لماذا الإيمان بطلاقة قدرة الإله الخالق جل وعلا؟ تأملات في طلاقة قدرة الله سبحانه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4509 - عددالزوار : 1299776 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 774 - عددالزوار : 117928 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3638 )           »          قسمة غنائم حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الوجه المشرق والجانب المضيء لطرد المسلمين من الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          القرآن يذكر غزوة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          مشاهد من معركة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          غزوة هوازن "حنين" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-07-2024, 06:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا الإيمان بطلاقة قدرة الإله الخالق جل وعلا؟ تأملات في طلاقة قدرة الله سبحانه

لماذا الإيمان بطلاقة قدرة الإله الخالق جل وعلا؟

تأمُّلات في طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى

محمد السيد محمد

لماذا الإيمان بطلاقة قدرة الإله الخالق جل وعلا؟
لقد جاء الإسلام على لسان خاتم أنبياء الله ورُسُلِهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، داعيًا إلى المعتقد النقي الصافي في الإله الخالق جل وعلا، الذي يتفق مع الفطرة النقية، وتتطلع إليه النفوس الزَّكِيَّة، والعقول الراجحة الرشيدة، والذي يُبرهن على صدق رسالة الإسلام ومصداقية دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فمما دعا إليه الإسلام:
الإيمان بطلاقة قدرة الإله الخالق سبحانه وتعالى، وذلك مع الدعوة للإيمان بوجوده جل وعلا - فكما أن كل موجود له واجِدٌ، وكل مصنوع له صانع، فكذلك منطقيًّا لا بد وأن كل مخلوق له خالق - ووحدانية ألوهيته.

ولنتأمل في هذا النموذج الافتراضي للتعرف على طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى؛ كما على النحو الآتي:
بافتراض وجود مَلَك (مَلاك) بحجم السماء الأولى؛ أي بحجم الكون بما فيه - ومعلوم أن السماوات السبع بما فيها لا تساوي شيئًا في ملكوت الله سبحانه وتعالى - فعندئذٍ نتساءل: ما هو حجم المجرة التي تحوي ملايين النجوم والشموس، بما في ذلك من كواكب وأقمار دوَّارة حول هذه النجوم، ومساحات شاسعة بينها بالنسبة لهذا الكون الذي يحويها، أو بالنسبة لهذا المَلَك؟

لا شكَّ أن هذه المجرة بالنسبة لهذا الكون - السماء الأولى - أو بالنسبة للمَلَك الذي هو في حجم السماء الأولى - كما في النموذج الافتراضي - لا تكاد تصل إلى شكل نقطة ضئيلة في نظر هذا المَلَك، بل إنها قد لا تُرى أصلًا، وتكون بالنسبة لهذا الملَك غير موجودة؛ أي: إن حجمها ومساحتها بالنسبة له = صفر.

وبالفعل، فإن هذه المجرة ومساحتها بالنسبة لهذا الجزء المدرَك من الكون الفسيح ليست بشيء، فما بالنا بما هو غير مدرَك من الكون، ولم تصل إليه أبصارنا بعدُ، من خلال التقنيات الحديثة؟!

ولكن سبحان الله! فإن هذه المجرة موجودة بالفعل، بل إنها تحوي ملايين النجوم، ومليارات الكواكب - بما في ذلك من مخلوقات وبحار وأنهار، وجبال وموجودات - وبلايين النيازك؛ إلى غير ذلك، بما ذلك من مساحات شاسعة تعادل أضعافَ أضعاف مساحة كل ما هو موجود من نجوم وكواكب وأقمار.

وبالقياس: فإن ما لا تدركه عين الإنسان - والذي حجمه ليس بشيء يُذكر للإنسان، ومن ثَمَّ بالنسبة للأرض التي يحيا عليها، ومن ثَمَّ بالنسبة لِما هو فوقها من كواكب عملاقة ونجوم ومجرات - ويعتبره غير موجود، ويظن أن مساحته صفر، فإنه قد يحوي الكثير والكثير، وليس اكتشاف الذرة بما تحويه من عالم عجيب منا ببعيد، فما بالنا بحجم الذرة ومساحتها - التي لا تساوي شيئًا بالنسبة للإنسان، ومن ثَمَّ بالنسبة للأرض التي يحيا عليها - بالنسبة للمجرة بمحتوياتها، التي لا تساوي شيئًا بالنسبة لهذا الكون الفسيح، أو بالنسبة لهذا الملَك الذي افترضناه مثلًا؟!


إن ما قد أوضحناه مؤيدًا بما هو مُكتَشَف علميًّا، لا يدل إلا على شيء واحد؛ وهو: أن قدرة هذا الإله الخالق هي قدرة مطلقة ليس لها حدود، فهو سبحانه وتعالى لا يُعجزه شيء عن شيء، فلا يُعجزه أن يوجِد المكان من اللامكان غير الموجود بالنسبة للتصور البشري، وهذا برهان دامغ، ودليل قاطع على عظيم طلاقة قدرته جل وعلا، وبالمثل: فإنه سبحانه وتعالى لا يُعجزه أن يُوجِد الزمان من اللازمان غير الموجود بالنسبة للتصور البشري، ومن ثَمَّ فإنه بالتفكُّر المنضبط يمكن التعرف أكثر وأكثر على عظيم صفات الإله الخالق سبحانه وتعالى، لا سيما بعد هذا التقدم الهائل في التقنيات الحديثة.

وللتقريب إلى الأذهان فحسب: فإن قيل: إن أهل الجنة سوف يُنعَّمون بما يُعادل ثانية من الزمان، وإن أهل النار سوف يُعذَّبون بما يُعادل ثانية من الزمان، فإن الله سبحانه وتعالى قدير على أن يجعل هذه الثانية من الزمان تحوي من الزمن الكثيرَ والكثير من الزمن غير المنتهي.

وما اكتشاف الـ(فيمتو ثانية) والـ(زيبتو ثانية) منا ببعيد، فهما من الاكتشافات العلمية الحديثة.
فسبحان الإله الخالق القدير العظيم!

ولأنه يتبين جليًّا الكمال المطلق في صفة القدرة للإله الخالق جل وعلا، فإنه وبالمثل تكون كل صفات هذا الإله الخالق صفاتٍ ذاتِ كمالٍ مطلق؛ كصفة العلم والحكمة والعظمة ... إلى غير ذلك من صفات هذا الإله الخالق القدير، التي أخبرنا به على لسان خاتم أنبيائه ورسله محمد صلى الله عليه وسلم - نبي الإسلام - في الكتاب الذي أوحاه إليه؛ وهو القرآن الكريم.

ولقد وهبنا الله سبحانه وتعالى نعمة العقل، وميَّزنا وفضَّلنا به على كثير من خَلْقِهِ؛ لنصل به في التعرف على عظيم قدرته وحكمته إلى أرقى معرفة، ووضعها في أسمى تصور يليق بعظمته جل وعلا، وفقًا للفطرة التي فُطِر الإنسان عليها.

وللإيضاح: فإنه إذا ما امتُدِح شخص ما كثيرًا بحسن خُلُقِهِ، وجميل صفاته، فإننا نصل بعقولنا وتصوراتنا إلى وَضْعِ هذا الشخص في أحسن تصوُّرٍ، وأفضل منزلة ممكنة.

وكذلك إذا ما وُصِف بناءٌ ما كثيرًا بعلوِّه وشموخه وجماله، وحُسْنِ أساسه وصفاته، فإننا نصل بعقولنا وتصوراتنا إلى وضع هذا المبنى في أحسن تصور يمكن تخيُّلُه.

فإذا كان ما أشرنا إليه من حسن التصور هو في شأن عبدٍ مخلوق، أو في شأن ما هو مصنوع وموجود، فما بالنا بالإله الخالق؟!

أفلا نصل بنعمة العقل التي وهبنا الله تبارك وتعالى إياها إلى أن نُعظِّمَهُ سبحانه وتعالى حقَّ التعظيم، وفقًا لما جاء به الإسلام، وأن نُنزِّه هذا الإله العظيم الخالق لنا، والواجد لكل شيء عما لا يليق به سبحانه وتعالى من صفات نقص وذم وعيب، قد نُسبت إليه افتراءً في الملل السابقة، وأن نُقِرَّ بطلاقة قدرته، وعظيم صفاته، وكمال حكمته.

فنسأله سبحانه وتعالى أن يتغمدنا برحمته، وأن يوفقنا لحسن طاعته، وأن يجنبنا معصيته، نرجو رحمته والفوز بجنَّتِهِ، فلا طاقة لنا بغضبه، ولا نقوى على عذابه، فهو سبحانه وليُّ ذلك والقادر عليه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.85 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]