الشَّمَائِلُ الْمُحَمَّدِيَّةُ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموازنة بين سؤال الخليل عليه السلام لربه وبين عطاء الله للنبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200653 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-02-2024, 01:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,444
الدولة : Egypt
افتراضي الشَّمَائِلُ الْمُحَمَّدِيَّةُ

خطبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

– الشَّمَائِلُ الْمُحَمَّدِيَّةُ

الفرقان


  • إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتْبَعُهُمْ لِسُنَّتِهِ وَهَدْيِهِ وَأَلْزَمُهُمْ لِطَرِيقَتِهِ وَسَمْتِهِ وَأَحْفَظُهُمْ لِأَخْلَاقِهِ وَسِيرَتِهِ
  • مِنْ دَلَائِلِ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَصِدْقِ بِعْثَتِهِ مَا تَحَلَّى بِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ جَمِيلِ الصِّفَاتِ وَعَظِيمِ الْأَخْلَاقِ حَتَّى امْتَدَحَ اللَّهُ عَمَلَهُ وَزَكَّى خُلُقَهُ
  • ابْتُلِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَصَائِبَ عَظِيمَةٍ وَكُرُبَاتٍ شَدِيدَةٍ وَهُوَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ رَاضٍ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ مُوقِنٌ بِعَظِيمِ أَجْرِهِ وَكَرَمِهِ
جاءت خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لهذا الأسبوع 28 رجب 1445هـ الموافق 9 فبراير 2024م بعنوان: (الشَّمَائِلُ الْمُحَمَّدِيَّةُ)؛ حيث بينت الخطبة أنَّ مِنْ مِنَنِ اللَّهِ -تَعَالَى- الْعُظْمَى، وَآلَائِهِ الْكُبْرَى: مَا امْتَنَّ بِهِ بِبِعْثَةِ رَسُولِهِ الْكَرِيمِ، وَنَبِيِّهِ الْأَمِينِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم-، خَاتَمِ الْمُرْسَلِينَ وَخَلِيلِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ قَالَ -تَعَالَى-: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (آل عمران:164).
بَعَثَهُ اللَّهُ -تَعَالَى- بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، فَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِرِسَالَتِهِ، وَاطْمَأَنَّتِ الْقُلُوبُ بِدَعْوَتِهِ، فَأَقَامَ اللَّهُ بِهِ الشِّرْعَةَ، وَأَتَمَّ بِهِ النِّعْمَةَ؛ قَالَ -تَعَالَى-: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (التوبة:33).
دَلَائِلِ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم
إِنَّ مِنْ دَلَائِلِ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم- وَصِدْقِ بِعْثَتِهِ: مَا تَحَلَّى بِهِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- مِنْ جَمِيلِ الصِّفَاتِ، وَعَظِيمِ الْأَخْلَاقِ، حَتَّى امْتَدَحَ اللَّهُ عَمَلَهُ، وَزَكَّى خُلُقَهُ، فَقَالَ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)، فَلْنَقِفْ مَعَ بَعْضِ صِفَاتِهِ وَشَمَائِلِهِ - صلى الله عليه وسلم:
كان - صلى الله عليه وسلم- أَكْمَلَ النَّاسِ أَدَبًا وَأَشَدَّهُمْ لِلَّهِ خَشْيَةً وَوَجَلًا
كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم- أَكْمَلَ النَّاسِ أَدَبًا، وَأَشَدَّهُمْ لِلَّهِ خَشْيَةً وَوَجَلًا؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-: «وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ ‌أَخْشَاكُمْ ‌لِلَّهِ، وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِي» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا)، قَامَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، تَسْأَلُهُ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَيَقُولُ: «أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ ‌عَبْدًا ‌شَكُورًا» (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
كانَ - صلى الله عليه وسلم- أَشَدَّ النَّاسِ صَبْرًا وَأَعْظَمَهُمْ لِرَبِّهِ رِضًا وَشُكْرًا
ابْتُلِيَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- بِشِدَّةِ الْعَيْشَ، وَضِيقِ الْحَالِ وَقِلَّةِ الْمَالِ، فَكَانَ أَشَدَّ النَّاسِ صَبْرًا، وَأَعْظَمَهُمْ لِرَبِّهِ رِضًا وَشُكْرًا، لَاقَى مِنَ الْمَصَائِبِ أَشَدَّهَا، وَمِنَ الشَّدَائِدِ أَحْلَكَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: «‌مَا ‌شَبِـعَ آلُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم- مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، مِنْ طَعَامِ بُرٍّ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا، حَتَّى قُبِضَ» (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، أَخْرَجَهُ الْجُوعُ مِنْ بَيْتِهِ، وَرَبَطَ عَلَى بَطْنِهِ الْحَجَرَ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي، مَا يَجِدُ دَقْلًا - أَيْ: رَدِيءَ التَّمْرِ - يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
كَانَ - صلى الله عليه وسلم- أَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشَدَّهُمْ كَرَمًا
وَلَمَّا فَتَحَ اللَّهْ عَلَيْهِ الْفُتُوحَاتِ كَانَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشَدَّهُمْ كَرَمًا، قَالَ جَابِرٌ - رضي الله عنه -: «مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- ‌شَيْئًا ‌قَطُّ ‌فَقَالَ ‌لَا» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ)، يَبْذُلُ مَالَهُ لِلْفُقَرَاءِ، وَيُوَاسِي بِهِ الْمَحَاوِيجَ، وَيَتَأَلَّفُ بِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، قَالَ أَنَسٌ - رضي الله عنه -: «مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ. قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا ‌يُعْطِي ‌عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
