|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أعاني من أفكار ومشاعر غريبة أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ يعاني من وسواس يجعله يشكُّ في نفسه وإيمانه، ويريد حلاًّ لمشكلته. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ عمري 21 عامًا، انتقلتُ للعيش مع والدي بسبب صراعي الدائم مع إخوتي وفشلي في الدراسة وطردي مِن الثانوية، وتفاقُم المشاكل في بيت والدتي الذي كنت أعيش فيه! المشكلة أنه منذ انتقالي إلى بيت أبي بدأتْ تدور في رأسي أفكارٌ عن الخَلْقِ والوجود، وبدأت الأسئلةُ تُطرح على رأسي تَتْرى؛ مثل: ما أنا؟ وما هي الحياة؟ وما هو الخلق؟ ومَن خلقني؟ ولماذا؟ أفكار غريبة جدًّا، ومشاعر غريبة تنتابني ولا أعلم مِن أين تأتي، وكلما عاوَدتني أرغب في الموت والبكاء الشديد. فقدتُ معنى الحياة، ولم أعدْ أستطيع الاستمتاع بالحياة، بدأتُ أشعر بالكسل والخمول طوال اليوم، كما أنه تأتيني رغبة في معانقة أحد لإيقاف هذا الشعور، فهو يُدخلني في حالة هيستيرية غريبة، وأفقد وقتها السيطرة على نفسي، وأبدأ في البكاء الشديد! فقدت اهتمامي بالدراسة بعد أن كنتُ متفوِّقًا فيها، وفُصلتُ من المدرسة، وبدأت أضرب إخوتي الأكبر مني، وأشك في الدين! أنا لستُ ملحدًا، فأنا مسلم وأؤمن بالله تعالى، لكنها مشاعر تُراودني. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا. ما فهمناه مِن مشكلتك أنك تُعاني من وجود وسواس في العقيدة أشبه بالوسواس القهري، لكن هل لهذا الأمر علاقة بالانتقال إلى بيت والدك؟ في الواقع لا نستطيع الجزم بذلك، لكن ما يهمنا هو إعطاؤك بعض الإرشادات التي نرجو أن تنتفع منها. كل ما ذكرته مِن العراك المستمر مع إخوانك، وطردك من المدرسة، واللجوء إلى النوم الطويل هربًا من معاناة اليقظة - كلها مظاهرُ تشير إلى أفكار تسلطيةٍ سيطرتْ عليك، ولكن لا يمكننا الجزم بالتشخيص (كوسواس قهري)؛ حيث تحتاج لمقابلة المختص النفسي ليحدد طبيعة مرضك. ولكن دعنا نتحدَّث معك على اعتبار أن هذا المرض وصل إلى مرحلة (الوسواس القهري)، فأنت في هذه الحالة ستحتاج إلى أمرين: ♦ العلاج السلوكي المعرفي. ♦ الاستعانة بالأدوية النفسية كأدوية الاكتئاب، (وهذا يُقرِّره الطبيب النفسي). أما بخصوص العلاج السلوكي المعرفي، فيمكن إجماله في الخطوات التالية: ♦ الوسواس القهري هو عبارة عن أفكار تسلطية مستمرة طوال الوقت، ولا تغادر دماغك مطلقًا، لكن لها نَوْبات صعود وهبوط. ♦ ما يحصل معك في الواقع هو وسواس في العقيدة، وهنا يأتي دور الإيمان والبحث عن الناحية الطهورية، ومحاولة التطهُّر مِن ذنب الظن السيئ بالله جل وعلا، وهذا يُسبِّب ألمًا نفسيًّا بالغًا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال لصحابته: (ذاك صريحُ الإيمان)، بمعنى: أن الإنسان لا يَقلق من هذا الوسواس إلا لقوة إيمانه، ولو لم يكن في قلبه إيمانٌ ما كان سيُلقي بالًا لهذه الوساوس، ولا يحزن على هذا النوع من التفكير. ♦ صرف التفكير عن الوسواس، والاستعاذة عند حصوله؛ قال عليه الصلاة والسلام: (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خَلْقُ الله، فمَنْ خلق الله؟! فمَن وجَد مِن ذلك شيئًا فليقلْ: آمنتُ بالله ورسله)؛ متفق عليه، وفي رواية أخرى: (فلْيَسْتَعِذْ بالله ولينتهِ)؛ رواه مسلم في صحيحه . ♦ اشغلْ نفسك بأعمالٍ اجتماعية وتطوعية، ولا بأس أن تواصلَ مسيرتك التعليمية، وتكافح مِن أجل ذلك، فالنفسُ إن لم تشغلها بالأمور النافعة فسوف تشغلك بالوسواس. ♦ لا تترك صلاة الجماعة في المسجد، ولا تلجأْ إلى الانطواء والبُعد عن الناس، فهذا يزيد الوسواس شدة وحِدَّة. ♦ نعلم جيدًا بأنك لستَ مُلحِدًا، وأن إيمانك أقوى مِن غيرك بسبب الحساسية العالية فيما يمكن أن يخدشَ الإيمان. ♦ يمكن أن تبحثَ عن شخص مُتمكِّنٍ علميًّا ليُجيبك عن تساؤلاتك المنطقية حول ماهية الوجود ونحو هذه المسائل، وإن كان البعضُ يرى أنَّ كثرة الأسئلة والتساؤُلات تزيد مِن سعار الوسواس القهري. نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |