ما لنا غير المقاومة

[قلب الشفاء]

المقاومة خير لا بد منه

قبل عام تقريبا وفي اجتماع ضم أكثر من ألف كادر فتحاوي عقد في بيت لحم صرح السيد هاني الحسن قائلا انه " يخشى أن أمريكيا قد اشترت علية فتح " وحينها قامت قيامة الفتحاويين ضد الحسن الذي نفي تصريحه بهذا القول واليوم وبعد عام وفي برنامج بلا حدود الذي عرضته الجزيرة يوم الأربعاء الماضي صرح الحسن نفسه أن حماس بسيطرتها على غزة أسقطت خطة دايتون في اعتراف صريح بان هناك تيارا تآمريا داخل فتح منخرط بالكامل في خطة أمريكية صهيونية تستهدف القضاء بالكامل على المقاومة الفلسطينية .

إذن اتضحت الصورة تقريبا وبالكامل .. أن الهدف هو القضاء على المقاومة الفلسطينية دون اعتبار ما إذا كان ذلك الفعل يتناقض والمصلحة الفلسطينية العليا بالكامل بل يضيع الحقوق والثوابت كلها التي تعتبر حقا مقدسا لا يجوز ولا يحق لواحد أيا كان بالانفراد باتخاذ قرار بشأن التنصل منها والتنازل عنها حيث إنها حق فردي وجماعي يخص الشعب الفلسطيني كله في جميع أماكن تواجده .. وهي اليوم تمثل حقا مضافا إلى الحقوق الثوابت الوطنية الفلسطينية التي لا يجوز التفريط بها أسوة بحق العودة وإعادة القدس وإزالة المغتصبات وهدم الجدار وإقامة الدولة والاستقلال وحق تقرير المصير دون تأثير وبلا ضغط من احد وحق اختيار النظام السياسي في حكم وإدارة الدولة وتقرير احتياجاتها وأولوياتها الوطنية والتنموية ..
المقاومة التي ما تزال تمثل أشرف وأكرم صورة للعز وللإباء والشجاعة الفلسطينية ، وتمثل أطهر حالة للصمود والصبر والمثابرة في التصميم على رفع لواء الجهاد والمقاومة ..
المقاومة التي هي حق أصيل للشعوب وللأفراد في ممارستها والالتحاق بها لتحقيق مصالح أمتهم ووطنهم ، حيث تعلمنا من نضالات الشعوب والأمم حديثا وقديما إن المقاومة وحدها هي التي أعادت الحقوق لأصحابها وهي التي حررت البلاد والشعوب من الاستعمار ، وهي التي طهرت الدول من الظلم والظالمين .. حيث كانت المقاومة حالة خير قائمة بذاتها تقاوم الشر بأي صورة كانت ..
نعم .. إن المقاومة فعل خير مؤكد لا بد منه ..
أولا لأنها فعل موجه ضد الشر المؤكد ، والشرور كثيرة أنواعها حسب أدواتها ونتائجها ، وليس هناك شر أعظم من احتلال بلد بواسطة بلد آخر قهرا وظلما وطغيانا بهدف تطويعه واستلاب ثرواته المنظورة وغير المنظورة ، وأعظم من ذلك الاحتلال الاغتصابي الإحلالي الذي يتأسس على طرد السكان الأصليين ونفيهم من ذاكرة الوطن التاريخية والجغرافية وإحلال شعب آخر لا يمت للبلد بصلة .. وأوضح هذا النوع هو القائم حاليا فوق أرض فلسطين حيث الاحتلال الصهيوني الاستيطاني الذي سلب أرض فلسطين من شعبها الذي قتل وشرد وحوصر ويراد له النفي إلى الأبد .
وثانيا لأنها تتكون من مجموعة قيم أخلاقية تعزيزية .. تؤسس وتبني وتصف الحالة التوافقية للناس وللقادة في مختلف النواحي الاجتماعية والسياسية والعسكرية والاقتصادية لجماعة أو جماعات أو لمجتمع كامل في بلد ما ، ولعل أهمها وفي مقدمتها تأتي قيم الانتماء والوفاء والقوة والحرية والشجاعة والعمل كمجموعة أخلاقية تنظم وتصف الحالة الإيمانية التي يعيشها الإنسان المسلم الحر ..
بتطبيق ما ذكرنا على حالتنا الفلسطينية نجد أننا في فلسطين الشعب الأكثر احتياجا من دون شعوب الأرض كلها لنمارس المقاومة ومعايشتها والاندماج فيها حتى النخاع بحيث لا يصح الفصل أبدا بين الفعل والفاعل ، ولا بين الإنسان والأرض ولا بين الحق وصاحبه .. ورغم ذلك نجد أننا في فلسطين الشعب الوحيد الذي ما يزال يرزح تحت عدوان ظالم وحصار جائر واحتلال اغتصابي استيطاني استبدالي مقيت وغير مسبوق فقط حصل في أمريكيا المسماة الولايات المتحدة الأمريكية التي أقيمت بعد إبادة شعوب الهنود الحمر .. ..
إذن ينطلق السؤال الشرعي والواجب لماذا يقوم محمود عباس كرئيس لفلسطين بإصدار مراسيم متوالية انتهت بالمرسوم الأخير الذي ينزع الشرعية عن المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني ويقوم بحلها باعتبارها مليشيات خارجة عن القانون ، وقبل ذلك سمعناه في الشريط الخاص الذي يجمعه بقادة المخابرات الفلسطينية وهو يعطيهم تصريحات واضحة بضرب وقتل وطخ رجال المقاومة الفلسطينيين حيثما يروه .. هل بعد ذلك صراحة ووضوح وابتذال ..
ما هو دوره في تشديد الحصار المالي على الشعب الفلسطيني وما هو غرضه في استلاب صلاحيات وزير الداخلية وسحبها لصالحه ، ولماذا وقف حائلا دون تنفيذ الخطط الأمنية العديدة بتعدد وزراء الداخلية المتوالين ، ولماذا كان حجرة العثرة الأساسي في عدم ضبط الشارع الفلسطيني وإخضاعه للنظام والقانون العام ، ولماذا عين دحلان قائدا عاما للأجهزة المنية وتنازل له عن جميع صلاحياته وهو يعلم انه نقطة خلاف أساسية مع حماس وانه مرفوض بالمطلق وجود أي علاقة له بالأمن وليس أن يكون مسئولا عنه بالكامل ،
..
لماذا عباس وحده فقط حارب المقاومة .. وهل من حقه اليوم ان يحلها .. فبأي حق ؟؟ فهو لا يملك هذا الحق ولا يملك التصرف وحده في تقرير حق الفلسطينيين في اختيار الأسلوب الذي يرونه الفضل لمقاومة إسرائيل ، إنه مجرد جزء واحد من الشرعية الفلسطيني التي يمثلها المجلس التشريعي الفلسطيني ومجلس الوزراء والقضاء ، وطبقا للقانون فإنه لا يحق له تجاوز المجلس التشريعي في تقرير او حل او نزع او تعطيل المجلس من صلاحياته ن كما لا يجوز له وفقا للقانون الأساسي ان يتجاوز صلاحيات مجلس الوزراء الذي يعطيه القانون الساسي معظم الصلاحيات في إدارة وتنظيم وتقرير الشئون الفلسطينية في معظم الحالات ، ..
خرق القانون الأساسي عن كون وزارة لإنفاذ حالة الطوارئ التي أعلنها بما يخالف القانون الأساسي ثم بتعطيل العديد من المواد الدستورية التي تحدد صلاحياته وتقرر خطوات تكوين وإعلان حالة الطوارئ .. لقد تجاوز عباس جميع البديهيات الفلسطينية وأعلن عن نفسه واحد يحكم الفلسطيني
المقاومة الفلسطينية التي من خلالها ومن خلال التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الفلسطيني على مدى القرن الخير والتي بدونها لماتت القضية واستقرت الأمور لما تريده إسرائيل .. ثم يأتي عباس فينفي المقاومة وينفي بطولات الشعب الفلسطيني مشوهاه المسيرة الناصعة لشعبنا لإرضاء الأمريكان واليهود ..
لقد تحررت غزة لأول مرة في تاريخها الحديث وليس لثاني مرة حيث أن انسحاب إسرائيل منها لم يكن تحريرا لها بقدر ما كان ترحيلا للأدوار بين إسرائيل وعملائها .. لقد تحررت غزة ومعها تحررت إرادة المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس التي وجدت نفسها في مواجهة مفروضة وواجبة ويتوجب القيام بها في أسرع وقت ممكن

أن المقاومة ما زالت هي عنوان المرحلة والمراحل كلها لبقاء فلسطين محتلة ولبقاء القدس مغتصبة ولبقا شعبنا محاصر ولبقاء وطننا أسيرا دائما لشهوة الانتقام والقتل والتدمير الدموي الذي تمارسه إسرائيل كثيرا إضافة لما يمارسه جيش العملاء والخونة في الضفة الغربية الآن من محاولة لاستئصال مؤسسات الخير الوطني المقاومة

[محمد سمير]

مشكور اخي بارك الله فيك
نسأل الله النصر والثبات لاخواننا في حماس وان يمكن لهم في الاض
ويذل الشرك والمشركين والخونه والعملاء
بارك الله فيك اخي

[قلب الشفاء]

مشكور اخي محمد سمير علي هذا المرور الطيب
وجعلك ذخرا للمسلمين

[أبوسيف]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
٫
الكاتب: بهائي راغب شراب

التاريخ: ٣٠/٦/٢٠٠٧

الموقع: مدونات مكتوب

الرابط: http://shrabahae.maktoobblog.com/?post=389027