|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وسواس الموت أ. أميرة خلفاوي السؤال: ♦ الملخص: فتاة مصابة بوسواس يخص الموت، فهي في خوف دائم من الموت، منعها مواصلة سير حياتها، وجعلها تقدم على الانتحار، وتسأل: كيف تتخلص منه؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أصابتني - في تلك السنة - نوبات هلع متقطعة، سبَّبت لي خوفًا شديدًا من الموت، أقول في نفسي: هل سأموت؟ هل هذا إحساس الموت؟ ولما جاءتني فسرتها بطريقة أخرى، وبدأت أقرأ على الإنترنت عن الموت وسكراته، وشعور الذين يموتون؛ ما أصابني بخوف كبير من الموت لم أستطع تجاهله، وأصبح يؤثر عليَّ جسديًّا؛ لقلة الأكل، ومما زاد خوفي أنه لم يعد يمر أسبوع عليَّ من غير أن أسمع عن الوفيَات على الإنترنت، أو من أقاربي، أصبحت لا أقدر على مواصلة الحياة؛ إذ أمكث على فراشي اليوم كاملًا أفكر في الموت؛ فلا يمكنني الأكل، ولا قضاء الحاجة، وآلام جسدية لا تنتهي، رأسي لا يفارقه الألم، وإذا تقبلت شيئًا أتاني الوسواس من جهة أخرى؛ فإذا تقبَّلتُ كوني سأموت، يأتيني الوسواس من جهة أخرى؛ وهي أنه ما قيمة الحياة؛ فالقيامة على الأبواب، وإذا تقبَّلتُ الأمرين معًا، يأتيني من جهة أن أهلي سيموتون، فكيف سأعيش بدونهم؟ أشعر بأنني في كابوس مروِّع، لا أكاد أشعر بالواقع الذي أعيشه، أردت الانتحار وأمسكت السكين، لكني تراجعتُ ودعوت ربي أن يرحمني، أصابني اليأس والقنوط وأقول: لماذا خلقني ربي؟ ولماذا الحياة هكذا؟ أخشى أن أخرج عن الإسلام، أو أتطاول على ربي؛ فقد وصلت إلى حدِّ أنني لا أريد الصلاة، لكن روحي معلقة بربي، فأصلي وأقرأ القرآن، فلماذا لا يذهب عني الوسواس؟ وكيف يضحك الناس في هذه الدنيا؟ أرجو مساعدتكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، نشكركِ على تواصلكِ معنا وثقتكِ بنا، في البداية نلخص رسالتكِ في بضع نقاط؛ هي: • تعرضكِ لنوبة هلع متكررة، مع عدم فهمكِ للحالة. • أعراض نوبة الهلع جعلتْكِ تشعرين باقتراب الأجل والموت. • تعززت مخاوفكِ وتنوعت بداية الموت، ثم الخوف من موت الأهل. • تعانين بسبب ذلك من اضطرابات في النوم، ومشاكل صحية، وتعطل سير حياتكِ الطبيعي. • فكرتِ في الانتحار بسبب كل هذه الصراعات النفسية. عزيزتي، أصدقُكِ القول بأن الموت أمر مخيف لدينا كبشرٍ؛ لأنه مجهول وغامض وتجربة لم نعشها من قبل، كما أن بعض الناس يخافون الموت بسبب حالات ونوبات المرضية التي قد تأتيهم فجأة مثل نوبة الهلع؛ إذ إن من أعراضها تسارع نبضات القلب، وضيق النفس، والتعرق الشديد، وعدم القدرة على الحركة ...؛ إلخ، كل ذلك يحدث بشكل مفاجئ ودون تفسير مقنع لدى الشخص، فيعتقد أنه سيموت، ثم إن نوبة الهلع تلك تتحول إلى خوف شديد من الموت، وتكرار نفس الحالة، وهذا ما حدث معكِ، وإن بحثكِ عن الموت وعلاماته عزَّز هذه المشاعر والمخاوف؛ لتتطور الحالة أكثر. أريد أن أطمئنكِ بأنكِ لستِ الوحيدة التي تعاني مثل هذه الحالة، فهناك دراسة أثبتت أن 13% من سكان العالم يعاني من هذه النوبات، ولكننا والحمد الله مسلمون، ندرك أن الموت واقع لا محالة، وأنه ليس النهاية، إنما هو بداية لحياة جديدة في الآخرة، فمن آمن وعمل صالحًا في الدنيا، نال الجنة التي يعيش فيها خالدًا معززًا مكرمًا، وحتى نصل إلى الجنان علينا أن نصبَّ جُلَّ تركيزنا في الأعمال الصالحة والخيرة، وأحسبكِ ممن له إيمان قوي؛ لذا حاولي أن يكون لكِ في كل يوم عمل تتقربين به إلى الله، ثم تواصلي مع عائلتكِ ومن تثقين بهم، وأخبريهم عن ما تعانينه، فتكوِّني بيئة داعمة لكِ، ولأن حالتكِ قد اشتدت لتعطل مسار حياتكِ الطبيعي، ولديكِ أفكار انتحارية، فهذا لا يبشر بخير؛ لذا أنصحكِ بطلب المساعدة من مختص نفسي قريب من محل إقامتك، إن نوبات الهلع ووساوس الموت أمر متعب لصاحبه، إذا ما واجهها وحيدًا، فنحن نحتاج إلى من يعلمنا كيف نتعامل مع هذه الأفكار والنوبات إذا تعرضنا لها، وهناك علاج جيد يسمى بالعلاج المعرفي السلوكي، يعتمد في أساسه على تعديل الأفكار الخاطئة، وتكوين أخرى سوية مع تعديل السلوكيات باستخدام تقنيات عديدة آمنة، وقد تحتاجين إلى بعض الأدوية النفسية الآمنة في بادئ الأمر، والتي لا تسبب الإدمان كما يظن البعض، إنما تعمل على إعادة توازن كيمياء الدماغ، وإعادته إلى حالته الطبيعية، ومنه حالة الهدوء والقدرة على التفكير السوي. أسأل الله أن يعافيكِ، ويرزقكِ الثبات.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |