فقد الأحبة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5114 - عددالزوار : 2388060 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4702 - عددالزوار : 1692137 )           »          عقوبة من أساء بين الشريعة والافتراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91 )           »          الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الفرع التاسع: لبس المعصفر والمزعفر من [الشرط السابع من شروط الصلاة: ستر العورة] (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الاكتفاء بغلبة الظن في أمور الدنيا والدين عند تعذر اليقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          كتب الزهد والرقائق في منهج المحدثين: بين رواية الأثر وتربية القلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          المقصود من مصادر التفسير الأولية إجمالا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          من مائدة العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 3610 )           »          صفة العفو والقدرة والمغفرة والرحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-09-2024, 11:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,247
الدولة : Egypt
افتراضي فقد الأحبة





فقد الأحبة


فَقْدُ الأحِبَّة مؤلمٌ، موجعٌ للقلب، وهذه سنة الله في خلقه منذ خلق الخليقة؛ أنَّ لكل أجلٍ كتابًا، والموت كأس وكل الناس شاربه، والقبر بابٌ وكلُّ الناس داخله، قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185] يخبر تعالى إخبارًا عامًّا يعمُّ جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت، فهو تعالى وحده الحي الذي لا يموت والإنس والجن يموتون، وكذلك الملائكة وحملة العرش، وينفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء، فيكون آخرًا كما كان أوَّلًا.

لحظات الفقد تمُرُّ على أي واحد منا؛ لكن لا يجب أن نتمادى في هذه اللحظات ونتركها تُقيِّدنا وتسيطر علينا، عندما تشعر بالضعف اجعل هذه الآية نصب عينيك {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل: 127] اجعلها تملأ فؤادك وترويه بماء الصبر واليقين، اصبر واحتسب كل ذاك الألم عند الله، واعلم أن الله سيعوِّضك بلقاء من فقدت في جنات النعيم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبِب من شئت فإنك مُفارقه، واعمل ما شئت فإنك مَجْزِيٌّ به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعِزُّه استغناؤه عن الناس».

جبريل عليه السلام بدأ بالتذكيرِ بِالموت، فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت.

عش ما شئت كبيرًا أو صغيرًا شابًّا أو كهلًا، كثيرًا أم قليلًا، عش على أي حال تكون غنيًّا أم فقيرًا، صحيحًا أو مريضًا، فإنك في النهاية ميتٌ، قال ربنا: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]، فالكل سيموت {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185] إلا ذو العزة والجبروت، قال ربنا: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 26، 27].

عش ما شئت واعلم أن:
كلُّ باكٍ فسيُبكـــــى ** وكلُّ ناعٍ فسيُنعــــى
كلُّ مذخور سيَفنـى ** وكلُّ مذكور سيُنسى
ليس غيرُ الله يبقى ** ومن علا فالله أعلـى

ثمَّ قال: أحبب من شئت أحبب أخاك فإنك ستفارقه أحبب أُمَّك وأباك فإنك ستفارقهما، أحبب زوجتك وأولادك فإنك ستفارقهم، أحبب عائلتك وأحبابك وأصدقاءك وجيرانك فإنك مفارقهم، أحبب دارك فإنك ستغادرها، أحبب ما شئت من مال أو جاهٍ أو منصب أو غير ذلك من متاع الحياة الدنيا، فإنك عما قريب ستُفارقه بموتٍ أو غيره.


ومن الأسباب المعينة بعد الله على الصبر على فقد الأحِبَّة:
1- الرضا بقضاء الله: فهو يزيل الهم والغم من القلب، ويجلب السعادة للحياة ويُطهِّرها.

2- الصبر: قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة»؛ (رواه البخاري).

3- الاحتساب: أي احتساب ما أصابكم عند الله، وأن تنالوا الأجر عليه، وكذلك يناله الميت بإذن الله.

4- الإيمان بالابتلاء: فالله سبحانه جعل البلاء مُكفِّرًا لذنوب عباده، ومقويًا لهم على الصدمات، ودافعًا لهم على تحَمُّل مشقات الدنيا.

5- الإيمان بقدر الله خيره وشره: ومن الإيمان بذلك الإيمان أن ما أصابكم كان لا بد من حدوثه، ولا مفر من وقوعه.

6- الإيمان باليوم الآخر: أي يوم القيامة الذي هو ركن من أركان الإيمان، وفي يوم القيامة يجزي سبحانه عباده الصابرين، ويجمعهم بأحبابهم في جنات النعيم حسب أعمالهم.

فلا ينبغي أن نعيش في الحزن دائمًا، ولا أن ننظر إلى الدنيا بنظرة سوداوية مليئة بالتشاؤم والتعب، فما هو آتٍ خيرٌ إن شاء الله مع الرضا بقضاء الله والصبر عليه.

والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
__________________________________________________ __
الكاتب: نورة سليمان عبدالله








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.02 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]