{ إياك نعبد وإياك نستعين } - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118572 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40143 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366852 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-09-2023, 07:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي { إياك نعبد وإياك نستعين }

{ إياك نعبد وإياك نستعين }
ميسون سامي أحمد

﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]


ما المقصود بـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ؟


العبادة: هي الطاعة والخضوع والتذلل، ومنه طريق مُعبَّد إذا كان مذللًا للسالكين، وسُمِّي العبد عبدًا لذلتهِ وانقيادهِ.


وفي الشرع: العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبُّه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة؛ مثل الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وإكرام اليتيم، والوفاء بالعهود، وغير ذلك من الأعمال الجيدة، والعبادة تتضمن المحبة والرجاء والخوف والانقياد، أما الاستعانة فهي: طلب العون والتوفيق والتأييد والسداد.


وقوله تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ؛ أي: لك يالله نذلُّ ونخشعُ، ونُطيعُ ونوحدُ، ونحن نُقر ونعترف يالله بأنك أنت الإله، وأنت الرب، لا إله ولا رب غيرك، فنحن نوحدك خاضعين لك، مطيعين لك، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، نخصك وحدك بالعبادة، وفي هذا دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة؛ كالدعاء والاستغاثة والذبح والطواف إلا لله وحده، وفي هذه الآية شفاء للقلوب من داء التعلق بغير الله، ونطق الإنسان المكلف به إقرار بالربوبية، وتحقيق لعبادة الله تعالى؛ إذ سائر الناس يعبدون سواه من أصنام وغير ذلك؛ (التفسير الميسر).


ودين الإسلام مبني على أصلين: الأصل الأول: أن نعبد الله وحده لا شريك له، والأصل الثاني: أن نعبده بما شرع من الدين، وهو ما أمرت به الرسل.


﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ نطلب منك يالله العون على عبادتك وعلى جميع أمورنا، وتسهيل ما يشق ويعسر علينا، وكلنا ثقة بك في تحقيق ما ينفعنا ودفع ما يضرنا، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه، قال: ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ إياك نستعين على طاعتك وعلى أمورنا كلها؛ (الطبري).


لا أحد سواك يعيننا ومن يكفر بك يستعين في أموره بمعبوده الذي يعبده من الأوثان وغير ذلك، أما نحن فنتوجَّه إليك لتعييننا على عبادتك؛ لأنك أنت وحدك المستحق للعبادة، وأنت القدير على كل شيء، وأنت العليم ببواطن الأمور وظواهرها، لا يخفى عليك شيء.


أوجه القراءة في ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ:
قرأ الجمهور من القُرَّاء: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ بتشديد الياء من "إيَّاك" في الموضعين، وقرأ عمرو بن فايد بتخفيفها مع الكسر؛ وذلك أنه كره تضعيف الياء لثقلها وكون الكسرة قبلها، وهي قراءة شاذة مردودة.


وإيا: ضوء الشمس، ويقال: الإياة للشمس كالهالة للقمر، وهي الدارة حولها، فإن المعنى يصير: شمسك نعبد أو ضوءك؛ وإياة الشمس (بكسر الهمزة) ضوءها.


وقرأ بعضهم: "أَيَّاك" بفتح الهمزة وتشديد الياء، وقرأ بعضهم "هياك" بالهاء بدل الهمزة في الموضعين، وهي لغة.


أما "نَستعين" بفتح النون أول الكلمة في قراءة الجميع، سوى يحيى بن وثاب والأعمش فإنهما كسراها، وهي لغة بني أسد وربيعة وبني تميم وقيس.


إعراب ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ:
«إِيَّاكَ» ضمير نصب منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم، و«نَعْبُدُ» فعل مضارع، «وَإِيَّاكَ» سبق إعرابها.


«نَسْتَعِينُ» فعل مضارع أصله نستعْوِن استثقلوا الكسرة على الواو ونقلوها إلى العين فانقلبت الواو ياء؛ لانكسار ما قبلها.


