|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أنا حاسدة لصديقتي؟ أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: فتاة لها صديقة تفضلها في بعض الأمور، ومنها الوظيفة، فقد وُظفت صديقتها في موقع كانت تتمناه، فشعرت بضيق لذلك، وهي تخشى أن تكون حاسدة لها، وتسأل: ما الحل؟ ♦ تفاصيل السؤال: لي صديقة، أعترف بأنها أفضل مني في كل شيء؛ مظهرًا وشخصية، لم أحسدها على ذلك قط، بل إذا رأيتها أقول: يا ليتني مثلها، هي متفوقة – مثلي – في دراستها، لكن مجالاتنا مختلفة، وُظفت – قبلها – في وظيفة لا أحبها، لكنها وظيفة في النهاية؛ لأن تخصصي غير مطلوب، أما تخصصها، فمطلوب، وتأتي لها عروض عمل كثيرة، وقد وُظِّفت في مكان راقٍ جدًّا، كنت أتمناه، ومنذ عرفت ذلك، يضيق صدري كلما فكرت في الموضوع، وأخشى أني أحسدها، فآثم لذلك، وهذا الإحساس يضايقني، وظيفتي جيدة، وراتبي عالٍ، أرجو توجيهكم في هذا الأمر؛ فهذا الشعور يخنقني، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين؛ سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد: ابنتي الغالية: أحيي فيكِ ضميركِ اليقظ، وحرصكِ على نظافة قلبكِ، كما تحرصين على نظافة ثوبكِ، فكما أننا نتفقد ثيابنا وسلامة بدننا، علينا كذلك أن نتفقد سلامة قلوبنا، فالحسد والحقد والغيرة والبغضاء كلها من أمراض القلوب، رزقنا الله وإياكِ قلبًا سليمًا منيبًا لله جل في علاه. دعيني فقط أفرق لكِ بين ما يسمى بالغبطة والحسد: الحسد مذموم قطعًا، آثمٌ صاحبه، أتدرين لماذا؟ لأنه يوجب على الحاسد الضرر بالمحسود؛ أي: زوال نعمته عنه، بغض النظر هل تأتيني هذه النعمة أو لا تأتيني، المهم أن تزول عن غيري! وهذا شر محض طبعًا، فهل أنتِ تتمنين زوال نعمة صديقتكِ عنها؟! بالطبع لا، فأنتِ تحبينها وتتمنين لها الخير، ولكن قلبكِ يحمل غبطة لها، والغبطة لا يأثم صاحبها، بل هي موجودة في كل قلب مهما كان تقيًّا، الغبطة أن تتمني لنفسكِ مثل الذي عند غيركِ، بشرط ألا تتمني زوال نعمة الغير، بل ادعي له بالبركة، وهذا حالكِ وحال جل الناس. فانتبهي ولا تجعلي للشيطان مداخل تفصلكِ عن صُحبتكِ الصالحة، وتفسد علاقة المؤمنين بعضهم ببعض؛ تأملي هذه الآية الكريمة التي تصف حال الشيطان معنا: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 16، 17]. فالشيطان يتخذ علاقتكِ بصديقتكِ مدخلًا لإفساد قلبكِ وعلاقاتكِ، استعيذي بالله منه، واحرصي على أذكار الصباح والمساء، وأكثري من حمد الله على ما منحكِ من نعم، واعلمي أن كل فرد له نافذة بلاء يعاني منها في هذه الدنيا، فمهما كانت صديقتكِ أو غيرها تبدو عليها الراحة والسعادة، فهي مثلكِ لديها ما ينغص عليها، وهذا بلاء المؤمن ليختبره ربه أيصبر ويشكر أم يكون من الجاحدين؟ تأملي هذا الدعاء من أذكار الصباح والمساء عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: ((مَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكِ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ)). هذا نبينا المعصوم يستعيذ بالله من كل هذا في كل مرة يخرج فيها ليحتكَّ بالناس، فما بالكِ بنا نحن الضعفاء الذين يتربص بهم الشيطان، ويسري منهم مسرى الدم؟! غالبي شيطانكِ، واطلبي البركة لصديقتكِ كلما ثار قلبكِ ضدها، يترككِ الشيطان بإذن الله، وسلي الله لنفسكِ خيرًا مما عندها، لا بأس في ذلك؛ فالله الغني الحميد. أطفئي كل فعل للشيطان بطاعة لله، حتى لو كانت طاعة بسيطة سهلة كالذكر أو تلاوة المعوذات، فلكِ أجر المجاهد بإذن الله. وفقكِ الله للخير.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |