تحت يده إلى شريعة ربه -عز وجل-؟!
يقول القرطبي -رحمه الله-: "ولو تُرِك الناس والتعدي من غير قصاص، لأدى ذلك إلى الفساد ودمار العباد، وهذا واضح" التفسير 7/ 142.
والحمد لله رب العالمين على حكمه: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ....)
يُتْبَع إن شاء الله.

[1]<1>هذا منطق الجاهلية، نصرة القبيلة لأي فرد من أبنائها سواء كان ظالماً أو مظلوماً، أما في الإسلام فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. قال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوماً، أرأيت إن كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره) رواه البخاري
فانظر الفرقين، واحمد الله على عدل الإسلام ورحمته.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 19-12-2024 الساعة 12:27 PM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.72 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]