|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من أقوال السلف في فضائل الصحابة رضي الله عنهم فهد بن عبد العزيز الشويرخ الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فلا يخفى أن فضائل الصحابة رضوان الله عليهم كثيرة, ومناقبهم عديدة, فلهم مميزات ليست لغيرهم من جاء بعدهم, يقول الإمام السفاريني رحمه الله: ولـــــــــــــــيس في الأمة كالصحابة في الفضل والمعروف والإصابة فإنهم قد شاهدوا المختـــــــــــــــارا وعاينوا الأســــــــــرار والأنـــــــــــــوار وجاهــــــــــــــــــدوا في الله حتى بانا ديــــــــــن الهدى وقد سما الأديانا وقد أتى في محـــــــــــــــــكم التنزيل من فضلهم ما يشفى للغــــــليل وفي الأحـــــــــــــــــاديث وفي الآثار وفي كلام القوم والأشـــــــــــــــــــعارٍ وهذه الفضائل والمناقب توجب لهم حقوقًا كثيرة, يقول الشيخ سعد بن ناصر الشثري: الصحابة لهم مزية ليست لغيرهم...وهذا يوجب عددًا من الحقوق لهم, منها: أولًا: عدم إيذائهم بسبهم أو بجعل القلوب تحمل غلًا عليهم, وثانيًا: أن ندعو لهم, وأن نثني عليهم, وأن نذكرهم بأحسن صفاتهم, قال تعالى: {﴿ وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيم﴾ } [الحشر:10] ومن هنا نحن نتقرب إلى الله بذكر فضائلهم ومحاسنهم وبتعداد سيرهم ومناقبهم وقراءة هذا السير. للسلف رحمهم الله أقوال في فضائل الصحابة رضي الله عنهم, يسّر الله الكريم فجمعتُ بعضًا منها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
& قال الإمام الغزالي رحمه الله: الصحابة رضوان الله عليهم, وقد كان بعضهم يقول: يا ليتني لم تلدني أمي خوفاً من خطر العاقبة... ولما فتحت أبواب الدنيا على الصحابة رضي الله عنهم, قالوا: ابتلينا بفتنة الضراء فصبرنا, وابتلينا بفتنة السراء فلم نصبر. & قال الإمام ابن القيم رحمه الله: من تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف, ونحن جمعنا بين التقصير – بل التفريط- والأمن. فهذا الصديق كان يمسك بلسانه ويقول: هذا أوردني الموارد. وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه...كان يشتد خوفه من اثنتين: طول الأمل, واتباع الهوى, قال: فأما طول الأمل فينسي الآخرة, وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق وهذا أبو الدرداء كان يقول: إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال لي: يا أبا الدرداء قد علمت, فكيف عملت فيما علمت ؟ وكان أبو ذر يقول: يا ليتني كنت شجرة تعضد, ووددت أي لم أخلق. & قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: لما تقرر عند الصحابة رضي الله عنهم أن النفاق هو اختلاف السر والعلانية, خشي بعضهم على نفسه أن يكون إذا تغير عليه حضور قلبه ورقته وخشوعه عند سماع الذكر, برجوعه إلى الدنيا, والاشتغال بالأهل والأولاد والأموال, أن يكون ذلك منه نفاقاً. & عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه، قال: أدركتُ ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كُلُّهم يخافُ النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل؛ [أخرجه البخاري]، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والصحابة الذين أدركهم ابن أبي مليكة من أجلِّهم: عائشة وأختها أسماء وأم سلمة، والعبادلة الأربعة وأبو هريرة...، وقد جزَم بأنهم يخافون النفاق في الأعمال، وذلك لأن المؤمن قد يعرض عليه في عمله ما يشوبه مما يخالف الإخلاص، ولا يلزم من خوفهم من ذلك وقوعُهم منهم، بل ذلك على سبيل المبالغة منهم في الورع والتقوى رضي الله عنهم. قال ابن بطال: لأنهم طالت أعمارهم حتى رأوا من التغير ما لم يعهدوه, ولم يقدروا على إنكاره, فخافوا أن يكونوا داهنوا بالسكوت. & قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ومن فوائد الحديث: شدةَّ مخافة الصحابة رضي الله عنهم من الله؛ لأنه لما ذكر بعث النار، وقال: (( من كل ألفٍ تسعمائةٍ وتسعة وتسعين.))، يعني: وواحد في الجنة، شقَّ ذلك عليهم حتى تغيَّرت وجوههم، وفي رواية أُخرى: قالوا: يا رسول الله، أيُّنا ذلك الواحد؟ يعني: الذي ينجو، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بيَّن أن منَّا واحدًا، ومن يأجوج ومأجوج تسعمائةٍ وتسعةً وتسعين.
وكان في وجهه رضي الله عنه خطان أسودان من البكاء. وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته. وكان عبدالله بن عباس أسفل عينيه مثل الشرك البالي من الدموع. وقرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية, فلما أتى على هذه الآية: {﴿ أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾} [ الجاثية: 21] جعل يرددها ويبكى حتى أصبح. & قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: رقة قلوب الصحابة رضي الله عنهم...كانوا إذا ذكّروا ووعظوا فقلوبهم كانت لينة تستجيب, فتوجل القلوب من التذكير, وتذرف الدموع خشية لله عز وجل ومحبة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقد نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ضيف فلم يجد عند أهله شيئاً, فدخل عليه رجل من الأنصار فذهب بالضيف إلى أهله ثم وضع بين يديه الطعام وأمر امرأته بإطفاء السراج وجعل يمد يده إلى الطعام كأنه يأكل ولا يأكل, حتى أكل الضيف فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه وسلم ((لقد عجب الله من صنيعكم الليلة إلى ضيفكم)) ونزلت: {﴿وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ﴾ } [الحشر:9] وقال عمر رضي الله عنه: أهدي إلى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة فقال: إن أخي كان أحوج مني إليه, فبعث به إليه, فلم يزل واحداً يبعث به إلى آخر, حتى تداوله سبعة أبيات, ورجع إلى الأول. قال حذيفة العدوي: انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لي, ومعي شيء من ماء, وأنا أقول: إن كان به رمق سقيته, ومسحت به وجهه, فإذا أنا به, فقلت: أسقيك ؟ فأشار إلي أن نعم, فإذا رجل يقول: آه, فأشار ابن عمي إلي أن انطلق به إليه, فجئته فإذا هو هشام بن العاص, فقلت: أسقيك ؟ فسمع به آخر فقال: آه, فأشار هشام انطلق به إليه, فجئته فإذا هو قد مات, فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات, فرجعت إلى ابن عمي, فإذا هو قد مات, رحمة الله عليهم أجمعين.
قالوا: لِمَ يا أبا عبدالرحمن ؟ قال: إنهم كانوا أزهد في الدنيا, وأرغب في الآخرة.
& قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: فضل الصحابة على غيرهم ممن يأتي بعدهم من الأمة فضل لا يلحقهم فيه أحد, ولا يسبقهم أحد...بما خصهم الله عز وجل به على غيرهم, من مزايا لا توجد في غيرهم, أعظمها صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.....وثانيًا ما خصهم الله به من العلم, فإنهم أعلم قرون الأمة, فإن الله سبحانه وتعالى هيأهم لحمل العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ورزقهم صفاء الذهن, وزكاة النفوس وطهارة القلوب وأعطاهم قوة الفهم, والحفظ, فهم أعلم قرون الأمة.ـ
الحاكم الأعلى هو الشرع لا غيره...وهذا مذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن رأى سيرهم والنقل عنهم وطالع أحوالهم علم ذلك علمًا يقينًا.
& قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: حرص الصحابة رضوان الله عليهم على ما ينفعهم وسؤالهم عن الأمور المهمة، وأن الصحابة اهتمُّوا بشأن الجنة، ورغبوا في تحصيلها، وذلك لعِظَم ما في الجنة من النعيم
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |