|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أحبها حبا شديدا وهي تعتبرني أخاها الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: شاب مغترب تعلَّق قلبُه بفتاة تكبُره بسنتين، وهو يزعم أنه لا يستطيع العيش دونها، لكنها لا تراه إلا أخًا لها، وهو لا يستطيع البوح بما في قلبه؛ خشية أن يخسرها، ويسأل: ما الحل كي يتقدم إليها؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا شابٌّ مغترب، أعيش في مدينة وحدي، وليس لديَّ أيُّ علاقات اجتماعية، وكنت في وحدة وضنكٍ حتى عرفتُ فتاة تكبرني بسنتين، في البداية كنتُ أعتبرها صديقةً وأختًا لي، وبعد مرور أربعة شهور، تعلقت بها تعلقًا شديدًا، ولم أستطعْ أن أمحوَها من تفكيري، حتى إنني أراها فيما يرى النائم كل يومٍ على أقل تقدير، أخشى عليها أيَّ شيء، وأغار عليها من كل شيء، روحي تعلقت بها، وأصبحت غالبَ اهتمامي وتفكيري، وأخشى في الوقت ذاته أن أبوحَ لها بهذا الأمر؛ فهي تعتبرني أخًا لها، وهي فتاة ذات أدب واحترام فائقَيْنِ، وقد عرَّفتني على أهلها وصديقتها، ودائمًا ما تهتم لأمري ولتفاصيل يومي، وتساعدني بشتى الوسائل والطرق، وتسأل عن حالي باستمرار، وتُكِنُّ لي الوُدَّ، لكن بصفتي أخًا كما فهمتُ منها، أرجو من الله أن تكون مشاعرها تجاهي كما مشاعري تجاهها، بيدَ أنني لا يمكنني التثبُّت من هذا الأمر، وأنوي بعد حينٍ التقدم إلى خِطبتها، لكنني أخشى ردة فعلها، ولا أدري كيف تراني، ولا أريد خسارتها؛ فروحي بها قد تعلقت تعلقًا لا يُوصف، ولا يُكتب، ولا يُشرح، ولم أقع بحبِّ أحدٍ مثلما أحببتُها، فبمجرد رؤيتها تزول همومي، وتنمحي آلامي، وأشعر براحة مطلقة، وكأنني أُدخلتُ الجنة، فماذا أفعل: هل أصارحها بهذا الأمر أو لا؟ أنا في حَيرة من أمري؛ إذ أخشى إن صارحتُها ألَّا تتقبل الفكرة وتتخلى عني، وأنا غير مستعدٍّ لخسارتها بأي شكل من الأشكال، فليس باستطاعتي العَيش دونها، واليوم الذي لا أراها فيها يكون أشبهَ بالجحيم، ويكون صعبًا وكئيبًا جدًّا، فما الحل؟ وما الطريقة المناسبة لنَيْلِ قربها حتى أتقدم رسميًّا لخِطبتها؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: أولًا: فالذي يظهر لي من تصرفاتها معك أنها تبادلك نفس المشاعر، أو أقوى، لكنها تستحيي من التصريح بها لك، أو تخشى مغبَّةَ ذلك، والوقوع في أمور لا تُحمد عقباها. ثانيًا: فنصيحتي لك أن تستخير الله أولًا بكل تجرد وإخلاص؛ لأن علم الغيب وما هو صالح لك أو غير صالح لا يعلمه إلا الله سبحانه، ثم بعد الاستخارة إذا انشرح صدرك، فتوكل على الله، وتقدَّم. ثالثًا: ما أقدمتما عليه من خلوات ومن إطلاق نظر مرات عديدة... كله لا يجوز لك مع امرأة أجنبية عنك، ولا تجوز لك هذه الأمور إلا بعد كتابة عقد الزواج، أمَّا قبله، فهي أجنبية عنك حتى لو خطبتها وقبِلت وقبِل أهلها؛ فالمخطوبة تظلُّ أجنبية حتى يُكتب كتاب الزواج؛ ولذا فاستغفرا الله سبحانه، وبادرا لعقد الزواج. رابعًا: وإن حصل احتمال ضعيف؛ ألا وهو اعتذارها أو اعتذار أهلها عن قبول الزواج، فاسترجع واصبر، واعلم يقينًا أنه شرٌّ صرفه الله عنك، فافرح بفضل الله، ولا تلتفت لها أبدًا، وابحث عن غيرها؛ وتذكر قوله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]، وقوله عز وجل: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. خامسًا: يبدو أنك لا زِلْتَ تعيش فترة المراهقة بما فيها من عواطف جياشة ومتعدية للحدود المعقولة، وعلى سبيل المثال: انظر جيدًا في قولك: (فليس باستطاعتي العيش دونها، واليوم الذي لا أراها فيه أشبه بالجحيم، ويكون صعبًا جدًّا وكئيبًا!)، أيعقل أن يحصل ذلك كله بسبب حبٍّ لا تدري ما عاقبته، وهل تعاملت معها تعاملًا زوجيًّا حتى تعرفها على حقيقتها؟ وانظر في نفسك ماذا بقيَ في قلبك بعد ذلك من الحب لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم، والحرص على ترجمة هذه المحبة عمليًّا بالمحافظة على الواجبات الشرعية، وترك المعاصي، وكثرة تلاوة القرآن وذكر الله عز وجل. سادسًا: ولِما سبق أنصحك - يا ولدي - نصيحةَ أبٍ مُشفقٍ عليك، فأقول: اعتدل في عواطفك تجاهها، وأكْثِرْ من الدعاء والاستخارة، وتعامل بعقلك لا بعواطفك، فكم وصلتني من شكاوى من زوجات وأزواج، كان بينهم حب هائج قبل الزواج وبعده، وبعد العشرة الزوجية اكتشفا بعضهما، وصارا يشكوان مُرِّ الحياة والمشاكل المُزعجة. حفظك الله، ويسر لك ما فيه رشدكما. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |