|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أعاني من القلق والوساوس والخجل أ. عزيزة الدويرج السؤال: ♦ الملخص: شاب يعاني قلقًا وخجلًا ووساوسَ، ولا يستطيع التعامل مع الناس، ويتوتَّر عند الحديث مع أبيه، وأصبحتْ حياته مدمرة، ويريد حلًّا. ♦ التفاصيل: منذ مدة انعزلتُ عن الناس، وأبحرتُ في الإنترنت، وزاد طولي كثيرًا وتغيَّر صوتي، وأصبحتُ خجولًا لا أتكلَّم، وبعد ذلك بمدة بدأ أبي ينهرني ويقول لي: اذهَب إلى المحل، وهذا يستدعي اختلاطًا بالناس، وأنا لا أُحب ذلك لأني خجول، لذا كرهتُ الذهاب إلى المحل. ذات مرة جلستُ مكان المحاسب في المحل، فقال أبي: أعطِه ثلاثين، فتوترتُ بشدة - وكثيرًا ما كنتُ أتوتر أمام أبي؛ فقد كان يضربنا ونحن صغار، وكان يعاملنا وكأننا بالغون عاقلون، ولم يعلِّمنا من أمر ديننا ولا دنيانا شيئًا، فلا عجَب إن ضِعنا - فأخطأت وأخرجتُ٢٠ بدلًا من ٣٠، فنظر إليَّ بغضبٍ، وقال: هل هذه ٣٠؟! شعرتُ أن عقلي قد توقَّف، وأن الدم كله تجمَّع في رأسي، ومِن ثَمَّ ازداد كُرهي للمحل، ولم أستطع حفظ أسعار بعض السلع إلا قليلًا، وقد صاحبَ خجلي قلقٌ كبير، فحاولتُ كثيرًا القضاء على هذا الخجل والقلق، وبالفعل خفَّ حجمُ الخجل، لكن القلق ما زال كما هو، مع ظهور بعض الوساوس، لدرجة أني كنتُ أخشى من هيئة مشيتي، وأركِّز عليها؛ لكيلا تشبه مشية النساء! زاد القلق والوسواس، لدرجة أني إذا مررتُ أمام أحدٍ وضحِك، ظننتُ أنه يسخر مني، ومِن ثَمَّ أصبحتْ حياتي جحيمًا. كنتُ أفعل المحرمات هربًا من الإحباط، ولما كنتُ أكبر إخوتي زاد الأمر والضغط، ولم أستطع الصلاة، وأصبح أيُّ أمرٍ سلبي يؤثر، وبدأت أسرح، حتى إنه تمر عليَّ نصف ساعة أو رُبع ساعة كي ألبس ملابسي، وأقضي ساعات في السرحان، وأصطدم ببعض الأشياء! لا أستطيع التعامل مع المحل والزبائن، ولا أستطيع إجراء بعض العمليات الحسابية، وأُحس أن هناك نوعًا من الحاجز العقلي الذي يَمنعني من إدراك الواقع على صورته الحقيقية، وهو الذي جعلني لا أستطيع التركيز مع الزبائن، فغالبًا أمشي في الشارع، وأُحس أنني لستُ بوعيي الكامل، وهذه حالي كلَّ يوم! تحدَّثت مع أحد الناس قبل مدة، فقال: لعلك تعاني اضطرابَ القلق العام، فبحثتُ عنه فوجدتُ أغلب أعراضه عندي، وأعاني أيضًا اضطراب ما بعد الصدمة، وكذلك بعض أعراض تبدُّد الشخصية، وسؤالي: هل أعاني من اضطرابات عديدة؟ وهل يجب أن أستشير طبيبًا نفسيًّا؟ الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: مرحبًا بك أخي الكريم في شبكة الألوكة، ونتمنَّى أن نكونَ عند حُسن ظنك بنا، وأن نكونَ خيرَ معينٍ لك بعد الله في تجاوُز ما تمر به. بدايةً أخي الكريم، أُحب أن أشير إلى شخصيتك التي لمستُها من خلال حديثك عن نفسك؛ حيث إن هذه الشخصية تتمتع بصفات جيدة، مُفادها أن تُصبح ذات يوم على نجاح رائع وشأنٍ كبير. سأتطرق إلى عدة نقاط لعلك تركِّز عليها لفترة، فإن لاحظتَ تحسُّنًا في حالتك، وإلا يُستحسن زيارة الطبيب للتحدث إليه بشكل مباشر: ♦ من المهم جدًّا التأكد من الصحة البدنية لضمان الصحة النفسية: التغذية الجيدة, النوم الجيد, النشاط البدني, حاجة الجسم للفيتامينات والمعادن، والتأكد من سلامتها. ♦ حاوِل طلب المساعدة من شخص قريب لك؛ بحيث يكون ملازمًا لك لفترة بسيطة إلى أن تتحسن حالتك، خاصةً إذا كنتَ في وقت العمل والمعاملات الحسابية, وإذا لم يتوفر ذلك، فعليك بوضع مذكرة جانبية وقلم لتدوين ما يتمُّ استلامُه وتسليمه للزبائن، للتأكد من ضبط الحسابات والمساعدة في التركيز. ♦ ركِّز على علاقتك بربك، واجعَلها من أولويَّاتك في الحياة، وحافِظ على أداء الواجبات الدينية؛ كالصلاة والذكر، وبر الوالدين. ♦ خالِط الناس الأكثر إيجابية في الحياة حولك، والأكثر تفاؤلًا، واقرأ في تجارب الأشخاص الناجحين كثيرًا. ♦ لا تُسهب في التفكير في الماضي وكيف كان، وما تعرَّضت له، واعتبرِها فترة من حياتك انتهتْ، وركِّز على وضعك الحالي، مع وضع الخطط للمستقبل والأهداف؛ لتسعى لتحقيقها, وحاوِل ألا تُعلق ما أنت فيه الآن بسبب التربية التي تلقَّيتها، بل اعتبرها اجتهادًا، واجعَل لوالديك نصيبًا من برك وهدايتك وصلاحك، وتأكَّد أنهما يريدان أن تصبح قادرًا على تحمُّل المسؤولية، وتعلُّم العمل، ولولا ذلك لَما أجبروك على العمل في المحل وممارسة ذلك. ♦ غيِّر من نمط عيشك اليومي، ولا تَعِشْه على وتيرة واحدة, ولو كان هذا التغيير يومًا أو يومين في الأسبوع، فالمهم كسر الروتين. ♦ من الضروري جدًّا المشاركة في الأنشطة التطوعية, ومشاركة الناس لقضاء حاجاتهم حتى لو بالشيء البسيط، فلها أثرٌ كبير على النفس. ♦ حاوِل ألا تترك لديك أي مجال للفراغ خلال اليوم, وانشغِل بأي عمل كالقراءة والرياضة والمذاكرة، حتى وإن اضطُررتَ إلى أن تصنع لك جدولًا يوميًّا مكتوبًا بمهام واضحة ومرنة، تُغيِّرها على حسب ظروفك. وختامًا، نرجو لك المستقبل المشرق والحياة الكريمة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |