|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التلعثم أمام الناس أ. شروق الجبوري السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ يُعاني مِن التلعثُم والخوف مِن الحديث أمام الناس، وإذا كان وحدَهُ فإنه يكون طلقًا في الكلام، ويسأل: كيف أتغلَّب على التلعثُم أمام الناس؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ عمري 17 عامًا، أكتُب هذه الرسالة والدُّموع تسيل مِن عيني؛ لأنني لا أستطيع أنْ أُعبِّرَ عما يدورُ في داخلي مِن مشاعرَ وأحاسيسَ أمام أصدقائي ومَن أحبُّ! كثيرًا ما أجلس مع أصدقائي وأسمعهم يَتَحَدَّثون عن موضوعٍ أحبُّه وأعرفه، ويتبادلون الأسئلة ويتحدَّثون بطَلاقةٍ، وأنا جالسٌ صامت لا حول لي ولا قوة، وبداخلي بركانٌ مِن الحسرة والحزن على ما أنا فيه. أيام المدرسة سألني الأستاذُ سؤالًا كنتُ أعرف جوابه جيدًا، لكني لم أستطع التحدُّث أمام زملائي، فأخَذَ الأستاذُ يَشتمني ويقول لي: أنتَ فاشل! ويكيل لي الألفاظ المُحبِطة، وأنا أعيش في عالَمٍ آخر مِن الحسرة والندم على ما أنا فيه، وقد كنت أعلم الجوابَ جيدًا، لكن لا أستطيع النُّطْق به؛ لأنني لو تحدَّثْتُ لَتَلَعْثَمتُ! لا أعرف ماذا يُصيبني أمامَ الناس، أتَلَعْثَم وتزداد ضرباتُ قلبي ويَضيق نفَسي، وإذا كنتُ وحدي أتكَّلم بطلاقةٍ وأكون هادئًا. ملِلتُ مما أنا فيه، وقرَّرتُ أنْ أواجه التلعثُم والخوف، وبالفعل تحدَّيتُ نفسي، وخرجتُ للناس بشكلٍ علَني، وبدأتُ أتكلَّم بصورةٍ قويةٍ، واستمررتُ على ذلك 15 يومًا، كنتُ أذهب وأتحدَّث أمامَ الناس وأتلعثَم، وكان كل يوم يَمُر عليَّ أتحدَّث بشكل أفضل، ويقِلّ التوتر، وأشعر بالثقة، لكن للأسف لم أستمر، والآن ساءتْ حالتي، ولا أذهب إلى أيِّ مكان. للأسف أضاع هذا مني فُرَص التعرُّف إلى أشخاص جادين، كانوا يريدون التعرُّف إليَّ، وظهَر ذلك مِن خلال أسئلتهم، لكن مع قلة كلامي، شعروا أني متكبِّر، وأنا لستُ كذلك! أخبَرَتْني أمي أن سبب التلعثُم نقص الأكسجين في المخ بعد الولادة، فهل هذا التلعثُم إعاقة أو مرض نفسي؟ وكيف أتغلَّب عليه؟ الجواب: ابني الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا أن نُرَحِّب بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. أودُّ أولًا أن أشيدَ بما لمستُه فيكَ مِن قدرةٍ على تشخيص مشكلتك، ومتابعتها وقوة ملاحظتك لأسبابها، وهي سماتٌ قد يندر وجودُها بين مَن هُمْ حتى أكبر منك سنًّا؛ ولذلك أتمنى منك تعزيزها والحِفاظ عليها، بل وتسخيرها في مُواجهة أي مِن الصعوبات التي تواجهك حاليًّا ومستقبلًا. وعودة إلى مشكلتك فإني أجد أنك قد وضعتَ يدَك على أسباب المشكلة، ومِن ثَمَّ فإنَّ حلَّها بين يديك، فقد وجدتَ بنفسك أنَّ إبعاد التفكير بالتلكُّؤ في الكلام عن ذهنك، وعدم الانشغال بالخوف والإحراج، وما إلى ذلك - جَعَل حديثك طبيعيًّا وسلسًا، وهو ما يُثبت عدم وجود مشكلة عُضوية لديك، فهي لا تتعدى أنْ تكونَ مشكلةً نفسيةً، ربما ترتبط بخبراتٍ ومواقفَ سلبيةٍ راسخةٍ في ذاكرتك، كالموقف المُزعج الذي لا تزال تذكره مِن الأستاذ الذي جَرَحَتْك كلماتُه. ومِن المؤشرات الإيجابية التي تعكسها رسالتُك قيامُك بالفعل بتطبيق هذه الإستراتيجية - سَحْب الفكر وإشغاله بأمور أخرى - وتحقيق نجاح مهم فيها يُحسَب لك حتمًا، أمَّا عن أسباب توقُّفك عنها، فيعود ربما لسببين: الأول: عودتك بعد خمسةَ عشر يومًا مِن النجاح بالتفكير مجددًا في التلعثُم، وكيف لم يظهرْ عليك... وما إلى ذلك، مما جعلَك تسمح لهذا القلق باحتلال مساحة كبيرة أخرى مرةً ثانية. والثاني: هو أنك لَم (تُعزِّزْ) ذلك النجاح المهم. وما أقصدُه بالتعزيز: هو قيامُك بمكافأة نفسك بما تُحبُّه وتميل إليه، وإسعاد نفسك على ما حقَّقتَه مِن نجاح، وإشغال نفسك بذلك بدل إشغالها بكيف ولماذا تخلَّيت عن التلعثم! وإياك أن تسمحَ لأية فكرة سلبية أو مُحبطة أو استسلام بالتسلُّل مرة أخرى إلى نفسك وفكرك إذا ما واجَهَتْك أية مُواقف مُحبطة، بل اعزمْ على تحديها بعزم وقوةٍ، وهو ما أجد أنك تتسم به. اعلم يا بُني أنني مِن خلال استقراء رسالتك أجد أن مشكلتك يسيرة، مقارنة بما يُشابهها مِن حالات، ويأتي ذلك من إقرارك بأنَّ التلعثم لا يَنْتابك إلا أمام الآخرين، وأنك تتمكن مِن الاسترسال والحديث الطلق حين تكون بمفردك، فكثير مِن الحالات تنتابهم تلك الحالة حتى حين يتحدثون إلى حالهم؛ ولذا ننصحهم بالتمرُّن على ذلك بانفرادٍ أمام الفسحات الواسعة، كالبحر وما شابه. وأخيرًا أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُطلقَ لسانك، وأن يفتحَ لك أبواب الخير وينفع بك، وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطيبة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |