الإشراف العلمي بين الأستاذية الهادية والأمومة أو الأبوة الرحيمة والشخصية الحازمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4899 - عددالزوار : 1923438 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4469 - عددالزوار : 1241197 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13893 - عددالزوار : 743622 )           »          ليدبروا آياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          من خلق المسلم: الرفق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 89 )           »          أبو منصور الجواليقي‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          خطبة الجمعة والفرص الضائعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الخطابة في الأندلس المنذر بن سعيد البلوطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          قراءة في حديث (البر والإثم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من وحي سورة القصص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-11-2024, 07:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,134
الدولة : Egypt
افتراضي الإشراف العلمي بين الأستاذية الهادية والأمومة أو الأبوة الرحيمة والشخصية الحازمة

الإشراف العلمي

بين الأستاذية الهادية، والأمومة أو الأُبُوَّة الرحيمة، والشخصية الحازمة

كريم بن إبراهيم بن أحمد

ما من كاتب يريد أن يكتب إلَّا يعيش مدةً بين الإحجام والإقدام، وإن غلب الأول فلن يكتب أحدٌ سوداءَ في بيضاءَ، ولا سيما حين يقرأ كلمةً مثل كلمة العلَّامة الراحل عن دنيانا شيخ الأزهر الأسبق د. عبدالحليم محمود رحمه الله تعالى رحمة واسعة قال: "وقضية: ﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ﴾ [الزمر: 3] في ذروتها تُلغي أنا، إنه لا بقاء للعبد الذي أخلص العبودية مع سيده".

ولكن حين تأْسِرُه كلمةٌ مثل كلمة أ.د. عبدالحميد مدكور حفظه الله (وُلِد 1942م) عن مشرفه في رسالة التخصص أ.د. محمود قاسم رحمه الله تعالى (1913 - 1973) قال: "ملاحظاته القيِّمة التي أبداها في أُستاذِيَّةٍ هادية، وأُبُوَّةٍ حانية"، يجد فؤاده يتشوَّف إلى مثال حيٍّ، وخَلَفٍ صالح لهذه المدرسة المباركة، التي سأذكر معالمها على النحو الآتي:
الأستاذية الهادية:
في نظري لا بد أن يكون المشرفُ عالمًا ربانيًّا، عفيفَ اللسان، نقيَّ السريرة، مُعتنيًا بالأدب قبل العلم، لا يفرِّط في حقِّ أدب الأستاذ؛ لأن العلم بلا أدب شجرةٌ بلا ثَمَرٍ.

والأستاذية تعني - فيما تعنيه - الإلمام بالنحو والصرف، والبلاغة واللغة المعجمية، وما في معنى الأربعة، تعني الإلمام بالفقه والتفسير، والحديث والعقيدة، تعني الإلمام بعلوم الآلات الأخرى، تعني الأصالة والمعاصرة، تعني معرفةً بالطبعات القديمة والحديثة، وطبقات المحقِّقين والمصحِّحين، تعني خلفيَّةً عن تحقيق التراث، تعني تدرُّجًا تعليميًّا وعلميًّا وتربويًّا، تعني جمعًا بين طريقة المتون وطريقة الكتب المدرسية، تعني التخصص والتعمُّق والأخذ من كل علمٍ بطَرَفٍ، تعني عدم التسليم للمكتبة الشاملة دون الرجوع للمطبوع، تعني فكرًا وعقلًا حرًّا، متحررًا من قيود ورسوم لا دليل عليها، ولا صلاحية لها، ولا فائدة تُرجى من ورائها، حدَثَت بعد القرون الثلاثة الأولى المفضَّلة، تعني التجديدَ المنضبط، تعني النقد البنَّاءَ والنفس الهادئة لا الهاجمة الشرسة، تعني حبَّ العلماء وحبَّ كُتُبِهم حبًّا صادقًا، يجعل المطالعة دواءً، ويجعل كل حائل داءً، تعني أشياءَ لا تكاد تُحصر، بل غاية ما يمكن حيالها أن تُذكَر في أمثلة.

حين تتوفر الأستاذية تكون هادِيَةً، وبقدر متانة الأستاذية تكون الهداية، إلى آخر ما هنالك مما هو بدَهِيٌّ.

الأبوة أو الأمومة الحانية:
الحنان - في نظري هنا - هو رحمة وتقدير من يستحق الرحمة، رحمة أهل الحياء من الباحثين، أهل الأدب منهم، الذين يَوَدُّون سماع المشرِف أكثرَ من أي شيء؛ لأنهم تلامذة، وحق التلميذ أن يسمع الأستاذ، لا أن يقاطعه بل أن يُماريه، أكبر همِّ التلميذ الموفَّق - في نظري - ألَّا يتغير عليه قلب أستاذه؛ لأن العاقل من رعى ودادَ لحظة.

وثمَّت صورٌ كثيرة لحنان المشرِف؛ منها: تقدير ظروف كل باحث صادق في ظرفه وعذره، ومنها إكرام الباحث بما تيسَّر، وتقديم ضيافة يسيرة - كذا يسميها المشرف الرحيم - ولكنها ضيافة عالية الجودة، ثمينة المبنى والمعنى، ومنها أن العامل والعاملة اللذين قدَّما الضيافة، ألحَّ المشرف عليهما إلحاحًا قارب الأمر الذي لا يقتضي إلا الوجوب، ولا يوجد ما يصرفه إلى الاستحباب.

الشخصية الحازمة:
الرحمة والرأفة، والحنان والشفقة معانٍ عظيمة، لكن بعض ضعاف العقول يظنُّها ضعفًا وتساهلًا، فتحمله على الجرأة وتدعوه إلى التقصير، بل إلى إهمال حقِّ المشرف وأدب الأستاذ، ومثل هذا تأتيه صاعقةُ الحزم، ولطمة الموج العالي، وقوة فأس الحارث في أرض بورٍ، وقد يئس المشرف أن تنبُتَ.

كل هذه المعاني وغيرها كثيرٌ، رأيتُها وسمِعتها، وقرأتها ووجدتها وألفيتُ عليها أستاذتي الكريمة زينب عبدالسلام أبو الفضل، أمدَّها الله بالعافية والصحة والسلامة، وأطال بقاءها على طاعته، وأحْسَنَ عملها، وغفر لها، وسلامٌ على فقيهة قائمة بدور ومهامَّ عجزَ عنها كثير من الرجال، دون تعصُّبٍ منها لغير الحق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.70 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]