نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم "وينطق الرويبضة" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-06-2024, 02:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم "وينطق الرويبضة"

نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم "وينطق الرويبضة"

حسام كمال النجار

الحمدُ للهِ الذي أنزلَ القرآنَ كلامَهُ، وأجرى على لسانِ رسولِ الحقِّ كلامًا زانَهُ، وعلَّمَ الأصحابَ فهمَهُما سبحانه، والصلاةُ والسلامُ على من أوتيَ جوامعَ الكلمِ وبيانَهُ، أما بعد:
فإنه ما زالت مفردات كلام النبي صلى الله عليه وسلم تدهشنا يومًا بعد يوم، وزمانًا بعد زمان، وجيلًا بعد جيل، فكأنه دائمًا بيننا شاهدًا على ما يحدث، متنبِّئًا به، حاضرًا معنا أحداثه، مرشدًا لنا بأمره ونهيه، وفعله ومنعه، وسكوته وإقراره، يرعى بكل هذا أهل الإسلام في كل زمان ومكان.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "سَيأتي على الناسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فيها الكَاذِبُ، ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ، ويُؤْتَمَنُ فيها الخَائِنُ، ويُخَوَّنُ فيها الأَمِينُ، ويَنْطِقُ فيها الرُّوَيْبِضَةُ"، قيل: وما الرُّوَيْبِضَةُ؟ قال: "الرجلُ التَّافِهُ، يتكلَّمُ في أَمْرِ العَامَّةِ"؛ [السلسلة الصحيحية: 1887].

وها نحن نعيش طرفًا من هذه السنوات الخدَّاعات كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم، فتمَّ تصديق الكاذب وتكذيب الصادق، وائتمان الخائن، وتخوين الأمين، وفي ظل غياب الصدق والأمانة بل وتبديلهما بنقيضهما، يخبرنا النبي الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم بالنتيجة الطبيعية في سنوات انقلاب المعايير رأسًا على عقب؛ وهي نطق الرويبضة، ويؤكد صلى الله عليه وسلم تعريفه ووصفه بأنه الرجل التافه المتصدر للكلام في أمر العامة.

ينطق الرويبضة في هذه السنوات الخدَّاعات، سنوات صناعة وتكوين الرموز والقُدْوَات من أهل السفه والخلاعة والمجون، وتصدرهم للكلام في السياسة والاقتصاد والتحكم في الحالة الاجتماعية والخُلُـقية للمجتمعات، بل ويتكلمون أيضًا بجهالة في الدين وتعاليمه وأحكامه وتشريعاته، ويحاجُّون الناس بكلام لا ينبت أو ينبث إلا من رأس الشياطين، يتكلمون بعد أن كانوا مُخرسين في سنوات ازدهار العلم والمعرفة، ووجود الرموز المـُنيرة والقدوات المستنيرة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

ينطق الرويبضة فيطلقون ما تم تلقينهم به من شياطين الإنس والجن، فيجعلون من الشهوات حيلة لاستقطاب الغافلين، والشبهات حيلة لاستقطاب الجاهلين، ولا ينجو من شباكهم إلا من سلك طريق المؤمنين.

ينطق الرويبضة متسترين تحت عباءة الصدق والأمانة، وهم المثال الحي للكذب والخيانة، فيجرون في أذيالهم فئات من الناس يتغذون على غفلتهم وجهلهم، ويكتنزون من وراء متابعاتهم لهم أموالًا هائلة ومركبات فارهة، وقصورًا تخطف الأبصار، وكل ذلك لو يعقل الناس مآله إلى زوال في دنيا كلها زائلة، كما زال قارون بكل خزائنه وعلمه وملكه.

ينطق الرويبضة فتخصص لهم القنوات الإعلامية كل أوقاتها وعناوين أخبارها، فيتابع الإعلام زواجه وطلاقه، سفره واستقراره، ملابسه وقصَّات شعره، غناءه ورقصه، أفلامه ومسلسلاته، حتى أصبح هناك أجيال تنحل شيئًا فشيئًا لينضووا تحت وصف المخنثين والـمترجِّلات.

ينطق الرويبضة الفويسق تمهيدًا لظهور الدجَّال، ففي رواية أخرى للحديث من مسند الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ أمامَ الدَّجَّالِ سِنينَ خَدَّاعةً، يُكَذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُصَدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُخَوَّنُ فيها الأمينُ، ويؤْتَمَنُ فيها الخائنُ، ويَتكلَّمُ فيها الرُّوَيْبِضةُ"، قيل: وما الرُّوَيْبِضةُ؟ قال: "الفُوَيْسِقُ يَتكلَّمُ في أمرِ العامَّةِ"؛ [مسند أحمد: 13298]، فكأنهم يجهزون الدنيا بفسقهم لاستقبال ملك الكذب والخديعة، أشر فتنة قادمة على الأرض "المسيح الدجَّال" الذي سيأتي ليجني مُحصلة الإفساد للأجيال؛ ليجمع بفتنته أتباعًا أكثر تُسعَّر بهم النار مع خطيبهم، فيها إبليس عليه لعنة الله، ونعوذ بالله منه ومن مسالكه.

ينطق الرويبضة فيـخَـبِّبون النساء على أزواجهن، ثم يخرجونهن من خدورهن ليجعلونهن صورة رخيصة في إعلان لترويج المنتجات، تاركين الأجيال تُـربيهم الشاشات والشوارع والألعاب الإلكترونية ورفقة السوء، في معادلة تم التخطيط لها بشكل كامل متكامل بعقل إبليسي نال خبرة طويلة بطبائع البشر وطرق إغوائهم منذ هبط آدم إلى الأرض حتى الآن.

ينطق الرويبضة فيصورون أهل الدين على أنهم أهل كهف مظلم، وأن حدود تفكيرهم خارج الحاضر والمستقبل، فينفرون الناس حتى من السَّمَاع لأمرهم بالمعروف أو نهيهم عن المنكر، بل ويجرئون الناس على سَبِّهم وإغلاظ القول لهم، لينـزوي أهل الدين، وتضمحلُّ الفضيلة، وتنتشر الرذيلة، ويكثر الـخَبَث، وتقع الجرائم التي ما كنا نسمع بها، ويفسد المجتمع فسادًا متجددًا، وتزيد أعداد الهالكين.

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا بتسلسل الأحداث المؤدية في النهاية لينطق الرويبضة، والحل في تجنب الاستسلام لهذا التسلسل، وذلك بإعادة المفاهيمإلى حقيقتها ليعود بريق الأمة من جديد، فحين يُصدَّق الكاذب لا بد أن نبين للناس كذبه، ونضحد أفكاره، ونفند ألاعيبه هو ومن وراءه، ونعريها أمام الناس، وحين يُكذَّب الصادق نفك قيده فلا ينزوي وينطلق آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر، وحين يؤتمن الخائن، لن نسلمه أمانة واحدة فينام ملء جفنيه على أساس أنه أمين، وحين يخون الأمين نأتمنه ولا نلتفت لتخوينه، بهذا ينزوي الرويبضة ويكونون على قدر تفاهتهم وسفههم، فيقل الهالكون، ويُلفظ الخبث، وتنتشر الفضيلة، نسأل الله النجاة وحسن الخاتمة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.34 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]