قراءة نقدية لما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المدخل الميسر لعلم المواريث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          {كل يوم هو في شأن} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مراتب الفضل والرحمة في الجزاء الرباني على الحسنة والسيئة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من مائدة العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1971 )           »          بطلان القول بعرض السنة على القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          بيان ما يتعلق بعلوم بعض الأنبياء عليهم السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تحريم التوكل على غير الله تبارك وتعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ذكر الله سبب من أسباب ذكر الله لك في الملأ الأعلى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 472 - عددالزوار : 155549 )           »          من فضائل لا إله إلا الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-09-2024, 07:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,581
الدولة : Egypt
افتراضي قراءة نقدية لما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي




قراءة نقدية لما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي



إن من يطالع، ويقرأ في وسائل التواصل الاجتماعي، ولاسيما (الفيسبوك والتويتر)، ويتصفح عقول الناس وأفكارهم، ورؤاهم، ومفاهيمهم، وتصوراتهم وطريقة تعاملهم؛ وأحاسيسهم - من خلال مكتوباتهم، أو تعليقاتهم التي تصدر من هنا أو هناك، أو يتجول في عالم الواقع المشهود أو المتوقع- ليصاب بالأسى؛ إذ إن بعض الناس يُدْخِلُ عقله فيما لا علم له فيه، أو يتفوه بكلام مبني على التخمين والظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا؛ فعلى سبيل المثال: كأن يمدح شخصا أو يذمه، أو يثني على جماعة أو تنظيم ثم يذمهما، أو ينتصر لجماعة أو يخذلها، أو يكون مع هذا الفريق على حساب فريق آخر؛ فإذا فتشت عن مستنداته، فلن تجد غير القيل والقال، أو هي مراجع لا صلة لها بما يقرره هذا وذاك، أو موارده التي يستقي منها ليست ثقة، أو أنها محابية أو مناكفة، أو مكذوبة، أو ذات أبحاث هزيلة، أو مغرضة، أو تغلب الجانب العاطفي على العقلاني الذي يقدم الحقائق مدعومة بالأدلة والبراهين.
إن من يتكلم في قضايا من العيار الثقيل – كما يقال – أو ذات حجم هام يترتب عليه نتائج خطيرة؛ عليه أن يتريث حتى يتثبت من صدق المرجع وموثوقيته؛ وأن يكون لديه شهود عدل ثقات متصفون بالقدرة على الضبط، وتحمل الخبر كما يقول علماء الحديث. وربنا يقول: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (الإسراء: 36). والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كفئ بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» رواه مسلم، وفي رواية «كفى بالمرء إثما أن يحدِّث بكل ما سمع» رواه أبو داود وصححه الألباني.
فكم من رجل طعن بشخص أو فئة، ثم تبين أن الطاعن لا يؤخذ بكلامه، أو كلامه غير موثق، وكم من ممدوح - شخص أو جماعة - ثم اتضح أن الجميع لا يستحقون هذا الثناء.
إن التريث والتثبت قبل إصدار الأحكام مطلوبان، ولا بد أن يكون الناقد على خلق ودين يبتغي بذلك وجه الله تعالى حتى لا يتحول كلامه إلى سكين تمزق الأواصر، وتفرق الصفوف.
إن العمل على تأليف القلوب أولى من نشر خبر يفرق ولا يجمع، وإن اتخاذ موقف مبني على الجهل والهوى يهدم ولا يبني – لشر مستطير. يقول ربنا سبحانه: { وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (الأنفال: 46).
إن هذا التنازع الذي يحصل على الأرض، وإن هذا الحشد الهائل من القيل والقال سببه قلة الدين ورقته، وعدم تقدير العواقب؛ فليس كل خطأ من أحد، ، أو زلة عن حسن نية، أو اجتهاد خطأ - مدعاة لأن يصفه الناس بالفاسق أو الكافر أو المارق.
إن مسألة التكفير والتفسيق والتبديع من القضايا التي ينبغي أن يبت فيها أولو العلم الواسع والتقوى والخلق الحسن؛ فلا تُبنى على الجهل وقلة العلم والهوى والتسرع في إصدار الأحكام.
إن عليا – رضي الله عنه – لما سئل عن الخوارج: أكفارٌ هم؟! قال من الكفر فروا. إخواننا بغوا علينا؛ على الرغم من أنهم خرجوا عليه!
ومن أهم الأسباب التي فكرت بها التي جعلت الناس يتساهلون في الطعن، واللمز، والهمز والتخوين، وسوء الظن، والتسرع في رمي فلان وعلان بما ليس فيه، أو من خلال منقول عنه مكذوب مرده إلى التعصب والحزبية الضيقة وغيرهما من العوامل التي تباعد المرء عن قول الحق- مرد ذلك إلى الجهل الخاص، وقلة الخوف من الله وعذابه، وعدم فهم الواقع، وقلة الزاد في أدب الخلاف ثم – كما أشرت من قبل – الاندفاع والتهور، وعدم التأني، والانتصار لحظوظ النفس، ويا ليت الناس يقرؤون كتاب ابن تيمية – رفع الملام عن الأئمة الأعلام وغيره من كتب أدب الخلاف – إذن لما وقعوا فيما وقعوا فيه.
إن صلاح النفس صلاح الأمة، وهل الأمة سوى أنا وأنت ونحن وأنتما، وهو وهي وهم وهن وهما؟ إياك أخي أن تتخذ قرارا دون أن تتأكد أن الهوى لم يلابسه، وأنه قائم على الحق الواضح البين الذي لا يحتمل وجها آخر، فإذا وجد له وجه آخر، فقد دخل في دائرة الاجتهاد، وفي هذه الحال لا يجوز لك أن تلزم أحدا به.
لقد حاورت أحد الطيبين يحمل أفكارا ظنية يود أن يلزم الناس بها، فلما سألته ممن أخذتها أنت ومن معك قال: من كتاب الأحكام السلطانية للماوردي. سبحان الله! هذا الكتاب مؤلف من مئات السنين ولعصره، وليس قرآنا ولا حديثا صحيحا، وإنما في السياسة الشرعية المتجددة بحسب الزمان والمكان والأحوال.
نحن نعاني كثيرا من أمثال هؤلاء الأحبة الطيبين الذين اتخذوا الكتب مراجع لتصرفاتهم دون الرجوع إلى أهل العلم الثقات.
إن المشهد المعاصر لأمتنا ليبكي الصخر، وإن المؤامرة على أهل السنة باتت واضحة جلية مؤامرة يدير خيوطها الصليبيون، والباطنيون، وبنو صهيون
وسوى الروم خلف ظهرك روم
فعلى أي جانبيك تميل
وفي بعض الأحيان يكون الجهل أقوى المؤامرات! فهل نقدر أن نواجه هؤلاء بمثل الحال التي نحن عليها؟
أيها العقلاء والمفكرون المخلصون في هذه الأمة ينبغي أن نركز على أسباب الداء، ونعالجها قبل أن يستفحل المرض، فنندم ولات ساعة مندم.
يا رب، إنها صرخة مكلوم ومجروح، لا أملك سواها بعد أن وهن العظم، واشتعل الرأس شيبا. اللهم فنصرك لعبادك المتقين. اللهم ارزقنا الإخلاص في العمل على الوجه الذي يرضيك والحمد لله رب العالمين.




اعداد: مالك فيصل الدندشي






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.13 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]