|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أنا مريضة باضطراب الشخصية الوسواسية؟ أ. شروق الجبوري السؤال: ♦ الملخص: فتاة لديها بعضُ الأعراض التي تراها بدايةً لمرض اضطراب الشخصية الوسواسية، وتريد التأكُّد هل هي مريضة بالفعل أو لا. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة أدرس في كلية الطب، أُعاني مِن اضطراب الشخصية الوسواسيَّة، المعروف بـ(ocpd). بدأتْ هذه الحالةُ عندما استدعى المشرفُ إحدى الطالبات، وأخبَرَها أنَّ فتاةً لديها بُطءٌ في الاستيعاب؛ فخَطَر في بالي مباشرةً أنه يقصدني أنا! وترسَّخَ ذلك داخلي لأني كنتُ أتأكَّد مِن المعلومة أكثر مِن مرة بسبب التردُّد. كلَّمتُ أختي المُقرَّبة فأخبَرَتْني أنَّ وضعي طبيعيٌّ، وليس بي أيُّ شيء، مع أنَّ هناك أعراضًا أشعر بها تُؤكِّد ذلك؛ منها: أنني في صِغَري تسبَّبْتُ في حرقٍ لأختي، وكنتُ أكتب بالقلم الرصاص في دفاتري وكانتْ صديقاتي يَكْتُبْنَ بالقلم الجاف؛ لخوفي مِن الأخطاء وسهولة مَسْح الخطأ! كما كنتُ أُركِّز في مذاكرتي على أشياءَ دقيقةٍ لا تَرِدُ في الاختبارات، وأتْرُك الأمورَ المهمة، كذلك إذا عَرَفْتُ معلومةً كنتُ أتأكَّد منها مِن أكثر مِن مصدرٍ، ولا أثق في أيِّ كلامٍ يُقال. كما أنَّ كل مَن حولي كان ينعتني بالباردة، وأنا مِن داخلي لستُ كذلك! ليستْ لديَّ صداقاتٌ مُقَرَّبة، وعلاقاتي بصديقاتي تُميل إلى الرسميَّة، وأحاول قَدْرَ الإمكان أنْ أُقَلِّل مِن مخالطة أو مُتابَعة السلبيين؛ لأنهم يُؤثِّرون عليَّ تأثيرًا مباشرًا. لذا أظنُّ أنَّ كلَّ هذه الأعراض تُؤكِّد أنَّ لديَّ مشكلةً نفسيةً، خاصَّة وأني قد بحثتُ على الإنترنت عن هذه الأعراض، وعرَفْتُ أنها قد تَدُلُّ على مرضٍ نفسيٍّ، فأخبِروني هل أحتاج طبيبًا نفسيًّا أو لا؟ فالضغوط النفسية كثيرة عليَّ جدًّا، ولا أستطيع السيطرةَ على حالتي؟ الجواب: ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا أن نُرَحِّبَ بك في شبكة الألوكة، ونسأل الله العليَّ القدير أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين. سأبدأ معك يا عزيزتي مِن حيثُ أنهيتِ رسالتك بعبارة: (الضغوط النفسية كثيرةٌ عليَّ جدًّا، ولا أستطيع السيطرةَ على حالتي)، فمِن الطبيعيِّ أنَّ الضغوطَ والتوتُّر يجلبان الأفكارَ والمشاعر السلبية، وتُري الإنسانَ صورةً وتفسيرًا للواقع مُغايرًا أو بعيدًا عما هو عليه. كما أنَّ قدرتَك على تشخيص عوامل تَتَسَبَّب لك في الأفكار السلبية، وسَعْيك للابتعاد عنها، التي تُوجزها عبارتك: (أحاول قَدْرَ الإمكان أنْ أُقَلِّل مِن مخالطة أو مُتابَعة السَّلْبِيِّين؛ لأنهم يُؤثِّرون عليَّ تأثيرًا مباشرًا) - يُشير إلى وَعْيِك بمسببات حقيقيَّة لحالتك؛ ولذلك فمِن غير المُبرر تفسيرك لها بعيدًا عن ذلك. لكن اتِّسامك ببعض الطباع التي لا تَروقُ لك وللآخرين منذ صِغَر سنك - هو أمرٌ يستحقُّ منك الوقوف عليها، ويَتَطَلَّب منك فعلًا تغييرها لأفضل منها، لكن ما حدَث معك هو تَهْويلٌ داخلي منك لتلك الطباع حتى تحوَّلتْ في نفسك مِن طبعٍ سلبيٍّ إلى رؤيته كعَرَضٍ نفسيٍّ، فأبْعَدَك عن التعامُل مع المشكلة على نحو مباشرٍ. وإني لأستشفُّ مِن رسالتك أنَّ الأحداث السيئة التي مَرَرْتِ بها في طفولتك بالتسبُّب في إيذاء أختك، قد أَسْهَمَتْ بشكلٍ كبيرٍ في تَبَنِّيك الأفكار السلبية، ثم قمتِ بتعزيز تلك الأفكار مِن خلال بحثك في شبكات الإنترنت عن تفسيرٍ لهذا الشعور أو ذاك، وهو خطأٌ يقَعُ فيك كثيرون هذه الأيام للأسف، حتى فيما يخصُّ الأعراضَ البدنيَّةَ والجسمانيَّة، فيجد الإنسان نفسه فريسةً لتفسيراتٍ مرَضيةٍ لا تزيد حالته إلا سوءًا. فأنتِ يا عزيزتي لا تُعانين مِن أي مرض أو عَرَضٍ نفسي، وهو ما أخْبَرَتْك به أختُك، ولكن ما تحتاجينه هو (قرار داخلي) بنَبْذ الأفكار السلبية التي تُراودك، واكتشاف قدراتك الداخلية، واستثمارها لتعزيز ذاتك إيجابًا، ولذا أنصحك بالاطِّلاع على الكتيبات المعنيَّة بذلك. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصْلِحَ شأنك، ويَنْفَعَ بك، وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطيبة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |