|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل من العار كوني أنثى؟ أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: فتاة تسأل عن تفضيل الله عز وجل للرجال بالصفات الخِلْقية والخُلُقية على النساء، وإن فكرة أن النساء في أصل خلقتهنَّ عيوب تجعلها تكره ذاتها، وتعيش في يأسٍ من حياتها، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.ابتُليت بوساوسَ وتساؤلاتٍ غير منطقية لا تفارقني، وأريد جوابًا ليطمئِنَّ قلبي، هل خِلْقَةُ المرأة وطبيعتها عائق لها في التقرب إلى الله؟ هل كونها أنثى أمرًا يسيء إليها؟ لأنني أرى تمييزَ الرجل على المرأة في الخُلُق والعقل وفي كل شيء، وهذا يجعلني أتساءل: كم امرأة ستكره نفسها؛ لأن في خِلْقَتِها عيوبًا لن تمكِّنها من التقرب إلى الله، كما يفعل الرجل؟ وهذا يجعلني أكره ذاتي أيضًا، ويصيبني إحباطٌ فلستُ شيئًا مهمًّا إذا ما قُورنتُ بالرجال، فهم أفضل منا في كل شيء، يكفي ما أعطاهم الله من القدرة، وتفضيلهم في الخِلْقَة على المرأة؛ ما يمكِّنهم من العمل الصالح، وتناول المراتب العليا من الجنة أكثر من النساء، هذه الأفكار تضايقني كثيرًا؛ فأكره نفسي وأنظر إليها باحتقار وازدراء، وأئمة الإسلام لهم كلام في هذا الشأن لا مواربةَ فيه، ولا يمكن إنكاره، كقولهم: إن الرجل أنفع من المرأة، وغير ذلك من الأقاويل التي تهز يقيني، وأخشى أن تصيبني – بسببها – فتنة في ديني، فقد أصبحت أكره كل شيء، ولا معنى لحياتي ما دمتُ بهذه القدرات الضئيلة، وما دام الرجل أعلى مني في مراتب الخُلُق، هذا يعني أنه أقرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أما أنا، فبعيدة عن أفاضل المسلمين في الخُلُق؛ بسب أنوثتي، وإن اقتربت منهم فسيكون هذا صعبًا جدًّا عليَّ؛ بسبب عاطفتي، وعنادي عن الحق، والتكبر، وكفران العشير، والميوعة، وسرعة الانفعال، وعدم الصبر، إلى آخر ما في المرأة من صفات ذميمة، وهذا يعيدني إلى النقطة الأولى؛ وهي أن كوني أنثى يشكل عائقًا، وأنني سيئة في أصل الخِلْقة، أتمنى أن يُشفى قلبي بإجابة مُطَمْئِنة، تُبعد عني هذه الوساوس، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وزوجه وسلم؛ أما بعد: ابنتي الطيبة، أنتِ في عمر ثوران العاطفة والحماس المشتعل للمفاهيم العليا والمثلى؛ كالتعصب للدين والوطن والقائد ... ونحن في مجتمع غالبًا نفتقد فيه الوطن، كما في حالتكِ، ونعيش غرباء على هامش الأحداث؛ إذ إننا ضيوف، علينا أن نصفق فقط لا نبدي رأيًا؛ لهذا توجه فوران عاطفتكِ لنفسكِ والدين فيه لم يعد واضحًا كما كان في السابق؛ إذ أصبحت مواقع التواصل تفتح علينا أبواب تُشتت الكبار، فما بالكِ ببنت في عمر الزهور مثلكِ؟ كل ما يعتريكِ أنتِ وصفتِهِ وصفًا دقيقًا عندما قلتِ: "وساوس"، فدعي عنكِ ذلك، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وزاحمي الوسواس بالعلم النافع بدلًا من الاعتراض على الله، تعرَّفي على الله جل وعلا، وأول ما تبدئين به الأسماء والصفات، إذا كنتِ قارئة، فخذي كتابَ علي الفيفي (لأنك الله)، فهو كتاب سهل يسير، وسوف يعجبكِ، وينظم حشد الأفكار التي تملأ رأسكِ، وإن لم تكوني قارئة، فعليكِ باليوتيوب، واسمعي سلسة أسماء الله الحسنى لأي شيخ تستريحين لأسلوبه. أما قصة أن الرجال مميزون، وأننا قاصرات، وأنهم يعبدون أكثر؛ لأنهم مؤهلين، ونعبد أقل؛ بسبب خلقتنا، فهذا تفكير جيد إذا قادنا لمعرفة الله وتشريعاته، وطوَّر عقلنا وفكرنا وعبادتنا، أما إن كان مثارًا للفتنة والتقاعس والتكاسل عن العبادة. من الرب أنتِ أم الله؟ من العليم بما في الكون وما يصلحه أنتِ أم الله جل وعلا، سبحانه وتعالى عن هذا علوًّا كبيرًا؛ فهو لم يخلق شيئًا عبثًا؟ هو خلق الكون لغاية، وخلق الذكر والأنثى لتحقيق هذه الغاية، خلقكِ بضعفكِ، وخلقه بقوته؛ لنتكامل مع الرجل، ونصبح خلية واحدة تنقسم وتتكاثر لتعمر هذا الكون، وفرض على كل جنس ما يناسب خلقته، فأنتِ معفية من الجمعة والجماعة، والجهاد في سبيل الله، وليس معنى هذا أن الرجل يأخذ أكثر منكِ أجرًا، بل ربنا جعل لكِ أجرًا أفضل من أجره على هذه الأمور المتعبة، أنتِ بحسن تبعلكِ له تأخذين أجر الجمعة والجماعة والجهاد، تخيلي، هو يتحمل قرع السيوف فيأخذ أجرًا، وأنت تأخذين نفس الأجر عندما تجلسين أمام المرآة تتزينين له، أو تمازحينه وتُدخلين البهجة على قلبه، هو يعمل في المصنع والمنجم، والحر والقَرِّ، وأنتِ تأخذين نفس الأجر وأنتِ منعَّمة في التكييف والمدفأة، تعدين له طعامًا ولنفسكِ، وتخلفينه في بيته وولده وماله. أما عن صفاتكِ التي ذكرتِها وأنها صفات فيكِ بحكم أنكِ امرأة؛ مثل: "عاطفتي، وعنادي عن الحق، والتكبر، وكفران العشير، والميوعة، وسرعة الانفعال، وعدم الصبر"، فهذا في كل نفس؛ رجلًا كانت أم أنثى، يزيد ويقل بحسب العلم والدين والتربية، والمؤمن هو من يزكي نفسه؛ قال ربكِ الحق: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]، فزكِّي نفسكِ بالذكر والعمل الصالح، وزاحمي وسواسكِ بما ينفع، ولن يغني عنكِ شيءٌ من الله العليم الخبير. غيِّري صحبتكِ، وكوِّني صحبة صالحة، ارتادي مسجدًا تنعمين فيه بالقرآن والصحبة وحسن النصيحة، وارضي بخلقة الله فيكِ؛ ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، والزمي الفرائضَ، وانتهي عن النواهي، وإن وقعتِ، فتوبي؛ فالله يحب عودة عباده إليه. الإسلام ليس ضد التفكير، وإمعان النظر، بالعكس فهو يعطي الأجر حتى للمخطئ، لكنه ضد الاستجابة للهوى والشيطان، وتضييع العبادة بسبب الوسواس، جاهدي نفسكِ مأجورة، ومهما حدث لكِ من شطحات تمسَّكي بالفرائض، وسيكون الله معكِ دائمًا؛ يهدي قلبكِ، ويرشد بصيرتكِ، وحكاية عدم التقارب مع الرجال هذه ستزول عندما يرزقكِ الله الشخص المناسب، وسوف تتبدل نظرتكِ للحياة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |