|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ضعف شخصيتي دمر حياتي أ. أميرة خلفاوي السؤال: ♦ الملخص: شاب ضعيف الشخصية يتعرض للتنمر باستمرار، لا يستطيع اتخاذ قرار في حياته، يتصف بالخجل الشديد؛ ما جعله إنسانًا فاشلًا على كل المستويات، ويسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم، أنا شاب في منتصف العشرينيات، شخصيتي ضعيفة إلى أقصى حد، فأنا أخشى مواجهة الناس، وأتعرَّض باستمرار للتنمُّر اللفظي والجسدي، وليس لدي الجرأة للدفاع عن نفسي، أشعر بالخوف الشديد عندما يهينني شخص فأسكت؛ ما يدفعه للتمادي أكثر، كانوا يتنمرون عليَّ في المدرسة والجامعة بسبب ضعف بنيتي، وخجلي الكبير، وكانوا يستمتعون بعمل "المقالب" بي بهدف التسلية، وأنا شخص بسيط يسهُل خداعُه، كنت أظن أن التنمر سينتهي عند سن معينة، لم أكن أعلم أنه سيستمر أبدًا، وقد أدى ذلك بي إلى الفشل في دراستي الجامعية - رغم تفوقي في المدرسة - إذ كنت أعيش وحيدًا، بعيدًا عن أهلي؛ ما جعلني أشعر بالتوتر والضياع، باختصار: الخجل، وضعف الشخصية، وعدم القدرة على اتخاذ قرار كانت سببًا في تدمير حياتي، وجَعْلِي إنسانًا فاشلًا على كل المستويات، أشعر أن حياتي لم يعد لها قيمة وغير قابلة للاستمرار، أرجو نصيحتكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: سيدي الفاضل، أشكرك على ثقتك بنا، ومشاركتنا مشكلتك؛ عسى الله أن يوفقنا في إرشادك وتوجيهك. بداية أعبر عن أسفي لِما نشهده في مجتمعاتنا من تنمُّر وأذًى موجه للأشخاص الطيبين ذوي الإحساس والقلوب الرقيقة الطيبة، وهذا إن دلَّ فإنه يدل على مدى شعور المتنمرين والمسيئين بمشاعر النقص والدونية التي يسعَون لإخفائها من خلال التعالي وتقليل من شأن الآخرين. بعد اطلاعي على رسالتك يمكن تلخيص مشكلتك فيما يلي: أنت تعاني من التنمر بشكل لفظي وجسدي. معاناتك من التنمر منذ الصغر ولا تزال مستمرة إلى الآن. تعاني من ضعف في الشخصية واتخاذ القرارات. تفتقد لبعض المهارات الاجتماعية. إذًا، فإن ما تعانيه ليس وليدَ اللحظة، إنما هي تراكمات لخبرات سلبية سابقة منذ الطفولة، تفاعلت مع أحداث حاضرك المعيش، فأدت إلى استجاباتك التجنبية في مختلف مستويات حياتك حسب قولك؛ لذا فإننا وللتغلب على هذه الخبرات والتراكمات والصور السلبية للذات نحتاج إلى وقت وصبرٍ، وقبلها إرادة وعزم شديد، وطبعًا بمساعدة إخصائي أو استشاري نفسي ممن تثق فيهم. إلا أننا يمكن أن نقدم لك بعض النصائح التي تعينك على تحسين حالك: عزز ثقتك بنفسك من خلال الحوار الإيجابي مع الذات، بأن تعدد وتركز على محاسنك ونقاط تميزك. تقرب من الأشخاص الإيجابيين والطيبين الذين يحبونك ويحترمونك بحق، وتجنب كل من يسيء ويقلل احترامه منك قدر المستطاع، إلى أن تكتسب المقدرة والمهارة على مواجهتهم وعدم التأثر بهم. أقترح أن تمارس الرياضة؛ لِما فيها من نفع للجسم والنفس، خاصة القتالية منها، وهذا حتى تكتسب الثقة بنفسك، والقدرة على الدفاع عنها وقت الحاجة، كما ستكون فرصة لتنمية مهاراتك الاجتماعية، من خلال تعرفك على زملاء ورفاق جدد، احرص على انتقاء نادٍ ومدرب محترم يقدر متدربيه. إن مشكلة من يتعرض للتنمر عادة هي في عدم قدرته على توكيد ذاته، والتعبير عن مشاعره واحتياجاته بأسلوب مناسب؛ لذا نصيحتي لك أن تدرب نفسك على توكيد الذات بداية مع من ترتاح إليهم، ثم وسِّع الدائرة تدريجيًّا. قد نفسر أحيانًا بعض المواقف والكلمات بشكل خاطئ؛ بسبب تصورنا السلبي حول ذاتنا والآخر، مما يجعلنا أكثر حساسية لِما يصدر من الطرف الآخر؛ لذا حاول أن تغير أفكارك ونظرتك لِما يقال لك؛ فمثلًا قد نجد شخصًا يعاني من السمنة الزائدة فيُقال له: يا فيل، في رأيك هل هو فعلًا فيل بخرطومه وأذنيه؟ طبعًا لا، لكن استجابته الانفعالية الشديدة التي سببتها كلمة "فيل" تجعل الآخرين يستخدمونها معه للتسلية والمتعة للأسف الشديد، بينما لو تيقن في نفسه أنه بشر، وليس فيلًا، فلن تتحرك له شعرة واحدة. أسأل الله رب العرش العظيم أن يوفقك ويعينك، ويرفع عنك الكرب، ويرزقك السعادة في الدارين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |