|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من مخالفات النكاح (1) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ: فإن من نعم الله العظيمة على عباده نعمة الزواج، وهو من سنن المرسلين؛ قال تعالى ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴾ [الرعد: 38]. وقد حث عليه الشارع لِما يترتب عليه من مصالح دينية ودنيوية؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ»[1]. ومما ينافي شكر هذه النعمة، وقوع بعض المخالفات، فمن ذلك: أولًا: المغالاة في المهور بما لا يطاق، والمشروع أن يكون قليلًا ميسرًا، روى الحاكم في المستدرك من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ الصَّدَاقِ أَيْسَرُهُ»[2]. وقال عمر رضي الله عنه: «أَلَا لَا تُغَالُوا صَدُقَةَ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا، أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللهِ، لَكَانَ أَوْلَاكُمْ بِهَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَكَحَ شَيْئًا مِنْ نِسَائِهِ، وَلَا أَنْكَحَ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِهِ، عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً»[3]. وَالأُوقِيَّةُ عند أهل العلم تعادل أربعمئة وثمانون درهمًا. وروى مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سُئلت: كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: «كَانَ صَدَاقُهُ لأَزْوَاجِهِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا، قَالَتْ: أَتَدْرِي مَا النَّشُّ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا قَالَتْ: نِصْفُ أُوقِيَّةٍ، فَتِلْكَ خَمْسُ مِئَةِ دِرْهَمٍ، فَهَذَا صَدَاقُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَزْوَاجِهِ»[4]. وفي زيادة المهور مفاسد كثيرة من أعظمها تأخُّر كثيرٍ من الرجال والنساء عن الزواج، أو تركه بالكلية، وفي ذلك ما لا يخفى من المفاسد. ثانيًا: دبلة الخطوبة؛ قال الشيخ الألباني: ووضع خاتم الخطوبة في يد العروس من عادات النصارى، وقد أمرنا بمخالفتهم[5]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»[6]. اللهم استر عوراتنا وآمِن روعاتنا، وأصلِح نساءنا وذريَّاتنا يا ذا الجلال والإكرام. والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- اذكر بعضًا من مخالفات النكاح. 2- كم كان صَداق النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه وبناته؟ مع ذكر الدليل. 3- ما هي السُّنة في المهور؟ 4- ما حُكم دبلة الخطوبة؟ [1] صحيح البخاري برقم (5065)، وصحيح مسلم برقم (1400). [2] (2/537) برقم (2796)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه، وابن حبان في صحيحه برقم (4038). [3] سنن الترمذي برقم (1114)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. [4] برقم (1426). [5] آداب الزفاف ص (212/213). [6] قطعة من حديث في مسند الإمام أحمد (2/92)، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (15/509) إسناده صالح.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() من مخالفات النكاح (2) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ. 1- ما يسمى بالمنصة، وهي جلوس الزوج والزوجة في مكان عال بمرأى من جميع الحاضرات، قال الشيخ ابن باز رحمه الله: «ومن المنكرات العظيمة وضعُ منصة للعروسين أمام الحاضرات من النساء، فينظر الرجل إلى النساء الأجنبيات وهنَّ بكامل زينتهن، وقد يدخل معه بعض أقارب الزوج أو الزوجة، فيحصل الاختلاط والفتنة». 2- التصوير، وهو من كبائر الذنوب، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ»، وتصوير النساء وهنَّ بكامل زينتهنَّ من أعظم المفاسد، ولا يرضى مسلم أن تُلتقط صورة ابنته أو أخته أو زوجته، وتنتشر بين الناس، فإلى الله المشتكى. 3- استعمال المعازف، وهي أنواع كثيرة، منها: الموسيقا والطبول والأعواد والمزامير وغيرها، وهي من أعظم المنكرات، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَيَكُوْنَنَّ مِن أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّوْنَ الحِرَ وَالحَرِيْرَ وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ»، وإنما أجاز الشارع الضرب بالدف عند النساء. 4- الإسراف في الولائم، واستئجار الفنادق، وقصور الأفراح بأموال طائلة، فينبغي الاعتدال في ذلك، وتجنُّب الإسراف الذي نهى الله عنه، قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67]. اللهم يا مقلِّب القلوب، ثبِّت قلوبنا على دينك، ويا مصرف القلوب والأبصار، صرِّف قلوبنا على طاعتك، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- اذكر بعضًا من مخالفات النكاح. 2- ما المنصة؟ وما وجه المخالفة الشرعية فيها؟ 3- اذكر الدليل على تحريم الإسراف من القرآن والسنَّة. 4- هل يجوز الدف للنساء في حفلات الزواج؟ مع ذكر الدليل.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() من مخالفات النكاح (3) د. أمين بن عبدالله الشقاوي الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ. 1- لبس البعض من النساء في حفلات الزواج اللباس العاري، أو المفتوح، أو الضيق الذي يصف البشرة، أو الخارج عن الحياء، حتى لو كان عند النساء[1]، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صِنْفَانِ مِن أَهْلِ النَّارِ لَم أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُم سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ البَقَرِ يَضْرِبُوْنَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيْلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤُوْسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المَائِلَةِ، لَا يَدْخُلنَ الجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوْجَدُ مِن مَسِيْرَةِ كَذَا وَكَذَا»[2]. وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حضور الحفلات المشتملة على المنكرات، فقال: «حضورها واجب إذا كان الإنسان يستطيع بحضوره أن يغيِّر المنكر، وأما إذا كان لا يستطيع تغييره فإن حضورها منكرٌ محرمٌ عليه، ولا يجوز في ذلك طاعة الوالدين، ولا طاعة الزوج، حتى لو فُرض أن الوالد والوالدة إذا لم يحضر الولد من ذكر أو أنثى هذه الحفلات، حصل منهم غضب أو زعل، ولا يُعد ذلك من العقوق؛ لأن هذا من طاعة الله، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّمَا الطَّاعَةُ بِالمَعْرُوْفِ»[3]، والمنكر لا طاعة فيه لأحد، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»[4]؛ اهـ. 2- السمر حتى ساعة متأخرة من الليل، وربما في بعض الحفلات إلى قرب صلاة الفجر، وهذا يؤدي إلى إضاعة صلاة الفجر، أو التكاسل عنها، أو التقصير في حضور صلاة الجماعة، وهذه من نتائج السمر الطويل، فينبغي التنبه لذلك، وإيثار ما هو أنفع وأرفع. 3- من المنكرات التي ترتكب بمناسبة الزواج ذَهاب الزوجين بعد زواجهما إلى بلاد الكفار، أو بلاد أخرى تماثلها في الفساد لقضاء شهر العسل زعموا، وفي ذلك مخالفة صريحة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الترمذي في سننه من حديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَنَا بَرِيْءٌ مِن كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيْمُ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ المُشْرِكِيْنَ، لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا»[5]. وما ينتج عن ذلك السفر من مفاسد، وخلع للحجاب في كثير من الأحيان، واختلاط الرجال بالنساء، وذهاب إلى أماكن اللهو والفساد، وغير ذلك من المفاسد، والزواج من النعم التي يجب شكر الله عليها، ومن عكس ذلك فقد يُعرِّضها للزوال أو الخراب. اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطَن، اللهم أصلح أحوالنا ويسِّر أمورنا. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. الأسئلة: 1- اذكر بعضًا من مخالفات النكاح. 2- هل يجوز اللباس العاري أو الضيق أو المفتوح للمرأة أمام النساء؟ مع ذكر الدليل. 3- هل يجوز حضور الحفلات المشتملة على المنكرات؟ مع ذكر الدليل. [1] للتفصيل انظر الدروس الآتية. [2] برقم (2128). [3] جزء من حديث في صحيح البخاري برقم (4340)، وصحيح مسلم برقم (1840) من حديث علي رضي الله عنه. [4] هذه الفتوى عليها توقيع الشيخ رحمه الله بتاريخ 16/ 9 / 1409 هـ. [5] سنن الترمذي برقم (1604) وصححه الألباني في إرواء الغليل (5/ 29) برقم (1207).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |