باختصار – ما حملك على ما صنعتَ؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1325 - عددالزوار : 137661 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42185 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5444 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-03-2024, 02:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,086
الدولة : Egypt
افتراضي باختصار – ما حملك على ما صنعتَ؟

باختصار – ما حملك على ما صنعتَ؟


للإسلام منهجه القويم في الحكم على الأحداث والمواقف وفهمها، والتكلم فيها، فالتثبت من كل خبرٍ ومن كل موقف أو حدث، هو دعوة القرآن الكريم، ومنهج الإسلام الدقيق، ومتى استقام القلب والعقل على هذا المنهج، لم يبق مجال للوهم أو الظن أو الشبهة، ولم يبق مجال للأحكام السطحية، والفروض الوهميةِ، وإنَّ التفريط في هذا المنهج العظيم، الذي أوصى الله به عباده المؤمنين، وحث عليه نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - لمِن أعظم أسباب الفرقةِ والعدوان والبغضاء.
أكثرنا يعلم قصة حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه -، حين أرسل خطابًا لقريش يخبرهم بعزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المسير إليهم، فلما أطلع الله -تعالى- نبيه - صلى الله عليه وسلم - على الأمر، أتى - صلى الله عليه وسلم - بحاطب وبدأه بالسؤال: «يا حاطبُ: ما حملك على ما صنعتَ»؟ إن هذه العبارة لم تكن جملة عابرة من النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل كانت منهجًا تربويا وسلوكًا نبويا، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - دائمًا ما يسأل صاحب الشأن لِـمَ فعل ذلك؟ قبل أن يحكم عليه أو يتخذ بشأنه أمرًا. ومن ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ برجلٍ يبيعُ طعامًا قد خلط جيدًا بقبيحٍ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ما حملك على ما صنعتَ؟ قال: أردتُ أن ينفقَ، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ميِّزْ كلَّ واحدٍ منهما على حِدَتِه، فإنه ليس في ديننا غشٌّ. وفي قصة اليَهوديَّة التي أهدت للنبي - صلى الله عليه وسلم - شاةً مسمومة، فلما علم - صلى الله عليه وسلم - بذلك أرسل إليها، فقال: ما حملَكِ على أن أفسدتِها بعدَ أن أصلحتِها؟ قالَت أردتُ أن أعلمَ إن كنتَ نبيًّا فإنَّكَ ستعلمُ ذلِكَ، وإن كنتَ غيرَ نبيٍّ أرحتُ النَّاسَ منْكَ. بل إن ربّ العزة -سبحانه وتعالى- تعامل بهذا المبدأ مع عباده؛ فقد كان رجلٌ يُسرِفُ على نفسِه، لمَّا حضره الموتُ قال لبنيه: إذا أنا متُّ فأحرِقوني ثمَّ اطحَنوني، ثمَّ ذروني في الرِّيحِ، فواللهِ لئن قدَر اللهُ عليَّ ليُعذِّبُني عذابًا ما عذَّبه أحدًا، فلمَّا مات فُعِل به ذلك، فأمر اللهُ الأرضَ فقال: اجمعي ما فيك ففعلتْ، فإذا هو قائمٌ فقال: ما حملك على ما صنعتَ؟ قال: خشيْتُك يا ربِّ، أو قال: مخافتُك، فغفَر له. فأين نحن من هذا المنهج القويم؟ ولاسيما في تلك الأزمنة والأحوال التي كثرت فيها الشائعات، وقل فيها التثبت، تجد أحدهم يسمع عن أخيه شيئًا، فيفعل كل شيء إلا أن يسأله: ما حملك على ما صنعت؟ يُصدر عليه الأحكام، ويرتب على فعله اللوازم، وتدب إليهما القطيعة والبغضاء، وينزغ بينهما الشيطان، ولو اتبع هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسأله: ما حملك على ما صنعت؟ لربما كفاه كل هذا: فإما أن يجد الأمر على غير ما يظن، وإما أن يجد عذرًا يعذر به أخاه. إنَّ هذا المنهج النبوي الرشيد، الذي جاء في خمس كلمات: «ما حملك على ما صنعتَ؟»، كم يُزيل من لَبْسٍ! وكم يرفع من خلافٍ! وكم يقرّب من قلوب! وكم يحقن من دماء! ولو أنّا وعَيناه لسَلِمت القلوبُ من الضغائن، ولدام الودّ والوئام، وانتفت الوحشة والخصام، ولَتعافينا من عيوب كثيرة، والله المستعان.

اعداد: وائل رمضان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.69 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]