خِيارُكم أحسنكم قضاءً للدَّيْن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 3115 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الندبات بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لزيت اللافندر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          4 نصائح لحديثى التخرج تساعدهم على اقتحام سوق العمل من غير تشتت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          5 حيل تمنع تكتل الكونسيلر أسفل العينين.. لإطلالة ناعمة من غير تجاعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طرق تخزين الخضراوات فى الصيف.. دليلك لحفظها بأفضل جودة لأطول وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          4 أنواع سناكس خفيفة وصحية لأطفالك فى النادى.. بلاش فاست فود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريقة عمل طاجن البطاطس بالجزر وصدور الدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-11-2024, 03:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي خِيارُكم أحسنكم قضاءً للدَّيْن

خِيارُكم أحسنكم قضاءً للدَّيْن



حديث نبوي


الحياة تقوم على التبادُل، و تسير على قانون الأخذ و العطاء، وهذا القانون من أوضح قوانينها في كل تفاصيل الحياة، فما أراد شيئاً قدَّمَ مقابله ما يستطيع من خلاله الحصول على شيئه، فهو قانون متمكِّنٌ في كل شؤون الناس، بلا استثناء لشيء منها.

العطاءُ صفةٌ ذاتيةٌ، مغروزة في الأنفس الكريمة، لأنه صفةُ كرم و كمال، و الشيءُ حيثُ مَغْرَسُه، تتنوَّع مظاهره و صوره في حياة المُعطي، و تختلف العطاءات باختلاف الأحوال، و أجودها ما كان مناسباً في كل جهات العطاء.

العطاء من أصول صناعة الحياة، ومن الأُسس التي تجعل الإنسان راغباً في الحياة، لأنه يجد في العطاءِ تحقيقاً للكثير من كمالات بناءِ كمال ذاته، ففيه كمالُ الأفعال، غيرَ ما هو مضمون في قانون العطاء من ردِّ الشيءِ المُعطى بالأضعاف، و الحياة جعل الله فيها كرَماً، فمن أعطى شيئاً للحياة أُعطِيَ ليكون حياةً.

بعيداً عن العطاءِ كشيءٍ من الكرَم و الجود، فإننا ننظر إليه بعين أُخرى إلى أنه سرٌّ من أسرار الخلود في الحياة، فليس هو مجرَّد صفةٍ أو خُلُقٍ، يتحلَّى به الإنسان، و إنما هو عنصر مهم في إبقاء الإنسان، و إبقاء جواهر الحياة و حقائقها دائمة تسري في الوجود. لأجل هذا كان قانوناً و لم يكنْ خُلُقاً، و قُيِّدَ الكثير من الأمور ليتحقَّقَ بإقامة العطاء. عندما نُدرك هذا الشيء فإننا سنكون راغبين كثيراً في أن ننتهز كل فرصة تواتينا لبذل العطاء.

كل عطاءٍ قيمته في أثرِه، وهنا يأتي دور تنوُّع العطاء، فليس العطاءُ بذلَ المال، و لا النجدةَ بالوقت، و لا منْحَ الجُهد، إنما هو في أساسه تحقيقُ أثرٍ من خلال بذلٍ، و الآثار ليست واحدة، حيثُ اختلاف الحاجات، فحاجات الحياة كثيرة جداً، و أجود الحاجات ما كان ظاهراً في الوقت حينها، فهنا يكون العطاء أعظم و أنبل، فليس عطاءً محموداً في زمن اغتناء الناس بذلُ المال، و لا في زمن الجهل أيضاً، فقيمة العطاء في قيمة الحاجة الظاهرة.

و أجود العطاءات؛ عطاءُ العقلِ، في تنميته بالعلم و المعرفة و التفكير و التأمل، في كل ما يحتاجه الناس مما يهم حياتهم، و أجود هذا العطاء ما كان جوهراً، و كان إضافة متينة، و كان زائداً بالتميُّز عن سابقه، و التكرارُ للسابق ليس عطاءً له قيمة في الحاضر، فلكل عصر علومه ومعارفه.

و عطاءُ الجسد من أجود العطاءات، إذ فيه حفظٌ لقيمته، و صيانة لبنائه، و رعاية لصحته و سلامته، من خيث أمورٍ كثيرةٍ متعلقة فيه، و لا تكون عطاءات الجسد سليمة، بل لا تتحقَّق، إلا بعد أن تكون عطاءات العقل، و العطاءُ يُجوَّدُ أثرُه في تجويد أصله.

و العطاءُ بقيمة المُعطي، على قاعدة ” الحويجة و الرُّجَيْل “، فليس لائقاً بالكبيرِ أن تكون عطاءاتُه كعطاءات الصغار، و لا بالغني كعطاءات الفقير، و لا بالسلطان كعطاءات الرعية، فالعطاءات على الوجائه و المناصب، و عندما تكون العطاءات أقلَّ من مقام المُعطي فإنه أقرب إلى الإمساك بُخلاً عن الجودِ عطاءً، و يُلاحظ في ذلك مناسبةُ العطاء للمُعطَى، فليس أيضاً لائقاً بالصغير أن ينال عطاءات ينالها الكبار، و هكذا، فالشأن في التناسُب ومراعاته.

طلب العطاء ليس عيباً، فما جرَى العطاءُ إلا بالطلب، سواءً أكان طلباً محسوساً، أو كان طلباً مُسْتَشْعَراً، و ذاك أن العطاء غالبَ حاله أنه لا يكون إلا كذلك، فإن جاءَ الطلبُ فليكُن المُعطي سبَّاقاً، فهي فُرَصٌ قد لا تعود، و حيث يجيء الطلب فإن في مضمونه تميُّزٌ.

لا عطاء يضيع، فكل عطاءٍ ستعود ثمارُه على المُعطي، و سيُدرك ذلك يقيناً، فقط؛ ليكن معطاءً بجودٍ و صدقٍ و نفسٍ طيبة في العطاء، و حينما تعود أرباح العطاء فإنها تعود مضاعفة، لا مثْلاً بِمِثْلٍ، فهو استثمار في الحياة، وهو عطاءٌ مضمون العوائد.

عوائد العطاء من ذاتِ المُعطى، فمن أعطى مالاً عاد إليه مالٌ، ومن أعطى جُهداً أُوتي بمثل، كل عطاء يُكافأ صاحبُه بمثل ما أعطى، ومكافأة خيرٍ و فائدة.

صناعةُ الطلب في حياتنا يجعل للحياة طعماً مختلفاً، و يجعل فيها لذةً لا نكاد نجدها في أي شيءٍ آخر، فيجعل في نفوسنا الشوق إلى الحياة، الشوق الذي يبلغ بالنفوسِ نهاياتٍ عظيمة من استشعار الكمالية، و استحضار القيمة الشُّهوديَّة، المُحقِّقتان للعلَّة الوجودية.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.78 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]