كَانَ - صلى الله عليه وسلم- أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَأَكْثَرَهُمْ تَوَاضُعًا
كَانَ رَسُولُنَا الْكَرِيمُ -عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ- أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَأَكْثَرَهُمْ تَوَاضُعًا وَرِفْقًا، لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا ‌وَلَا ‌سَخَّابًا بِالْأَسْوَاقِ -أَيْ: لَا يَرْفَعُ صَوْتَهُ فِيهَا بِالصُّرَاخِ-، وَلَا يُجْزِئُ بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ؛ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم- شَاةً، فَجَثَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- عَلَى رُكْبَتَيْهِ يَأْكُلُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ؟ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا، وَلَمْ يَجْعَلْنِي ‌جَبَّارًا عَنِيدًا» (رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ).
ما ضَرَبَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ إِلَّا ‌أَنْ ‌يُجَاهِدَ ‌فِي ‌سَبِيلِ اللهِ
«مَا ضَرَبَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا، إِلَّا ‌أَنْ ‌يُجَاهِدَ ‌فِي ‌سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا).
كَانَ - صلى الله عليه وسلم- دَائِمَ الْبِشْرِ طَلِيقَ الْوَجْهِ بِالسُّرُورِ
كَانَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- دَائِمَ الْبِشْرِ، طَلِيقَ الْوَجْهِ بِالسُّرُورِ، قَالَ جَرِيرٌ - رضي الله عنه -: «مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم- مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا ‌تَبَسَّمَ ‌فِي ‌وَجْهِي» (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، رَحِيمًا بِالصِّغَارِ، عَطُوفًا عَلَى الْمَسَاكِينِ؛ قَالَ أَنَسٌ - رضي الله عنه -: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ ‌أَرْحَمَ ‌بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ)، «‌يَزُورُ ‌الْأَنْصَارَ فَيُسَلِّمُ عَلَى صِبْيَانِهِمْ، وَيَمْسَحُ بِرُؤُوسِهِمْ، وَيَدْعُو لَهُمْ» (رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ - رضي الله عنه - وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ).
مِنْ شَمَائِلِهِ - صلى الله عليه وسلم- شَجَاعَتهُ وَإِقْدَامهُ
وَإِنَّ مِنْ شَمَائِلِهِ - صلى الله عليه وسلم- وَعَظِيمِ سَجَايَاهُ: شَجَاعَتَهُ وَإِقْدَامَهُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- أَحْسَنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ ‌أَشْجَعَ ‌النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- رَاجِعًا، وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ -أَيْ: لَا سَرْجَ عَلَيْهِ- فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَهُوَ يَقُولُ: لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ)، قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: «لَمَّا ‌حَضَرَ ‌الْبَأْسُ يَوْمَ بَدْرٍ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ، مَا كَانَ أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْهُ» (رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ أَحْمَدُ شَاكِرٍ).
ابْتُلِيَ - صلى الله عليه وسلم- بِمَصَائِبَ عَظِيمَةٍ وَهُوَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ
لَقَدِ ابْتُلِيَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- بِمَصَائِبَ عَظِيمَةٍ، وَكُرُبَاتٍ شَدِيدَةٍ، وَهُوَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، رَاضٍ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ، مُوقِنٌ بِعَظِيمِ أَجْرِهِ وَكَرَمِهِ، مَاتَ أَبُوهُ وَهُوَ حَمْلٌ فَعَاشَ يَتِيمًا، وَتُوُفِّيَتْ أُمُّهُ فِي صِغَرِهِ فَلَمْ يَأْنَسْ بِهَا، آذَاهُ قَوْمُهُ وَطَرَدُوهُ، اتَّهَمُوهُ بِالْجُنُونِ وَكَذَّبُوهُ، عَادَاهُ الْأَقَارِبُ وَقَاتَلُوهُ، تَوَارَى فِي غَارٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُهَاجِرًا، طَعَنُوا فِي عِرْضِهِ وَزَوْجَتِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَهَا، وَفِي أُحُدٍ كُسِرَتْ رَبَاعِيَّتُهُ وَشُجَّ وَجْهُهُ وَسَالَ دَمُهُ، أَطْعَمَهُ الْيَهُودُ السُّمَّ، وَسَحَرُوهُ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَلَمْ يَفْعَلْهُ، قَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- لِعَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: «لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ ‌قَوْمِكِ ‌مَا ‌لَقِيتُ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ)، ومَاتَتْ زَوْجُهُ خَدِيجَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- وَسِتَّةٌ مِنْ أَوْلَادِهِ فِي حَيَاتِهِ، تَوَالَتْ عَلَيْهِ الْمَصَائِبُ، وَتَتَابَعَتْ عَلَيْهِ الْمِحَنُ، وَرَبُّهُ يُوَاسِيهِ وَيُصَبِّرُهُ: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} (الأحقاف:35).
أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-: أَتْبَعُهُمْ لِسُنَّتِهِ وَهَدْيِهِ، وَأَلْزَمُهُمْ لِطَرِيقَتِهِ وَسَمْتِهِ، وَأَحْفَظُهُمْ لِأَخْلَاقِهِ وَسِيرَتِهِ، فَالسَّعِيدُ مَنْ لَزِمَ غَرْزَهُ، وَالتَّقِيُّ مَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُ؛ عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه -: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ ‌مِنِّي ‌مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا» (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.67 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]