{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 497 - عددالزوار : 22219 )           »          9 استخدامات لنشا الذرة غير الطبخ أبرزها إزالة البقع وتلميع الخشب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          4 خيارات صحية ولذيذة لإفطار الأطفال قبل اليوم الدراسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          6 حيل لإنقاص الوزن دون ممارسة الرياضة.. منها النوم الكافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          لو ابنك معتمد عليك فى كل حاجة.. 4 نصائح لتعزيز استقلاليته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          خطوات تطبيق البلاشر بطريقة صحيحة حسب نوع الوجه.. استمتعى بإطلالة أنثوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          8 علامات بتقولك أن الشخص ده جدير بثقتك قبل ما تكون علاقة صداقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          5 نصائح للتعامل مع طفلك الشقى من غير صراخ أو ضرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          7 خطوات للعناية بمنطقة تحت العين.. هتخلى بشرتكِ مشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          5 حاجات إياكِ تحطيها على سطح الحمّام عشان يفضل دايما منظم ونضيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-10-2023, 05:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,539
الدولة : Egypt
افتراضي {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}

خطبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

– {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}

الفرقان


جاءت خطبة الجمعية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لهذا الأسبوع 24 من المحرم 1445هـ الموافق 11 أغسطس 2023م، بعنوان: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)؛ حيث بينت الخطبة أنَّ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) هِيَ كَلِمَةُ الشَّهَادَةِ، وَمِفْتَاحُ دَارِ السَّعَادَةِ، قَامَتْ بِهَا الْأَرْضُ وَالسَّمَوَاتُ، وَخُلِقَتْ لِأَجْلِهَا الْـمَخْلُوقَاتُ، وَبِهَا أَرْسَلَ اللهُ رُسُلَهُ، وَأَنْزَلَ كُتُـبَهُ، وَأَحَلَّ الْـحَلَالَ وَحَرَّمَ الْـحَرَامَ؛ {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء:25).
ولأجل هذه الكلمة نُصِبَتِ الْـمَوَازِينُ، وَوُضِعَتِ الدَّوَاوِينُ، وَقَامَ سُوقُ الْـجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَبِهَا انْقَسَمَتِ الْـخَلِيقَةُ إِلَى مُؤْمِنِينَ وَكُفَّارٍ، وَأَبْرَارٍ وَفُجَّارٍ، وَبِهَا تَعَلَّقَ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ، وَعَنْ حُقُوقِهَا سَيَكُونُ السُّؤَالُ وَالْـحِسَابُ، وَلِأَجْلِهَا جُرِّدَتْ سُيُوفُ الْـجِهَادِ، وَهِيَ حَقُّ اللهِ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ؛ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ – رضي الله عنه - قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم - عَلَى حِمَارٍ، يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ، قَالَ: فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ). فمَنْ عَلِمَ مَعْنَاهَا وَعَمِلَ بِمُقْتَضَاهَا كُتِبَ لَهُ الْأَمْنُ وَهُوَ مِنَ الْـمُهْتَدِينَ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهَا فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَـةً ضَنْكاً وَكَانَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْـخَاسِـرِينَ.
مَعْنَى (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)
وَمَعْنَى (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ): لَا مَعْبُودَ بحَق إلَّا اللهُ، وَقَدْ جَانَبَ الصَّوَابَ مَنْ قَالَ: إِنَّ مَعْنَاهَا لَا خَالِقَ وَلَا مُبْدِعَ إِلَّا اللهُ؛ فَهِيَ تَنْفِي الْإِلَهِيَّةَ عَنْ غَيْرِ اللهِ مِنْ بَشَرٍ أَوْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَتُثْبِتُهَا لِلَّهِ وَحْدَهُ، فَمَنْ لَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ رُكْنَيْهَا وَهُمَا: نَفْيُ الْأُلُوهِيَّةِ عَنْ غَيْرِ اللهِ، وَإِثْبَاتُهَا لِلَّهِ؛ فَلَيْسَ بِمُوَحِّدٍ.
إِنَّهَا الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى
إِنَّهَا الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى الَّتِي قَالَ اللهُ -سُبْحَانَهُ عَنْهَا-: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا} (البقرة:256)، كَمَا قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالضَّحَّاكُ -رَحِمَهُمَا اللهُ- فَقَدْ جَمَعَتِ الْآيَةُ بَيْنَ وُجُوبِ الْكُفْرِ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ وَبَيْنَ الْإِيمَانِ بِاللهِ.
هِيَ الْقَوْلُ الثَّابِتُ
وَهِيَ الْقَوْلُ الثَّابِتُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللهُ -تَعَالَى- فِي قَوْلِهِ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (إبراهيم:27).
هِيَ أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى الْأَنَامِ
وَهِيَ أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى الْأَنَامِ، وَأَوَّلُ مَا دَعَتْ إِلَيْهِ الرُّسُلُ -عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فَقَالُوا جَمِيعُهُمْ: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (الأعراف: 65). وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُعَاذًا إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُــمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللهَ -تَعَالَى» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).
هِيَ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ
وَهِيَ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ الَّتِي ضَرَبَهَا اللهُ مَثَلًا فَقَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} (إبراهيم:24).
هِيَ أَفْضَلُ الذِّكْرِ
وَكَلِمَةُ التَّوْحِيدِ هِيَ أَفْضَلُ الذِّكْرِ وَخَيْرُ مَا قَالَ النَّبِيُّونَ -عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-؛ فَفِي الْـحَدِيثِ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَـرِيكَ لَهُ، لَهُ الْـُملْكُ وَلَهُ الْـحَمْدُ وَهْـوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (رَوَاهُ التِّرْمِــذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ).
لَا يَثْقُلُ مَعَهَـا شَيْءٌ فِي الْـمِيزَانِ
وَلَا يَثْقُلُ مَعَهَـا شَيْءٌ فِي الْـمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَــةِ؛ فَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يُصَاحُ بِرَجُـلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْـخَلَائِقِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئاً؟ فَيَقُولُ: لَا يَارَبِّ! فَيَقُولُ: أَظَلَمَتْكَ كَتَـبَـتِي الْـحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا. ثُمَّ يَقُولُ: أَلَكَ عُذْرٌ؟ أَلَكَ حَسَنَةٌ؟ فَيُهَابُ الرَّجُلُ (أَيْ: يُوقَعُ فِي هَيْبَةٍ)، فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُـولُهُ. قَالَ: فَيَقُولُ: يَارَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟! فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ» (رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَاللَّفْظُ لَهُ).
كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ
وَكَلِمَةُ التَّوْحِيدِ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ، وَأَسَاسُ الْـمِلَّةِ وَالدِّينِ، فَمَنْ قَالَهَا بِإِخْلَاصٍ وَيَقِينٍ وَعَمِلَ بِهَا: لَمْ يُوَازِهَا أَصْلٌ، وَلَمْ يُدَانِ فَضْلَهَا فَضْلٌ؛ فَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إنَّ نَبِيَّ اللهِ نُوحاً - صلى الله عليه وسلم - لَمَّـا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ إِنِّـي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ: آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؛ فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعَتْ في كِفَّةٍ وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ في كِفَّةٍ: رَجَحَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً (أَيْ مُغْلَقَةً) قَصَمَتْهُنَّ (أَيْ كَسَرَتْهُنَّ) لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ؛ فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ. وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ» (أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ أَحْمَدُ شَاكِرٍ).
هِيَ الْعَاصِمَةُ لِدِمَاءِ النَّاسِ وَأَمْوَالِهِمْ
وَهِيَ الْعَاصِمَةُ لِدِمَاءِ النَّاسِ وَأَمْوَالِهِمْ؛ فَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقيِمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ). وَلِلَّهِ دَرُّ كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ! فَكَمْ أَخْرَجَتْ أَقْوَاماً مِنْ ظُلُمَاتِ الشِّرْكِ وَالْوَثَنِيَّةِ إِلَى أَنْوَارِ التَّوْحِيدِ وَالْعُبُودِيَّةِ!، وَكَمْ أَحْسَنَتْ خَوَاتِيمَ أَقْوَامٍ مَاتُوا عَلَيْهَا بِالسَّعَادَةِ الْأَبَدِيَّةِ! عَنْ مُعَاذٍ – رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنَ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْـجَنَّةَ» (رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ) .
كَلِمَة التَّوْحِيدِ سَبِيلٌ إِلَى الْجِنَانِ
لَقَدْ جَعَلَ اللهُ -تَعَالَى- كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ سَبِيلًا إِلَى الْجِنَانِ، وَسَبَبًا مُخَلِّصًا مِنَ النِّيرَانِ، وَلَنْ يَسْتَقِيمَ حَالُ عَبْدٍ إِلَّا إِذَا نَطَقَ بِهَا عَالِماً مَعْنَاهَا؛ عَامِلًا بِمُقْتَضَاهَا؛ وَقَدْ قِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: «أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مِفْتَاحاً لِلْجَنَّةِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ مَا مِنْ مِفْتَاحٍ إِلَّا وَلَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فَتَحَ لَكَ، وَإِلَّا لَمْ يَفْتَحْ لَكَ».
شُرُوط لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ
وَلِكَيْ تَكُونَ هَذِهِ الْكَلِمَةُ مِفْتَاحًا لِلْجِنَانِ، فَلَابُدَّ مِنْ مُرَاعَاةِ شُرُوطِهَا الَّتِي هِيَ بِمَنْـزِلَةِ أَسْنَانِ الْمِفْتَاحِ، وَأَوَّلُ هَذِهِ الشُّرُوطِ:
الْعِلْمُ بِمَعْنَاهَا
أَيْ لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مَا عَدَاهُ مِنَ الْآلِهَةِ وَإِنْ عُبِدَتْ فَهِيَ بَاطِلَةٌ وَعِبَادَتُهَا بَاطِلَةٌ، قَالَ -تَعَالَى-: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد:19)، وَعَنْ عُثْمَانَ – رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُـولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
الْيَقِينُ الْمُنَافِي لِلشَّكِّ
وَمِنْهَا: الْيَقِينُ الْمُنَافِي لِلشَّكِّ؛ إِذْ لَا بُدَّ مِنَ الْيَقِينِ الْجَازِمِ، فَلَا تَنْفَعُ مَعَ الشَّكِّ وَالظَّنِّ وَالتَّرَدُّدِ؛ قَالَ -تَعَالَى-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} (الحجرات:15).
الْقَبُولُ لِمَا اقْتَضَتْهُ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ
وَمِنْ شُرُوطِهَا: الْقَبُولُ لِمَا اقْتَضَتْهُ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، فَمَنْ رَدَّهَا وَلَمْ يَقْبَلْهَا كَانَ كَافِرًا.
الِانْقِيَادُ التَّامُّ لِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنَ التَّوْحِيدِ
وَمِنْهَا: الِانْقِيَادُ التَّامُّ لِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنَ التَّوْحِيدِ؛ قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (النساء:65).
الصِّدْقُ المُنَافِي لِلْكَذِبِ
وَمِنْهَا كَذَلِكَ: الصِّدْقُ فِي كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ صِدْقًا مُنَافِياً لِلْكَذِبِ وَالنِّفَاقِ؛ لِأَنَّ الْمُنَافِقِينَ يَقُولُونَهَا، وَلَكِنْ لَمْ يُطَابِقْ هَذَا الْقَوْلُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ؛ كَمَا قَالَ اللهُ عَنْهُمْ: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} (الفتح:11). وَعَنْ مُعَاذٍ – رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقاً مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).
الْـمَحَبَّةُ
وَمِنْهَا أَيْضًا: الْـمَحَبَّةُ، فَعَلَى الْعَبْدِ أَنْ يُحِبَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ وَيُحِبَّ الْعَمَلَ بِمَا تَقْتَضِيهِ، وَيُحِبَّ أَهْلَهَا وَيُوَالِيَهُمْ، وَيُعَادِيَ مَنْ يُعادِيهَا أَوْ يُعَادِيهِمْ.
الْإِخْلَاصُ
وَخَاتِمَةُ هَذِهِ الشُّرُوطِ: الْإِخْلَاصُ، وَمَعْنَاهُ: صِدْقُ التَّوَجُّهِ إِلَى اللهِ -تَعَالَى- بِالتَّوْحِيدِ، وَتَخِلْيصُهُ مِنْ كُلِّ شِرْكٍ وتَنْدِيـدٍ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (البينة:5). فَمَا أَعْظَمَ كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ! وَمَا أَجَلَّ قَدْرَهَا! وَأَعْظَمَ أَثَرَهَا وَنَفْعَهَا!. فَمَنْ أَرَادَ الْفَوْزَ وَالنَّجَاةَ فَلْيَعْمَلْ بِهَا وَلْيُخْلِصْ فِيهَا، وَلْيَحْفَظْهَا مِنَ الْمَعَاصِي وَالشِّرْكِيَّاتِ، وَيُجَنِّبْهَا الْبِدَعَ وَالْخُرَافَاتِ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.54 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]