|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خسرت حياتي بسبب أمي والسحر أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: فتاة تقول إنها خسرت حياتها بسبب ظُلم أمِّها، وما تعرَّضت له من السحر، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا فتاة تعرضت للإساءة والظلم من والدتي؛ فهي تكرهني، وتعرضت للسحر في طفولتي، ورقيتُ نفسي بالرقية الشرعية؛ خسرت في الدنيا بسبب أمي والسحر، كيف أتعامل مع هذا الأمر؟ أرجو نصيحتكم. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فقد جرت العادة أن يكون الوالدان أحرص الناس على صالح أبنائهم، وفطر الله الإنسان - بل والحيوان - على أن يبذل غاية جهده في تربية أبنائه ورعايتهم وحمايتهم. ووجود الأم التي تظلم أبناءها يخالف هذه الفطرة، ويناقض طبيعة الحياة، لكن قد يحدث هذا بسبب خللٍ في العقل أو الفكر، وربما يظن الأب أو الأم أنه يحسن لأولاده ويربيهم، في حين أنه يفسد حياتهم ويدمر مستقبلهم من حيث لا يدري، أحيانًا بالقسوة، وأحيانًا بالتدليل، لكن فكرة أن الأم تكره ابنتها بلا سببٍ، فهذا يصعب علينا تصوره، ماذا فعلتِ كي تغضب أمكِ عليكِ كل هذا الغضب الذي وصل إلى الكره كما ذكرتِ؟ هل هناك سبب، أو أنه خلل في العقل والفكر؟ إذا فرضنا أن هناك أسبابًا وأخطاء وسلوكًا مذمومًا من جانبكِ قادها لهذا الكره، فربما يكون الحل ما زال في يدكِ بإصلاح نفسك، وتجاوز أخطاء الماضي، ووقتها سوف يدهشكِ تغيير سلوك أمكِ معكِ، ولن تصدقي أنها تُكنُّ لكِ كل هذا الحب الذي يختبأ خلف هذا الغطاء السميكِ من الغضب وسوء المعاملة، والذي فسرتِهِ أنتِ بأنه كرهٌ وبغض. إصلاح النفس ليس مستحيلًا، ولكن قد يكون صعبًا، يحتاج مجهودًا وصبرًا وإصرارًا، ولكن الإصلاح يبدأ بالصدق مع النفس والوقوف وقفة متجردة، تنظرين فيها إلى نفسكِ من الخارج وتعترفين لها بأخطائكِ وتعزمين على التغيير، ثم الاستعانة بالله والبدء فورًا وبلا أي تردد، تنزعين عن قلبكِ ثوب التكبر الذي يمنعكِ من الاعتراف بالخطأ، تجلسين تحت أقدام أمكِ وتقبلينها، وتطلبين منها المغفرة والسماح، ومع إشراق اليوم الجديد يكون ميلادكِ من جديد، فتاة مطيعة عاقلة هادئة، تسمعين لأمكِ وتطيعين، فلا سبيل للنجاة في الدنيا والآخرة إلا برضا أمكِ عليكِ. ولكن قد لا يكون هذا هو الحال، وأن هناك فعلًا خللًا ما في سلوكِ الأم، لكن حتى لو كان هذا هو الحال، فإن البكاء والمظلومية لن يحل مشكلتكِ، والأمر يحتاج منكِ إلى محاولات للخروج من هذا المأزق. أولًا: لا مناص من الصبر على سلوك الأم وأفعالها، ومحاولة التصالح معها والتقرب إليها. ثانيا: لن أقول لكِ: إن هذا لن يؤثر على حياتكِ ونفسيتكِ ومستقبلكِ، لكن إذا تعاملتِ معها على أنها مريضة وتحتاج لعلاج، والعلاج ليس في يدكِ، فليس أمامكِ إلا الصبر عليها والدعاء لها، والرضا بالواقع والتعايش معه، وتجنب الإضرار بقدر الإمكان، الموضوع يحتاج لشخصية قوية عليكِ بناؤها، وعزيمة شديدة عليكِ إنشاؤها، وإصرار على النجاح والفلاح والحصول على المتاح من الحياة رغم قسوتها. يبدأ الأمر بالاستعانة بالله والعمل الدؤوب المستمر بالليل قبل النهار، في مذاكرتكِ أو عملكِ أو ما يشغلكِ، ولا تتركي نفسكِ رهينة للفراغ في البيت أبدًا، وبإذن الله سوف يأتي اليوم الذي تنتظره كل فتاة، فتخرجين فيه من بيت أبيكِ وأمكِ إلى بيتكِ، ووقتها سوف تتخلصين من تلك المشكلة، وسوف يكون لكِ بيتكِ وحياتكِ وأولادكِ الذين يحتاجون حنانكِ وحبكِ الذي تعرفين جيدًا قيمته في حياة الأبناء. أما موضوع السحر، فهذا كثيرًا ما نسمعه ولا يكون له حقيقة، فمن أدراكِ أنه سحر؟ كيف تيقنتِ من هذا؟ هل أخبركِ فلان أو فلان من الذين يعملون في فكِّ السحر أو حتى العلاج بالقرآن؟ هذا شيء لا يمكن الجزم به، ولا التأكد منه، ولا مانع من الرقية الشرعية، بل إن المحافظة على ورد ثابت من القرآن وأذكار الصباح والمساء، فيه عصمة من السحر والمس، وفيه أنس بالله وسعادة لا يعرفها إلا العابدون، فحافظي على الصلاة وصيام النوافل، وأنصحكِ بزيارة طبيب نفسي، فكثيرًا من هذه الأعراض التي تشبه السحر والمس سببها اختلال في كيمياء الجسم أو هرموناته، وكثيرًا ما يحدث هذا للفتيات في مرحلة البلوغ أو بعدها لأسباب صحية؛ مثل: سوء التغذية، أو أسباب نفسية كثيرة، وأنت عندكِ قدر منها يمكن أن يسبب لكِ الكثير من الاضطرابات والأمراض. استعيني بالله ولا تعجزي، عسى الله أن يهدي أمكِ ويشرح صدرها، ويؤلف بين قلبيكما؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |