الموقف الوسط - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13845 - عددالزوار : 742957 )           »          أمطار غزيرة ورياح مدمرة.. الفيضان يفرض سيطرته على شرق أستراليا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          عظمة التاريخ تحت الأضواء.. ليالي معبد الأقصر تبهر السياح من كل العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          طبيعة تبهر العالم.. محمية وادى الجمال أيقونة السياحة الشاطئية بالبحر الأحمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ما قلَّ ودلّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 1291 )           »          المواظبة على العمل الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          خير ما قال النبي والنبيون ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          العجلة ... داء آخر فتاك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من أين تأتي راحة البال؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسراف في الطعام والشراب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-12-2024, 04:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,064
الدولة : Egypt
افتراضي الموقف الوسط

  • الموقف الوسط
  • أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  • (الاستشراق بين منحيين .. النقد الجذري أو الإدانة)

    وتقف فئة ثالثة بين الفئتين، وهي الفئة التي اتَّبعت التفصيل في النقد، وقبلت ما كان مقبولًا، ورفضت ما كان مرفوضًا، ووزنت ذلك كله بميزان العدل والقسط، وإيمانًا بأحقية المؤمن للحكمة أنَّى وجدها. ويغلب على هذه الفئة المتخصِّصون في مجال الدراسات الاستشراقية، أولئك الذين ناظروا المستشرقين وخالطوهم، وأخذوا عنهم، وصبروا على أذاهم، وخاطبوهم بلغاتهم، فأقنعوا منهم مَن اقتنع، وأقاموا الحجَّة على مَن لم يَقتنِع.

    ويظهر أنَّ هذه الفئة هي الفئة الوسط، التي غلَّبت العِلمية على العاطفة، ولم تُعمِّم في أحكامها، وتعاملت مع كلِّ حال بقدرها من القبول أو الرفض، ولم تخلُ هذه الفئة من نقد صريح لبعض المستشرقين، بعيدًا عن الانبهار والتأثُّر والتسويغ والاعتذار.

    يقول محمد عوني عبدالرؤوف: (والحق أنَّ المستشرقين ليسوا جميعًا مُنصفين، وليسوا جميعًا متعصِّبين ضدَّ العروبة والإسلام، وهناك من يقف منهم موقفًا وسطًا، فيقوم بدراسة كلِّ ما يقدِّمه المستشرقون من دراسات وآراء وأعمال، فينصف من يستحقُّ الإنصاف، ويضعه في المكان الذي يستحقُّه، وينقد من يستحقُّ أنْ تُستنكر آراؤه، ويعلِّق عليها"[1].

    ويتَّفق معه في هذه الرؤية عدد من المضطلعين بالدراسات الاستشراقية، ممن لا يرفضون الاستشراق جملة وتفصيلًا، ولا يقبلونه جملة وتفصيلًا، ولكنهم مع النظرة الموضوعية النقدية التي تعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، ويتطلَّب هذا الحكم الموضوعي التعرُّف على الاستشراق بعامَّة قبل إصدار الأحكام بالإيجاب أو السلب، كما هو مضمون رأي محمود حمدي زقزوق في تقديمه لكتاب الاستشراق الألماني: تاريخه ووقائعه وتوجُّهاته المستقبلية، لأحمد محمود هريدي[2].

    ويذكر من هذه الفئة الأخيرة: محمد غلاب، وجواد علي[3]، ومحمد روحي فيصل، ومحمد كرد علي، وعبدالنبي اصطيف، ومنهم: سامي الصقَّار، ورضوان السيَّد، ومحمود حمدي زقزوق، ومحمد خليفة حسن، وحسن عزُّوزي، وعبدالمحسن عبدالراضي، ومحسن محمد حسين.

    هذه المواقف المتباينة من الاستشراق زادته غموضًا واضطرابًا، مما أبرز الدعوة إلى ظهور (علم) منبثق عن المواقف من الاستشراق يُعنى بدراسة الغرب، وأعطي هذا التوجُه مصطلح على علم الاستغراب (Occidentalism)[4]، أو ربَّما عبَّر عنه بعض المعنيين بالاستشراق المعكوس، الذي يقوم على (النقد المزدوج)، كما يشير عالم الاجتماع المغربي عبدالكبير الخطيبي (1938 - 2009 م)[5]،الذي أراد أنْ يعرِّف المستشرق (بمعناه النبيل) على أنه (هو ذلك الذي يسهر على فجر الفكر)[6]، والاستغراب أو الاستشراق المعكوس، أو النقد المزدوج هي بدورها مصطلحات غير دقيقة؛ إذ تشتبه عند بعض المتلقِّين المستعجلين بالتغريب (westernization)، مع أنها تختلف عنه، من حيث منطلقهُ، وأهدافهُ وعمقهُ ووضوحهُ في ذهن علماء نقد الاستشراق، ويُمكن أنْ تُعدَّ جملة من الوقفات النقدية مع الاستشراق على أنها اللبنات الأولى (لعلم) الاستغراب أو الاستشراق المعكوس، على ما بين الحركتين من فروق واضحة في توخِّي الموضوعية والحياد[7].
    =====================================
    [1] انظر: حاتم الطحاوي: الفكر الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية محمد خليفة حسن، الاجتهاد، 50 و51 ربيع وصيف العام 2001 - 1422 هـ، (ص: 321 - 335).

    [2] انظر: أحمد محمود هويدي: الاستشراق الألماني تاريخه وواقعه وتوجُّهاته المستقبلية: دراسات مختارة جمعها ونقَلها من الألمانية إلى العربية الدكتور أحمد محمود هويدي، القاهرة: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وزارة الأوقاف، 1420 هـ / 2000 م، (ص: 3 - 4).

    [3] انظر: جواد علي: أبحاث في تاريخ العرب قبل الإسلام، مرجع سابق، (1: 65 - 69)، و(2: 473 - 481).

    [4] انظر: حسن حنفي: مقدِّمة في علم الاستغراب، القاهرة: الدار الفنية: 1411 هـ / 1991 م، (ص: 22 - 35).

    [5] انظر: على عبداللطيف إحميدة: ما بعد الاستشراق؛ مراجعة نقدية في التاريخ الاجتماعي والثقافي، 1990 - 2007، مرجع سابق، (ص: 14).

    [6] انظر: ألان روسيُّون: المناقشة الدائرة حول الاستشراق في الساحة الثقافية العربية: العلوم الاجتماعية، (ص: 185 - 229)، في هاشم صالح (مترجم ومعد): الاستشراق يبن دعاته ومعارضيه، مرجع سابق (ص: 261).

    [7] انظر: حسن حنفي: مقدِّمة في علم الاستغراب، مرجع سابق، (ص: 32).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.96 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]