الحديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذي جاره - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 138073 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42209 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5462 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-08-2024, 08:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي الحديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذي جاره

الحديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذي جاره

الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذي جاره، واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن خُلقن من ضِلَع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا؛ متفق عليه واللفظ للبخاري، ولمسلم: فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عِوَج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها.

المفردات:
فلا يؤذي جاره: أي فليحسن معاملة جاره وليدفع عنه أذاه، وليبتعد عما يضره، وجار الإنسان يطلق على زوجته، كما يطلق على من قربت داره من داره.

واستوصوا بالنساء خيرًا: أي أشيعوا بينكم الوصاة بالإحسان إلى النساء، وليوصِ بعضكم بعضًا بمعاملتهن بالحسنى، وأنا أوصيكم بذلك.

خلقن من ضِلَع: أي أنشأهنَّ الله تعالى من ضِلَع، والضِّلع بكسر الضاد وفتح اللام وقد تسكن واحد الأضلاع، وهو الذي يتركب منه القفص الصدري.

أعوج شيء في الضلع أعلاه: أي إن طبيعة الضلع أن يكون أعوج، فلا يوجد ضلع مستقيم وأظهر ما يكون من الاعوجاج في الضلع، إنما هو في أعلاه، والعوج قال الحافظ في الفتح: بكسر العين وفتح الواو بعدها جيم للأكثر وبالفتح لبعضهم، وقال أهل اللغة: العَوَج بالفتح في كل منتصب كالحائط والعود وشبهه، وبالكسر ما كان في بساط أو أرض أو معاش أو دين، ونقل ابن قرقول عن أهل اللغة أن الفتح في الشخص المرئي والكسر فيما ليس بمرئي، وقال القرطبي: بالفتح في الأجسام وبالكسر في المعاني، وهو نحو الذي قبله، وانفرد أبو عمرو الشيباني فقال: كلاهما بالكسر ومصدرهما بالفتح؛ اهـ.

تقيمه: أي تنصبه نصبًا مستقيمًا وتُعدِّله.

كسرته: أي أفسدت تركيبه وفصمته.

وإن تركته لم يزل أعوج: أي وإن لم تقم الضلع لم يفارق طبيعته، بل يستمر على اعوجاجه، ولكنه مع ذلك يؤدي وظيفته التي خلق عليها.

فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج: أي فإن أردت الانتفاع منها انتفعت بها على طبيعتها.

وإن ذهبت تقيمها كسرتها: أي وإن أردت أن تعاملها على أساس كمال اعتدالها لم تحصل منها على ما تريد؛ لأنه ضد طبيعتها، ويؤدي ذلك إلى إتلافها والحرمان من الانتفاع بها كلية.

وكسرها طلاقها: أي ومعاملتها على أساس كمال اعتدالها هو سبيل فراقها وطلاقها.

البحث:
المقرر عند علماء المسلمين أن المرأة خُلقت من ضِلع آدم، فكما أن آدم خلق من تراب من غير أب ولا أم، فقد خلقت حواء من ضِلعه، من غير أم، كما خلق الله تعالى عيسى بالنفخ في أمه مريم من غير أب، وقد أغرب النووي فقال في قوله: إن المرأة خلقت من ضلع: وفيه دليل لما يقوله الفقهاء أو بعضهم أن حواء خلقت من ضلع آدم؛ قال الله تعالى: ﴿ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ﴾ [النساء: 1]، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنها خلقت من ضلع، وقد جعل الحافظ في الفتح هذا القول من غرائب النووي؛ إذ قال الحافظ رحمه الله في قوله: فإنهنَّ خُلقن من ضلع، وكأن فيه إشارة إلى ما أخرجه ابن إسحاق في المبتدأ عن ابن عباس أن حواء خلقت من ضلع آدم الأقصر الأيسر وهو نائم، وكذا أخرجه ابن أبي حازم وغيره من حديث مجاهد، وأغرب النووي، فعزاه للفقهاء أو بعضهم؛ اهـ.

وليس لقائل أن يقول: إن المراد تشبيه المرأة في اعوجاج طبيعتها بالضلع الأعوج، بدليل ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المرأة كالضلع، أقول: إنه لا معارضة بين حديث: خلقن من ضلع وحديث: المرأة كالضلع؛ لأن تشبيه الشيء بأصله أمر شائع ذائع في اللغة العربية، فإنك تقول للرجل: أنت من أبيك وتقول له: أنت كأبيك، وقال الحافظ في الحافظ في الفتح في قوله: خلقن من ضلع: وهذا لا يخالف الحديث الماضي من تشبيه المرأة بالضلع، بل يستفاد من هذا نكتة التشبيه، وأنها عوجاء مثله لكون أصلها منه؛ اهـ.

هذا والمقصود من هذا الحديث العظيم هو حث الأزواج على حسن معاملة الزوجات والصبر على ما قد يقع منهنَّ من الأذى في غير عفافهنَّ، وهو عامل مهم من عوامل تثبيت أركان الأسرة في الإسلام وصيانة الحياة الزوجية من أسباب الانهيار لما جُرب من شدة انسياق المرأة وراء عواطفها، بخلاف الرجل الذي هو المسئول الأول في البيت وله القوامة فيه، وعليه تبعات هذه القوامة، وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن المرأة المؤمنة لا تخلو من خير، فإن كره الرجل منها خلقًا رضي منها خلقًا آخر، ففي لفظ لمسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر، أو قال: غيره، وقوله في أول هذا الحديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذي جاره، ثم قوله: واستوصوا بالنساء خيرًا، قال الحافظ في الفتح: هما حديثان يأتي شرح الأول منهما في كتاب الأدب، وقد أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حسين بن علي الجعفي شيخ شيخ البخاري فيه، فلم يذكر الحديث الأول، وذكر بدله: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فإذا شهد امرؤ فليتكلم بخير أو ليسكت، والذي يظهر أنها أحاديث كانت عند حسين الجعفي عن زائدة بهذا الإسناد، فربما جمع وربما أفرد وربما استوعب وربما اقتصر؛ اهـ، هذا وقد روى البخاري رحمه الله هذا الحديث في باب المداراة مع النساء من طريق الأعرج عن أبي هريرة بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج، وساقه في باب الوصاة بالنساء من طريق أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ الذي ساقه المصنف.

أما مسلم رحمه الله فقد ساقه بعدة ألفاظ، فرواه من طريق ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المرأة كالضلع، إذا ذهبت تقيمها كسرتها، وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج، وأخرجه من طريق الأعرج عن أبي هريرة بلفظ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المرأة خلقت من ضلع، لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها، وأخرجه من طريق أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فإذا شهد أمرًا فليتكلم بخير أو ليسكت، واستوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرًا؛ اهـ.

ما يفيده الحديث:
1- تحريم أذى الجار ولا سيما الزوجة.

2- وجوب الإحسان إلى الزوجات.

3- ينبغي للزوج أن يصبر على ما قد يبدر من زوجته من أذى ما دام لم يتصل بعفافها.

4- أن المرأة قد يسبق لسانها بأذى لزوجها رغمًا عنها وهي لا تريد أن تؤذيه.

5- حرص الإسلام على صيانة الأسرة من أسباب الانهيار.

6- قوامة الرجل على المرأة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.08 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]