|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التوبة من مشاهدة الحرام أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: شاب كان يشاهد المقاطع المحرمة، ثم تاب الله عليه، ولكنه أُصيب ببعض الوساوس، ويريد المساعدة. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا شاب كنتُ أشاهد المقاطع الإباحية، لكنَّ الله مَنَّ عليَّ بالتوبة، إلا أني عندما أجلِس وحدي وأُشاهد مقطع فيديو يحتوي على بعض المشاهد غير اللائقة، فإني أشعُر بنوعٍ من الضيق، ومِن ثَمَّ تسيطر عليَّ الأفكار والوساوس مثل: لماذا فتحتَ هذا المقطع؟ أنت لم تَتُبْ فشاهِد مقطعًا، أنت لم تتُب لأنك ما زلتَ تشاهد مثل هذه الفيديوهات. وبناءً على ذلك أدخُل في دوَّامة من التفكير وتأنيب الضمير، فأقوم بقراءة القرآن والاستغفار، وأحيانًا أستجيب لهذه الوساوس، وأقوم بالمشاهدة وارتكاب المعصية، لذا أرجو المساعدة. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: الابن الكريم، حيَّاك الله، رغم أنك لم تذكر بعض البيانات التي يراها المستشار بالغة الأهمية؛ حيث تختلف العلاجات وتتغير الاقتراحات بتغيُّر العُمر الذي يعاني فيه السائل هذا البلاء، وعلى كل حال يبدو أنك في مُقتبل الشباب، ونهاية مرحلة المراهقة التي يطرأ فيها على الجسم الكثير من التغيرات التي يحتاج فيها لمساعدة الوالدين، ومد يد العون من الأهل الذين يكونون منشغلين في أعمالهم، ظانين أن مجرد نصيحة عابرة كافية لاستقامة أبنائهم وصلاح حالهم، وأنها نوعٌ من الاحتواء الذي يُغذي مشاعر الأبناء، ويمدهم بالطاقة الكافية لمواجهة فِتن يغفل عنها الآباء! بُني الكريم، إن لم تساعد نفسَك وتبحث لها عن سُبل الاستقامة وأطواق النجاة، فلن يَمنحك أحدهم الحلَّ لمشكلة لا يشعُر بها، ولا يعاني ألَمها النفسي وإجهادها الجسدي، وقد كانت أولى الخطوات الإيجابية التي اتخذتَها، مبادرتك بمراسلتنا والبحث العملي عن حل لوضع حدٍّ لهذه المعصية الكبيرة. أولًا: ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فمن أراد بحبوحة الجنَّة فليزَم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد، ومن الاثنين أبعد...)، وقد لاحظتُ أن المعصية والوساوس والتحريض لفعلها والانسياق وراء أفكارها، لا تأتيك إلا في عزلة من الناس، ولا تزورك إلا في خلوتك، وأنت تعلم الآن أنك في مرحلة الضَّعف التي تلي التوبة والرغبة في الاستقامة، فاجعَل ممن حولك ستار الأمان الذي تتقوَّى به، حتى تعتاد الطاعةَ وتألفها، ويشتدَّ بُغضُ المعصية في قلبك، ويَثقل فعلُها على نفسك، والخلاصة: لا تجلس وحيدًا أبدًا إذا علمت أن في هذه الوحدة مظنة المعصية. ثانيًا: إن حل مشكلة اندفاع الأتربة من النافذة لن يكون بتنظيف الغرفة كلما امتلأت بالغبار، وإنما يكون بإغلاق وإحكام النافذة، وسدِّ كل الثغرات التي يدخل منها التراب، ثم تنظيف الغرفة مرةً واحدة، فكيف تفتح لنفسك أبوابَ الفتن، ثم تُطالبها بالثبات؟ الخلاصة: امتنع مشاهدة الأفلام نهائيًّا، واستبدلْ بها هوايةً تُحبها، والأفضل أن تكون حركية وليست إلكترونية. ثالثًا: لم تكتُب لنا عمرَك وظروفك المادية والاجتماعية، فإن كان ثمة مجالٌ للزواج، فلا تتأخر عن البحث والسعي لإعفاف نفسك، وأما إن كان ذلك بعيدًا، فأنصحك بصيام يومين من الأسبوع، وليكن الاثنين والخميس عملًا بسُنة نبينا صلى الله عليه وسلم. رابعًا: شرَع الله لنا الأذكار؛ ليكون لنا فضل الذاكرين وثوابهم، ولتكون حِصنًا منيعًا لنا في مواجهة الفتن والأفكار السيئة، فهل تعتقد أن الشيطان يستطيع الاقتراب ممن لا يَفتُر لسانه عن ذكر الله؟ قال تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 36]. فاجعَل لك وِردًا من الأذكار ووِردًا من القرآن، واعلَم أنك ستجد صعوبة، وستشعر بالملل، وقد تراها فكرة غير مُجدية، لكن معيَّة الله أقوى من كافة أسلحة الشيطان التي يحاول النَّيل منك بها، فعبدٌ تولَّاه الحفيظُ لن يَجرؤَ أعداؤه على النيل منه! الخلاصة: كلما وجدتَ لسانك غافلًا، فأيْقِظه بأي ذكرٍ تُحبه. خامسًا: قال الله عز وجلَّ: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، ويؤسفني أن السواد الأعظم من شباب المسلمين يَسبحون في أمواج الجهل المتلاطمة، ويغوصون في بحاره المظلمة، ولا يخفى عليك - إن تأمَّلتَ في حالك وحال مَن حولك - قدرُ الجهل الشرعي الذي صِرنا نتخبَّط فيه، وقد شُرِع لنا أن نتعلَّم ما يستقيم به دينُنا من أمور العبادات والمعاملات، وهو من السُّبل التي يتقوَّى بها المرء على الطاعة، ويتمكَّن بأمر الله مِن تجنُّب المعصية، ورَد في حديث السبعة الذين يُظلهم الله بظله يوم لا ظلَّ إلا ظله: ((وشاب نشأ في طاعة الله))؛ فاحرص على القراءة في كتب الفقه الميسرة، وفي السيرة والعقيدة، وغيرها من المجالات التي تحتاج إليها في حياتك، ولكنك لا تُقدِّر مدى احتياجك إليها الآن، فهي والله غذاءُ رُوحك، ونورُ عقلك وسلامة نفسك من الآفات. الخلاصة: صاحِب الكتاب واتَّخِذ منه سلاحًا جديدًا. لا تيئَس من نفسك، ولا تفقد الأمل، ولا تظنَّ أنك بِدعًا من البشر، فالشهوة موجودة لدى الشباب، ولكنها الدنيا بابتلاءاتها واختباراتها التي يَميز الله بها الخبيثَ من الطيب، ويوجب لك بالصبر عليها الجنةَ بإذن الله؛ قال جل وعلا: ﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [المؤمنون: 111]، وقال: ﴿ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 12]. فتوكَّل على الله ولا تعجِز، وكلما كرَّر عليك الشيطان أن توبتك لن تُقبل, فتذكَّر الحديث الذي ورد في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده، لو لم تُذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يُذنبون، فيستغفرون الله تعالى، فيغفر لهم))؛ فأي كرمٍ أكرم مِن ذلك؟ يتكرَّر العفو كلما تكرَّر الذنب - شريطة أن تكون التوبة نصوحًا صادقة من غير نيَّة للعودة، وحينها سيُمدك الكريم بعونه، ويُقويك بقوةٍ من عنده، فلا يقدِر عليك الشيطان أبدًا، وإني لأسأل الله أن يجعلك ممن قال للشيطان فيهم: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 65]، والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواءِ السبيل.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |