{قل الروح من أمر ربي} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1402 - عددالزوار : 140683 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-09-2024, 10:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,176
الدولة : Egypt
افتراضي {قل الروح من أمر ربي}

﴿ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾

د. محمد خالد الفجر

يقول الله عز وجل: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].

الروح، ذلك العالم اللطيف، الذي حارَتِ العقول في استكناهه، فرسموا عنها صورًا، وعاشوا معها في أخيلة جعلتهم خارجين عن الواقع، إنها السر المحرق لكل مَن يحاول تفسيره مِن نبع خياله، أو من شطحات فكره، إنها العالم الذي سحر الفلاسفة فأنهكهم، واعذروني إن قلت: من عالم العقلاء أخرجهم.

الروح عاش معها أفلاطون، فظنها خيالًا أو عالمًا مستحقرًا لعالمنا الدنيوي، فتراه يقول: "عندما أعيش مع جوهري أستحقر البشرية، وما يحيط بها، وأخلد إلى حقيقتي التي لا تفنى"[1].

وهكذا سار على نهجه أولئك الذي كسروا حاجزَ جهلهم، بسراب أخيلتهم.

ردَّد صدى فكر أفلاطون ابنُ سينا، فرسم لنا لوحة صراع بين ذلك الكائن اللطيف، وهو الروح، وبين ذلك القفص الذي أسرها؛ ولكن طول العشرة أدَّى إلى أن صار موطنَها وعالمها الساحر.

صوَّرها بكلمات، لا تدري لم تُشد نحوها؟ أحقًّا هكذا قامت العلاقة بين الجسد والروح؟ علاقة صراع، ثم أخوة، ثم صراخ على الفراق؟

لا أدري، لِم أتلذذ بهذه القصيدة؟ لكني أسمع هتافَ عقيدةٍ يعارض، وحركةَ فكرٍ تناقش، سأترك صوت القصيدة يتحدث:


هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ المَحِلِّ الأَرْفَعِ
وَرْقَاءُ ذَاتُ تَعَزُّزٍ وَتَمَنُّعِ‏




مَحْجُوبَةً عَنْ كُلِّ مُثْلَةِ نَاظِرٍ
وَهْيَ الَّتِي سَفَرَتْ وَلَمْ تَتَبَرْقَعِ




نَزَلَتْ عَلَى كُرْهٍ إِلَيْكَ وَرُبَّمَا
كَرِهَتْ فِرَاقَكَ وَهْيَ ذَاتُ تَوَجُّعِ‏




أقول بعدما سطرت بعضًا من كلمات قصيدة ابن سينا: هل التصديق بفكرة ابن سينا يحل لغز العلاقة بين الروح والجسد؟ أو أن العيش في فضاء ﴿ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾ [الإسراء: 85] أكثر أمانًا وراحة للروح، التي يحاول الإنسان فك شفرتها؟!

هبْ أننا سلَّمنا بفكرة ابن سينا، فهل ستهدأ أرواحنا وتقرُّ، أو أن دوَّامة الجهل ستزداد، وألم حب المعرفة سيكد الذهنَ، ويُمرض العقل؟

إنني أؤمن إيمانًا يقينيًّا أن ترسبات من أفكار قديمة، أدَّت إلى ابتكار ابن سينا لهذه القصيدة، خاصةً إذا عرفنا أنه كان يؤمن بأفكار أقل ما يقال عنها: إنها بعيدة عن المحجَّة البيضاء، وإذا فكرنا قليلًا في سبب تفسيره للروح هذا التفسير، لَحُقَّ لنا أن نضع عدة أسباب، أرى أهمها هو بحثه عن كيفية حل لغز بقاء الجسد جثة هامدة، وهذا بظنِّه يعطيه أملًا في الراحة، وأملًا في الصبر على فراق الروح للجسد.

إذًا؛ كلُّ مَن حاول الوقوف على الروح، همُّه أن يصل إلى حالة أولئك الذين قالوا: إنهم يعيشون سعادة، لو عرفها الملوك، لقاتلوهم عليها بالسيوف.

إن كل بحث وراء الروح إنما يرجع إلى أمرين: أولهما: حب الخلود، وثانيهما: تحقيق السعادة الأبدية، فالخلود والبقاء هو المحرِّك والدافع وراء الجد والبحث، إنه الدافع وراء تأسيس معاهد تحضير الأرواح، التي أُسس أهم مركز منها سنة 1848، والغريب أن عالمًا من علماء التقنيات يدخل هذا المركز ويمنحه الثقة، ويكون السبب في زج أعداد غفيرة في هذا المركز؛ ولكننا إذا عرفنا سبب دخوله لهذا المركز، تأكَّد لنا أن حب الخلود هو الدافع لمثل هؤلاء.

وهذا ما يبرر لنا إنفاق ملايين الدولارات، أنفقت في أيامنا على مركز أو معمل، أو ثلاجة ضخمة صمِّمت من أجل أن تحافظ على جسد الإنسان فلا تأكله الأرض، والعلة وراء هذا هي: أنهم يأملون في اليوم الذي يرجعون فيه الروح إلى تلك الأجساد؛ كي يعاودوا اللقاء مع هذه الحياة!

فكيف تعامل الإسلام مع الروح؟ وكيف وثق عرى الإيمان بتلك الكلمة الخالدة: ﴿ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾ [الإسراء: 85]؟

هذا ما سيكون في حديث قادم إن نسأ الله في الأجل.

[1] الكلام بمعناه لا بنصه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.13 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]