|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التوحيد عند الشعراء أ. د. محمد رفعت زنجير التوحيد أعظم نعمة أنعمها الله على العبيد، قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19]. وكلمة التوحيد هي الكلمة الطيبة التي تجلب للمرء سعادة الدنيا والآخرة، وتوفر الأمن والحرية والعدالة لمن آمن بها من أفراد ومجتمعات. والشعر الذي يُعظِّم الله ويمدحه، ويذكر نعمه وفضائله، من أولى واجبات الشاعر المسلم، فقد روى الشيخان عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما مِن أحَدٍ أغْيَرُ مِنَ اللَّهِ، مِن أجْلِ ذلكَ حَرَّمَ الفَواحِشَ، وما أحَدٌ أحَبَّ إلَيْهِ المَدْحُ مِنَ الله)). ولكن حين نبحث في تراثنا نجد أكثر شعرائنا لاذوا بالمخلوق يمدحونه في حين لا تكاد تجد لهم شعرًا في مدح الخالق. بل ربما رفعوا المخلوق لمقام الخالق والعياذ بالله، وذلك مبالغة في المدح والثناء عليه، ولعل هذا مما أوجد الفساد والاستبداد بعد عصر السلف، فقد تحوَّل معظم الشعر إلى تحفة فنية وشكل جميل، ولكنه أجوف لا حقيقة فيه، ولا صدق في مطابقته للواقع. فهذا العَكَوَّك علي بن جبلة يمدح أبا دلف فيقول كما في (البداية والنهاية): كلُّ مَن في الأرضِ مِن عَرَبٍ ![]() بين باديه إلى حَضَرِه ![]() يرتجيه نيل مُكرُمة ![]() يأتسيها يوم مُفْتَخرِه ![]() "ولما بلغ المأمون هذه الأبيات - وهي قصيدة طويلة - عارض فيها أبا نواس، فتطلبه المأمون فهرب منه، ثم أحضر بين يديه، فقال له: ويحك! فضلت القاسم بن عيسى علينا. فقال: يا أمير المؤمنين، أنتم أهل بيت اصطفاكم الله من بين عباده، وآتاكم ملكًا عظيمًا، وإنما فضلته على أشكاله وأقرانه. فقال: والله ما أبقيت أحدًا حيث تقول: كلُّ من في الأرض من عَرَبٍ ![]() بين باديه إلى حَضَرِه ![]() ![]() ![]() ومع هذا فلا أستحل قتلك بهذا، ولكن بشركك وكفرك؛ حيث تقول في عبد ذليل: أَنْتَ الَّذِي تُنْزِلُ الْأَيَّامَ مَنْزِلَهَا ![]() وَتَنْقُلُ الدَّهْرَ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالِ ![]() وَمَا مَدَدْتَ مَدَى طَرْفٍ إِلَى أَحَدٍ ![]() إِلَّا قَضَيْتَ بِأَرْزَاقٍ وَآجَالِ ![]() ذاك الله يفعله، أخرجوا لسانه من قفاه. فأخرجوا لسانه في هذه السنة فمات". ونذكر هنا أيضًا مبالغة ابن هانئ الأندلسي في مدح المعز الفاطمي: ما شئت لا ما شاءت الأقدار ![]() فاحكم فأنت الواحِدُ القهَّار ![]() ![]() ![]() قال ابن كثير: "وهذا خطأ كبير، وكفر كثير". ولا ننسى في هذا الباب ما قاله المتنبي: يا من ألوذُ به فيما أؤمِّله ![]() ومن أعوذ به مما أحاذره ![]() لا يجبر الناس عظمًا أنت كاسِره ![]() ولا يهيضون عظمًا أنت جابره ![]() • قال ابن كثير: "كان ابن تيمية ينكر على المتنبي هذه المبالغة في مخلوق، ويقول: إنما يصلح هذا لجناب الله سبحانه. • قال: وكان ابن تيمية يدعو بهما في السجود لما تضمنته من الذل والخضوع"؛ "البداية والنهاية". يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |