تذكير المحتفلين بالمولد أن خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التراجم: نماذج من المستشرقين المنصِّرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 9327 )           »          الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 53 - عددالزوار : 24164 )           »          الاستشراق والمعتزلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تفيئة الاستشراق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الثقة بالاستشراق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من أعظم موارد الإيمان: متابعة الأذان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          معركة الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          صنع الله الذي أتقن كلّ شيء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الإبراد بصلاة الظهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ماذا بعد الحق ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-09-2023, 04:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,293
الدولة : Egypt
افتراضي تذكير المحتفلين بالمولد أن خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-

تذكير المحتفلين بالمولد أن خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- (1)



كتبه/ عبد الرحمن راضي العماري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فما زال الخلاف تنظيرًا وتطبيقًا بين دعاة السنة ودعاة البدع أي الفريقين سيغير الناس، ويكسبهم في صفه، ويرغبهم في مذهبه، وما زلنا نرى أثر تغير كثير من الناس على أحوالنا، فقد صرنا إلى ضعف وهوان وبلاء وفرقة، وفتن وضيق في المعاش بعد أن غيرنا النهج الذي وضعه لنا الوحي لنسعد ونرشد، واستبدلنا طريق النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته بطرق أخرى معوجة، دعا لها أئمة ضلال ورؤوسٌ جهال.
وما زال في المسلمين دعاة هدى على الحق ظاهرين حريصون على أن يتغير المسلمون إلى الحال الأكمل الذي يتحقق به اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- اتباعًا حقيقيًّا؛ فيحبهم الله ويحبونه، ويغير ما بهم، ويبدل ضعفهم قوة، وخوفهم أمنًا، وتأخرهم تقدمًا، وضيقهم سعة؛ وفي ذات الوقت حين يدلس أهل البدع ويلبسون الحق بالباطل ويزينون للناس المحدثات ويصورنها من جملة القربات وأن لها أصولًا شرعية تعتمد عليها أو أنه يكفي لسلامتها وقبولها سلامة قلوب من يقوم بها وحسن نيته، ومِن هذه البدع التي يكثر حولها الكلام في هذه الأيام بدعة الاحتفال بمولد النبي سيد الأنام -عليه الصلاة والسلام-.
ومِن أكبر ما يستند إليه المحتفلون بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- ادعاء أن ذلك صورة من صور الحب، وأن الباعث عليه الإجلال والتعظيم لمقام النبي الكريم، ولا يلام المحب إذا احتفى بحبيبه وأظهر ذلك الحب بأية طريقة، ولبيان بطلان ما استندوا إليه والعدل في الحكم عليه لا بد من الرجوع إلى كتاب الله -عز وجل-، وهو الفرقان المبين والكتاب المنير، خير ما نزن به الأقوال والأفعال، ونتحاكم إليه عند النزاع.
وإننا حين نفعل ذلك يظهر لنا بطلان هذا الادعاء، وأبين الآيات في ذلك قوله -تعالى:- (قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ويَغْفِرْ لَكم ذُنُوبَكم واللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران: 31).
"فقد جعل -سبحانه- متابعة رسوله سببًا لمحبتهم سبحانه لهم، وكون العبد محبوبًا لله أعلى من كونه محبًّا لله، فليس الشأن أن تحبَ الله، ولكن الشأن أن يحبك الله، فالطاعة للمحبوب عُنوان محبته كما قيل:
تعصي الإله وأنت تزعم حبه هـذا محـال في الـقياس بديع
لو كان حبـك صادقـًا لأطعـته إن المحب لمن يحب مـطيـع
وإذا كانت المحبة له هي حقيقة عبوديته وسرها، فهي إنما تتحقق باتباع أمره، واجتناب نهيه، فعند اتباع الأمر واجتناب النهي تتبيَّن حقيقة العبودية والمحبة، ولهذا جعل -تعالى- اتباع رسوله عَلَمًا عليها، وشاهدًا لمَن ادَّعاها، فقال -تعالى-: (قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) (آل عمران: ??). قال الحسن: قال قوم على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنا نحب ربنا؛ فأنزل الله -تعالى- هذه الآية: (قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ).
يعني أن متابعة الرسول هي موافقة حبيبكم، فإنه المبلغ عنه ما يحبه وما يكرهه، وهي قوله فمتابعته موافقة لله في فعل ما يحب وترك ما يكره" (انتهى من كلام لابن القيم بتصرفٍ).
فتبيَّن من صريح القرآن أن الاتباع للرسول فيما فعل وترك من العبادات عنوان المحبة ودليلها، وأن المواظبة على فعل ما نهى عنه -البدع- ليس من الحب في شيء، بل هو إلى البغض أقرب، وهذا يقال فيمن علم ذلك فكابر؛ وإلا فالكثير ممَّن يحتفلون يجهلون ذلك، وصدق نيتهم وجهلهم بحقيقة الاتباع وسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهديه يشفع لهم في الإعذار وعدم المؤاخذة لا في قبول تعبدهم بالاحتفال، فالتعبد بما لم يشرع مردود كما ورد في الكتاب والسنة، وقد يؤجر على جنس المحبة والتعظيم ويغفر له خطؤه كما بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم حين قال: "وكذلك ما يحدثه بعض الناس؛ إما مضاهاةً للنصارى في ميلاد عيسى -عليه السلام-، وإما محبة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وتعظيمًا، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع -من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا، مع اختلاف الناس في مولده-، فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيرًا. ولو كان هذا خيرًا محضًا، أو راجحًا؛ لكان السلف -رضي الله عنهم- أحق به منا؛ فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتعظيمًا له منا، وهم على الخير أحرص".
وللحديث بقية -إن شاء الله-.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-10-2023, 10:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,293
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تذكير المحتفلين بالمولد أن خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-

تذكير المحتفلين بالمولد أن خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- (2)




كتبه/ عبد الرحمن راضي العماري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فبعض مَن يشرِّع للناس الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- يحتج بأن: (طرق الخير لا تنحصر فيما ورد في الشرع، وصور المحبة تتنوع وتتجدد)، وهذا حق يراد به باطل، ولافتة تمرر بها البدع، وتزيح السنن، وما أبلغ قول ابن مسعود -رضي الله عنه- لما قيل له: "إن أناسًا اخترعوا طريقة في ذكر الله (على منطق أنه خير، والخير لا تنحصر صوره، وأنه محبة لله وحب الله لا يقتصر على ما ورد في الشرع)، فقال لهم: والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد، أو مفتتحوا باب ضلالة؟! قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن، ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه!".
ومن جملة التلبيس على الناس: استدعاء أعمال استجدت، وأقرها السلف الصالح والمسلمون من بعدهم والاستدلال بها على جواز الاحتفال بالمولد، وغيره من المحدثات، وهي في حقيقة الأمر تدخل تحت باب المصالح المرسلة، ومن ذلك: جمع القرآن في مصحف واحد، وتدوين الدواوين، وتصنيف العلوم الشرعية، والحق أن ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- لها كان لمانع، أو لعدم وجود المقتضي، ففعله الناس بعد ذلك، لعدم المانع أو لوجود المقتضي، وأنه لم يتم الواجب وتتحقق مصلحة المسلمين العامة إلا به لنازلة نزلت بالمسلمين.
وأن ما توفر الداعي وانتفى المانع لفعله تعبدًا، ومع ذلك تركه النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يُتصوَّر أن يكون مشروعًا بعده -صلى الله عليه وسلم-؛ فمَن استبصر بهذه المعاني تبيَّن له زيف دعاوى مشروعية كثير من البدع: كالاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، والذكر الجماعي والاحتفال بأول جمعة من شهر رجب، والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وبدع القبور والأضرحة.
ثم إنه لم يثبت عن الخلفاء الراشدين، ولا عن الصحابة والتابعين، ولا عن أئمة المذاهب المتبوعين، مثل: الإمام أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة، وأصحابهم، تعظيم مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا التجمع في يومه، ولا تخصيص يوم مولده -صلى الله عليه وسلم- بقراءة شمائله وسيرته، وقصائد مدحه؛ فضلًا عن الغلو والإطراء والرقص، ونحو ذلك من المنكرات التي قد تبلغ حد الشركيات، ولا التلميح أن مَن لم يحتفل بهذا اليوم غير معظم له أو ضعيف المحبة! بل قيل: إن أول مَن أحدث بدعة المولد هم الفاطميون في أهل مصر، لما رأوا النصارى يعظمون مولد المسيح، ويجعلونه عيدًا يعطلون فيه الأعمال والمتاجر، أرادوا أن يضاهوا فعلهم؛ فعظموا مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقابلوا بدعة ببدعة، تقليدًا ومضاهاة وتشبهًا بهم.
ورغم ذلك فإن من احتفل بهذا اليوم بحسن نية وسلامة مقصد؛ فهذا يُرفق به ويُوضح له ويعرف أن ذلك لم يكن من هديه -صلى الله عليه وسلم- ولا صحابته، ولم يرد عنه إلا أنه كان يصوم الاثنين لا تخصيص يوم مولده كل عام بخصائص وقربات؛ فهذا أقصى ما بلغنا في الشرع عن مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه صامه أسبوعيا، فمولده الشريف في ذلك اليوم كان سببًا من أسباب متعددة لصيام ذلك اليوم، وصوم النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم مولده أسبوعيا حجة على مَن اتخذ يوم المولد السنوي عيدًا؛ فإنه لم يزد على الصوم فيه، وعدل عن المناسبة السنوية إلى الأسبوعية.
ثم إن الأعياد القائمة على التعظيم أو الفرح والمحبة كانت معروفة في الناس قبل مبعثه -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك في حياته، ومع ذلك لم يتخذ من يوم مولده عيدًا؛ فهل غاب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الطريقة للاحتفاء بمولده؟! وغاب عن صحابته وأئمة المسلمين ثم اكتشفه مَن ابتدعه ودل الناس عليه وعلم ما لم يعلمه الله ورسوله والسابقون الأولون؟! حاش وكلا! أليس الواجب علينا أن نكتفي بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته لا نزيد ولا ننقص؟!
وكذا نؤكد أنه مما لا يختلف عليه المسلمون: أنه لا يتمّ دينُ المرءِ إلا بإجلال النبي -صلى الله عليه وسلم-، والانقيادِ له وحبِّه، وإنما الخلاف في بعض المظاهر التي يزعم فاعلها أنها من باب تعظيم الحبيب -صلى الله عليه وسلم- وحبه، وأنها واجبة على الأمة .
وسنظل نذكِّر أنفسنا والناس -ولا سيما عند ظهور البدع-: بأن العبادات في دِينَ الإسلام تقوم على أصلين عظيمين: الأول: أن يكونَ العملُ خالِصًا لله -تعالى-. والثاني: موافقة الشرع بمتابعة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالهدى كل الهدى في اتباع سنته -صلى الله عليه وسلم-، والتشبه بصحابته أعظم الناس حبًّا وإجلالًا واتباعًا له -عليه الصلاة والسلام-.
والحمد لله رب العالمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.26 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.65%)]