ولفظ "إيا" ضمير منفصل و"الكاف" الملحقة به للخطاب، وكلمة "إيا" ضمير خصت بالإضافة إلى المضمر، ويستعمل مقدمًا على الفعل؛ فيُقال: إياك أعني، وإياك أسأل، ولا يستعمل مؤخرًا إلا منفصلًا، فيقال: ما عنيت إلا إيَّاك.


وكرَّر "إياك"؛ لئلا يتوهَّم إياك نعبد ونستعين غيرك. فقدم المفعول "إياك" وكرَّر للاهتمام والحصر، ومن شأن العرب تقديم الأهم؛ أي: لا نعبد إلا إيَّاك ولا نتوكَّل إلا عليك، ووجه تكراره أيضًا؛ لئلا يتقدَّم ذكر العبد والعبادة على المعبود؛ فلا يجوز "نعبدك ونستعينك"، ولا: "نعبد إياك ونستعين إياك"، وقَدَّم سبحانه المعبود على العبادة، فقال: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ؛ لإفادة قصر العبادة عليه، وهو ما يقتضيه التوحيد الخالص، فنحن نخصُّك وحدك بالعبادة والاستعانة؛ لأن تقديم المعمول يفيد الحصر وهو إثبات الحكم له ونفيه عمَّا عداه.


وقال: ﴿ نَعْبُدُ بنون الجماعة ولم يقل: "أعبد"؛ ليدل على أن العبادة أحسن ما تكون في جماعة المؤمنين.


وقد يسأل سائل: لماذا قَدَّم الله سبحانه وتعالى ذكر العبادة على الاستعانة، والاستعانة تكون قبل العبادة؟


يقول العلماء في ذلك: قَدَّم الله هنا ما يتعلَّق بالعبادة ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، ثم قال: ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ مع أن الاستعانة هي الوسيلة التي تتحقق بها العبادة، وكيف يحقق العبادة إلا إذا كان مستعينًا بالله؟ فمن لم يُعِنْه ربُّه -تبارك وتعالى- كيف يستطيع أن يأتي بشيء، ولكن الله هنا قَدَّم العبادة ولم يقدم الوسيلة؛ وذلك لأن العبادة غاية فهي أشرف، فالعبادة هي الغاية التي خُلقت لها المخلوقات، يقول تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56]، وأول أمر في القرآن هو ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 21]، أما الاستعانة فهي وسيلة لتحقيق العبودية؛ لذلك لا يصح أن تقدم الوسيلة على الغاية هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن العبادة هي حق الرب، أما الاستعانة فهي حق العبد؛ لذلك فمن الأكمل تقديم حق الرب على حق العبد. ويُقال: الاستعانة نوع تعبُّد فكأنه ذكر جملة العبادة أولًا ثم ذكر ما هو من تفاصيلها، والعبد يحتاج في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى؛ فإنه إن لم يُعِنْه الله لم يحصل له ما يريد، وأيضًا لأن العبادة لا تكون إلا مِن مُخْلِص، والاستعانة تكون من مخلص ومن غير مخلص.


ولم يذكر المستعان عليه من الأعمال؛ ليشمل الطلب كل ما تتجه إليه نفس الإنسان من الأعمال الصالحة.


والعبادة والاستعانة متلازمتان: فلا تتحقق أحدهما دون الأخرى، فالعبادة لا تتحقق بدون الاستعانة بالله وعونه للعبد، ولا يحصل العون من الله بدون عبادته وطلب العون منه.


وبالعبادة والاستعانة معًا يتحقق الإيمان؛ فالعبادة الخالصة لله براءة من الشرك، وبالاستعانة بالله دون سواه براءة من الحَول والقوة، وتمام التفويض إلى الله عز وجل، فنحن نعلن لك عجزنا وضعفنا وبراءتنا من حَولِنا وقوتنا، وحول كل مخلوق وقوته، فلا حول ولا قوة إلا بالله.


إضافة إلى أنه قُدمت العبادة على الاستعانة مراعاة لفواصل الآي؛ فالسورة مبنية على الحرف الساكن المتماثل أو القريب في مخرج اللسان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.08 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]