|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهل زوجتي يغتصبون أملاك والدي الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: رجل يشكو أهل زوجته الذين أخذوا أراضيَ وعقاراتٍ لوالده عَنوة، وعندما توجه للمحكمة، أخذوا زوجته، وهدَّدوه بأنه إذا لم يُسلم لهم المستندات التي تُثبت تملُّكَ والده هذه الأملاكَ، فسوف يرفعون عليه دعوى خُلع، ولن يرى زوجته ثانية، ويسأل: ما الرأي؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله. وقعت خلافاتٌ بيني وبين والد زوجتي وأولاده على أراضٍ وعقارات تخص والدي بموجب مستندات وأحكام، وهم غاصبون لها، ويرفضون رفع أيديهم عنها، وقد حاولت كثيرًا حلَّ هذا الخلاف بالصلح، ولكن بلا جدوى، فهم يرفضون تمكيني أنا وإخوتي من حقوق والدي المغتصبة تحت أيديهم، وعندما قمت بالضغط عليهم بواسطة المحكمة لإجبارهم بالقانون، قام والد زوجتي بتهديد زوجتي بأنها إذا لم تحضُرْ إليهم، فسيأتون ويأخذونها بالقوة، ولأنها تخشى وقوع المشاكل؛ فقد ذهبت إلى والدها، وحينئذٍ حلفوا بالأيمان المغلظة أنها لن تعود للعيش معي نهائيًّا، وعندما وسَّطتُ العقلاء والوجهاء بيني وبينهم لإقناعهم وإعادة زوجتي، رفضوا عودتها إلا أن أسلِّمَهم مستندات الأراضي التي تخص والدي، ومستند إقرار واعتراف منهم بملك والدي لبعض الأراضي المغتصبة من قِبلهم، وإلا فسوف يرفعون عليَّ دعوى فسخ أو خلع بالمحكمة، وزوجتي مغلوبة على أمرها وتحت والدها وإخوتها، وهي تحبني ولا تريد مفارقتي أنا وبناتي، ولكنها في الوقت ذاته ترفض بشدة أن أُطالبَ بها عن طريق المحكمة، وهددتني برفضها لي إن أنا طالبت بها عن طريق المحكمة، فأيَّ طريقٍ تنصحونني أن أسلُكَ؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فملخص مشكلتك هو: 1- والد زوجتك وأولاده اغتصبوا عقارات لوالدك رحمه الله. 2- أقمت عليهم دعوى في المحكمة، وبعدها أخذوا زوجتك، ورفضوا إعادتها لك إلا بشرط التنازل عن بعض عقارات الوالد. 3- زوجتك تريدك ولكنها رفضت أن تعيدها عن طريق المحكمة، ويبدو أن ذلك بضغطٍ من أهلها. وتسأل عن الحل: فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: لا يجوز لهم أبدًا اغتصابُ عقارات والدك، وهو من الظلم العظيم الذي يأثمون به، فلا بدَّ من عقلاء يناصحونهم في ذلك، ويذكرون بأن الظلم من أقبح الكبائر والذنوب، وعاقبته وخيمة؛ يقول الله سبحانه في كتابه العظيم: ﴿ وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 19]، ويقول سبحانه: ﴿ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [الشورى: 8]، فالظلم مُنكَرٌ عظيم وعاقبته وخيمة، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الظلم؛ فإن الظلمَ ظلماتٌ يوم القيامة))، ويقول الله عز وجل في الحديث القدسي الذي رواه عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا)). ثانيًا: إرث المتوفى حق للورثة الشرعيين جميعًا، فلا يجوز لك التصرف فيه بتنازل ولا غيره من التصرفات، إلا بموافقتهم جميعًا من غير إكراه من أي إنسان. ثالثًا: أخذُهم زوجتَك عندهم ومنعك منها، ومساومتك على إعادتها مُنكرٌ وظلمٌ عظيم لك ولزوجتك ولبناتك، فلا بد من تذكيرهم بذلك، وتخويفهم بالله سبحانه، ويُخشى عليهم من عاقبة هذا الظلم في الدنيا قبل الآخرة. رابعًا: تهديد زوجتك لك برفض العودة لك إن طلبتها عن طريق المحكمة ليس عن قناعة منها، بل بسبب ضغوط أهلها وتهديدهم لها، فابذل الأسباب الشرعية للإصلاح وإعادة زوجتك لك، فإن استمروا على رفضهم، فلك كامل الحق في تقديم شكوى بالمحكمة. خامسًا: تُذكَّر زوجتك بأنه لا يجوز لها رفض العودة لك من أجل مداراة خواطر أهلها، وتذكر بأن حقك عليها أعظم من حقوق والديها الشرعية، فكيف تُطيعهم في ظلم واضح لك؟ وتُذكر بالأدلة الآتية: عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أي الناسِ أعظمُ حَقًّا على المرأة؟ قال: زَوجُها، قلتُ: فأي الناسِ أعظمُ حَقًّا على الرَّجُل؟ قال: أمُّه))؛ [حَسَّنَه البُوصِيريُّ]. وقال صاحب (الإنصاف): "لا يَلزَمُها طاعةُ أبوَيها في فِراق زوجِها، ولا زيارةٍ ونحوِها، بل طاعةُ زوجِها أَحَقُّ"، وقال صاحب (شرح منتهى الإرادات): "قال أحمد في امرأة لها زوجٌ وأمٌّ مريضة: طاعةُ زوجِها أَوجَبُ عليها مِن أمِّها، إلا أن يَأذَنَ لها". سادسًا: لا تنسَ المحافظة على أسباب شرعية مهمة جدًّا جدًّا يُدفع بها الظلم ويُخفف أثره؛ وهي: الدعاء. الاستغفار. الاسترجاع. الصدقة. فرَّج الله كربتك، وهدى الله والد زوجتك، وأولاده، وأعاذهم من الظلم. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |