قسوة قلوب اليهود - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122753 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77554 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48974 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61472 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42843 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-11-2023, 04:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي قسوة قلوب اليهود

قسوة قلوب اليهود

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
فمن عقوبات المعاصي والذنوب التي قد لا يفطَن إليها البعض، العقوبةُ بقسوة القلب؛ قال الإمام الغزالي رحمه الله: لا سبب لهذه الغفلة إلا قسوة القلب بكثرة المعاصي والذنوب، وقال العلامة العثيمين رحمه الله: كلما عصى الإنسان ربَّه قسا قلبه؛ لقوله: {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} [المائدة: 13].

والعقوبة بقسوة القلب من أعظم العقوبات؛ قال الشيخ إسحاق بن الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله تعالى: عقوبة القلب أشد من عقوبة البدن.

وقال العلامة العثيمين رحمه الله: الواقع أن عقوبات القلوب بالمرض والقسوة والإعراض عن الله وعن ذِكْرِهِ؛ هذه أكبر عقوبة.

وقال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: وأعظم ما يعاقب الله عز وجل به العبدَ بذنبه ومعصيته، أن يعاقبه بعقوبات قدرية قلبية، كأن يقسوَ قلبه.

والقلب إذا قسا لم ينتفع بموعظة أو تذكير؛ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} [المائدة: 13]، فلا يتعظون بموعظة لغِلَظِها وقساوتها.

والقلب إذا قسا انقلبت عليه الأمور والحقائق، نسأل الله السلامة والعافية؛ قال الشيخ إسحاق بن الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله تعالى: من العقوبات القدرية على القلوب: عدم الإحساس بالشر، وهي آلام وجودية تضرب القلب، تنقطع بها مواد حياته وصلاحه، وإذا انقطعت عنه حصل له أضدادها بلا شك... فلذلك يصير المعروف منكرًا، والمنكر معروفًا.

وقال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: ثم بعد القسوة ربما لا يرى الحقَّ حقًّا، ولا يرى الباطل باطلًا، وقد يزداد بعد ذلك، ويزيد الله في عقوبته، أو يزيد أثر المعصية على القلب بأنه يرى الحق باطلًا، ويرى الباطل حقًّا؛ هذا أعظم الانتكاس، وأعظم آثار الذنوب على القلوب، وهذا هو الواقع.

فليحذر المسلم من الذنوب التي تؤدي إلى قسوة القلوب، فإن لها آثارًا خطيرة وعظيمة على الإنسان.

لقد عاقب الله جل وعلا بني إسرائيل بقسوة القلب لما طغَوا وبغَوا وعصَوا؛ قال الله سبحانه وتعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة: 13].

وهذه العقوبة جعلت قلوبهم أشدَّ قسوة من الحجارة؛ قال الله جل وعلا: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74]؛ قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة: 74]؛ أي: جفَّت وغلظت وقست، وقال الإمام البغوي رحمه الله: أي: يبست وجفت، وجفاف القلب: خروج الرحمة واللين عنه... فهي في الغلظة والشدة {كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74]، وقال العلامة العثيمين رحمه الله: {أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74] أي: من الحجارة؛ لأن الحجارة أقسى شيء، حتى إنها أقسى من الحديد، إذ إن الحديد يلين عند النار، والحجارة تتفتت ولا تلين.

فلا يستغرب ما حدث من يهود في أزمان مضت، وما يحدث منهم في زماننا من مجازر ومذابح، فقلوبهم قاسية، قد نُزِعت منها الرحمة، نسأل الله السلامة والعافية، والقلب إذا قسا لم يرحم طيرًا في عُشِّه، ولا دابةً في جُحْرها، ولا آدميًا التجأ إلى مكان آمن، فتراه يقتل الأطفال والنساء والشيوخ العزَّل، ويُحْرِق ويُدمِّر.

إن مما يهوِّن على المسلمين ما أصابهم من مجازر ومذابح على أيدي اليهود أنهم يعلمون أن الله القوي العزيز الجبار غير غافل عن أعمالهم، وأنه سوف يجازيهم على ذلك؛ قال الله عز وجل: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74]؛ قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: يعني بقوله: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74]، وما الله بغافل... عما تعملون من أعمالكم الخبيثة، وأفعالكم الرديئة، ولكنه مُحْصِيها عليكم، فمجازيكم بها في الآخرة، أو معاقبكم بها في الدنيا، وقال الإمام القرطبي رحمه الله: {عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74]؛ أي: عن عملكم حتى لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا يحصيها عليكم، وقال الإمام الشوكاني رحمه الله: وفي قوله: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74] من التهديد وتشديد الوعيد ما لا يخفى، فإن الله عز وجل إذا كان عالمًا بما يعملونه، مُطَّلعًا عليه، غير غافل عنه، كان لمجازاتهم بالمرصاد، وقال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: توعدهم تعالى أشد الوعيد، فقال: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74]، بل هو عالم بها، حافظ لصغيرها وكبيرها، وسيجازيكم على ذلك أتمَّ الجزاء وأوفاه.

وختامًا فينبغي الحذر أشد الحذر من سماع ما يقولون من افتراءات وأكاذيب، فهم لا يعرفون إلا الكذب، فهو طبعهم وسجيتهم، فالحذر مما يقولون؛ قال الحافظ اين كثير رحمه الله: احذر أعداءك اليهود، أن يدلِّسوا عليك الحق... فلا تغترَّ بهم، فإنهم كَذَبَةٌ كفرة خونة.

اللهم اشفِ قلوب المؤمنين عاجلًا في يهودٍ.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-11-2023, 10:10 PM
سعيد رشيد سعيد رشيد غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 424
الدولة : Algeria
افتراضي رد: قسوة قلوب اليهود

بارك الله فيك وأحسن إليك
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.48 كيلو بايت... تم توفير 2.11 كيلو بايت...بمعدل (4.01%)]