|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أمي تبالغ في القلق علي أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: فتاة تشكو قلق أمها الزائد عليها، الذي جعل فيها اضطرابات نفسية من عدم الثقة بالنفس وغير ذلك، وقد ضاقت ذرعًا بالأمر، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله. أنا فتاة في مقتبل العمر، مشكلتي قلقُ أمي المبالغ فيه عليَّ، فهي تقلق عليَّ من جميع الأشياء، فعندما كنت صغيرة، لم تكن تتركني وحدي، ويجب أن أذهب معها لأي مكان، وإذا أردت الذهاب عند صديقتي، فيجب على الأقل أن يكون معي بنتان، وعندما كبرت، لا أستطيع السفر وحدي لبلدة أخرى كي أتعلم، بل يجب أن تذهب معي بسيارتها، وحين أعمل، يجب عليَّ أن أدخر المال لتعليمي الجامعي، وغير ذلك من الأشياء، الأمر يخنقني، حاولت تفهم قلقها بسبب ما مرت به من ظروف خلال حياتها، ولكنَّ الأمر متعب بشدة، بشكل أو بآخر هي تنقل لي رسالةً بأنني لست قادرة على تدبر أموري الآن، وأنني ما زلت صغيرة، ويجب عليها حمايتي، ما أثَّر على نمو شخصيتي كثيرًا؛ فأنا أفتقد للثقة، ومترددة، وأخاف الفشل والنقد كثيرًا؛ أي: لدي الكثير من الصفات السلبية التي نَمَتْ معي، وأحاول تغييرها، فكيف أستطيع التعامل مع قلقها، وألَّا أجعله يؤثر عليَّ؟ فقد تحدثت مع أمي كثيرًا، وتحدث معها الكثيرون عن الأمر، وكم أن قلقها يؤذيني! ولكن دون جدوى، سؤالي: كيف أستطيع ألَّا أتأثر في كل مرة وأغضب بسبب هذا القلق الزائد؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين؛ سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد: فمن الواضح أن الوالدة حفظها الله تعاني من بعض الاضطرابات النفسية، وهذا يجعلها تبالغ في الحذر والخوف عليكِ بشكل شبه مرضي، وقد تدخلت أختكِ ولكن دون جدوى، قبل أن أسترسل معكِ في الحديث، فأنصحكِ بأن تندبي خالكِ للتدخل في إقناعها بأن تكون معكِ طبيعية قدر المستطاع، وأن يدخل لها من جانب الدين والإيمان بالقضاء والقدر، وأن ما كان لكِ، لن يخطئكِ من خير ومن شر، وأن الموت والبلاء يدرك الناس ولو كانوا في بروج مشيدة، أفضل مدخل لها إخوتها الذكور أو صديقاتها؛ لأنها في هذا العمر قلما تقتنع برأي بُنيَّاتها. وأنتِ أيضًا لا تطلبين منها شيئًا خارجًا عن عرف المكان الذي تعيشون فيه. نأتي لكِ أنتِ بنيتي الغالية: سأطرح عليكِ أمرًا، وأجيبي عنه قبل أن تكملي القراءة: هناك فتاة في مثل سنِّكِ، أمها مريضة بمرض في ساقها يمنعها من صعود الدرج للحفاظ على سلامة ما تبقى في ساقها من قوة، وهذه الفتاة تصر على أمها يوميًّا أن تصعد الدرج فتؤذي ساقها، وتضعف قوتها يومًا بعد يوم، والفتاة تقول: ما دامت تستطيع فلتفعل، ها هي كل يوم تصعد. ما رأيك؟ أسمعكِ تقولين: هذه فتاة سيئة منزوعة الرحمة، كيف تضغط على أمها بهذه الطريقة، والكل يرى ساق أمها المسكينة؟ كيف هي ضعيفة وقاصرة؟ أمكِ مثل هذه المرأة، مريضة! ولكن الناس ترى أمراض البدن فتقتنع، ولا ترى أمراض النفس، فلا تقدر! أطيعي أمكِ ما استطعتِ، وأرضيها يرضكِ رب العباد الرحمن الرحيم. خذي رأيها في غالب شأنكِ، واستمعي لنصحها، وسلمي لقضاء الله، وهو سوف يدبر لكِ أمركِ، أنتِ اقتربتِ من عمر الزواج، وكل هذه ستغدو ذكريات مضحكة لاحقًا، عندما تتركين بيتها إلى بيتكِ بإذن الله، فاصبري محتسبة الأجر، ولا تكوني سريعة الغضب، إذا أردتِ الذهاب لمكان ما لأمر مهم، وعلمتِ أن أمكِ سترفض، اتفقي مع أختكِ تصاحبكِ، أو تذهبي وحدكِ بعلم أختكِ وتتفقا على أن الأم تعرف أنكما معًا، اتخذي من أختكِ أمًّا أخرى، ودبري أمركِ بعلمها، وكذا أخوالكِ، مع الوقت الأم ستعتاد وتسلم في أمور، وأنتِ تقبلين تحكمها في أمور أخرى، وتسير الحياة بإذن الله. لا تضخمي الأمر في نفسكِ بأنكِ محرومة من الحرية ... لا، بالعكس، ربما هذه نِعَمٌ، وأنتِ لا تدركين. كم من فتاة فقدت أمها، وتتمنى لو أنها موجودة، وتفعل أكثر من أمكِ! كم فتاة تحسدكِ على أن أمكِ تصاحبكِ في خروجاتكِ! كم من فتاة تتمنى الذهاب للمدرسة أو الجامعة بسيارة مثل التي تضيقين منها أنت! استعيذي بالله من الشيطان، واصبري وصابري، وأطيعيها، وفي ضميركِ أنكِ تطيعين رب العزة، ستجدين بردًا وسلامًا في قلبكِ بإذن الله. لا تغضبيها بقول أو بفعل، بل اعتبريها مريضة، وهي بالفعل كذلك. وكلما صبرتِ وجدتِ العوض من ربكِ فوق ما يصل إليه خيالكِ، وستجدين أثر ذلك في قلبكِ وزوجكِ مستقبلًا وأولادكِ. لا تتعجلي الدنيا، فلا تعلمي ماذا أخفى الله لكِ، احمدي الله أن أمكِ بعافيتها وتقلق عليكِ، غيركِ يحمل هو أمه، ويطعمها، ويحبس نفسه بجوارها لضعفها أو لمرضها. اقرئي في سير الصحابة والصالحين، واستمعي لقصص الأنبياء وقصص القرآن من اليوتيوب، استعيني بالله على نفسكِ، وهو الرحمن الرحيم، سيدبر لكِ أمركِ بإذن الله. في المجمل: أخفي عنها ما يزعجها ولكن كوني تحت رقابة أختكِ، استعيني بأخوالكِ دون ملل فالأمر يحتاج وقتًا طويلًا، أو المقربات من صديقاتها، الجئي لله، واشغلي فراغكِ بما ينفع، ستجدين للدنيا وجوهًا أخرى ممتعة. الله يصلح حالكِ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |