تختلف آراؤنا وتتآلف قلوبنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128783 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4797 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مسيرة الجيش إلى تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-12-2024, 10:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي تختلف آراؤنا وتتآلف قلوبنا

تختلف آراؤنا وتتآلف قلوبنا

د. محمود نديم نحاس

الاختلاف في الفهم أمر ملحوظ ، فالله أنزل الكتاب منه آيات محكمات ، وأخرى متشابهات. والنصوص القرآنية نزلت بمقتضى لغة العرب ، وفيها الحقيقة والمجاز ، والخاص والعام. والباري خلق الناس على أمزجة شتى ، وأفهام مختلفة. ويقرر علماء التشريح أنه ليس في الدنيا نصفا مخ متشابهين ، فلا عجب أن يختلف الفهم والإدراك. ثم إن طرائق التربية التي ينشأ عليها الناس تختلف من بيت إلى آخر ، ومن بيئة إلى غيرها ، فليس مدهشاً إذاً أن نجد هذا يميل إلى الترخص ، وذاك يميل إلى الشدة.



وقد عرف تراثنا رُخَص ابن عباس وشدائد ابن عمر. كان ابن عباس لا يزاحم على الحجر الأسود حتى لا يؤذي ولا يؤذى ، وكان ابن عمر يزاحم عليه حتى تدمى قدماه ، ويقول هوت الأفئدة إليه فأحببت أن يكون فؤادي معهم. وكان ابن عباس يحمل الصبية ويضمهم ويقول إنما هي رياحين نشمها ، وكان ابن عمر لا يحب أن يحملهم خشية أن يناله شيء من نجاساتهم.



إذاً هناك أمور تقتضي الاختلاف في الفهم ، منها طبيعة النصوص ، وطبيعة اللغة ، ومستوى الأفهام. ولو كان الاختلاف مذموماً لما اختلف فقهاء الصحابة ، ولا تلامذتهم من بعدهم ، في فهم النصوص واستنباط الأحكام. على أن للاختلاف آداب ، أذكِّر بها نفسي ، ثم من يقرؤها ، ثم من تبلغه. فاختلاف الرأي لا يفضي إلى تناسي الحقوق من توقير الكبير وإنزال الناس منازلهم والتلطف مع المبتدئ. فهذا الشافعي يخالف مالكاً ، ويؤلف كتاباً يسميه (اختلاف مالك والشافعي) ، ومع ذلك يقول : إذا ذُكر العلماء فمالك النجم.



وعبد الله بن المبارك اختلف مع اجتهادات أبي حنيفة لكنه حين سمع رجلاً ينتقص من قدر أبي حنيفة قال له :



يا ناطح الجبل العالي ليثلمه أشفق .. على الرأس لا تشفق على الجبل



والإمام أحمد بن حنبل أخذ من شيخه الشافعي العلمَ الجم والأدبَ الكثير ، ولكنه اختلف معه في اجتهاداته ، ومع ذلك يقول : والله ما بتُّ ليلةً ثلاثين سنة إلا وأدعو فيها للشافعي. ويسأله ولده : لقد سمعتك تكثر الدعاء له ، فمن هذا الشافعي ؟ فيجيب : كان يا بني كالشمس للدنيا ، والعافية للناس ، فانظر هل لهذين من خَلَف أو منهما عَوَض. والشافعي يعرف قدر تلميذه ويقول : لقد تركت بغداد وما خلَّفت فيها أورع ولا أعلم ولا أهدى من أحمد بن حنبل. وقال فيه :



قالوا يزورك أحمدُ وتزورُه .. قلتُ المكارمُ لا تفارقُ منزلَـه

إن زارني فَبِفضلِهِ، أو زرتُه .. فَلِفضلِهِ، فالفضلُ في الحالين لَه



وتحدث الإمام أحمد مرة عن معروف الكرخي، فعاب أحدهم معروفاً بقلة العلم ، فقال الإمام أحمد : ويحك ، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف ؟ كان مع معروف رأس العلم : خشية الله تعالى.



هذا أدبهم في اختلافهم. فهل هي حكايات تحكى ، نطرب لسماعها ، ونزين مجالسنا بذكرها ، أم هي منهاج لنا في اختلافنا ؟. لقد فهموا المقصود من النصوص ووصلوا إلى تذوق معانيها فطبقوها. فلنتشبَّه بهم إن لم نكن مثلهم ، كيلا نكون ممن يحسن القول ويسيء العمل.




وما أحلى أن نحيي هذه القيم ، وأن نعلم أولادنا أدب الحوار والاختلاف ، ونعلمهم التحقق من المعلومات ، والتثبت من الأخبار ، والتزام أخلاقيات النقد ، والتجرد عن الهوى ، ليستطيعوا أن ينقدوا الخطأ ويصوبوه في إطار هذه الضوابط وهذه الأخلاقيات. ولننشر شعار : (تختلف آراؤنا ، وتتآلف قلوبنا)



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.67 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]