|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وسواس شيطاني أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: طالبة تخشى أن ترسب؛ لأنها تشعر أنها أفضل من الآخرين، وتترك أعمالًا صالحة خشية الشماتة والضلال، وهي تسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا في السنة الأخيرة لي، وأخشى الرسوب؛ لأنني أشعر بأن في نفسي شماتة تجاه الأشخاص الراسبين، أو الذين يحصلون على درجات دنيا، وأحتقرهم وأرى نفسي أفضل منهم، وأخشى أن أصبح فقيرة، أيضًا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنني أخشى احتقار العاصي، والشماتة به، ولأنني أشعر أني سأقع فيما هم فيه واقعون، وأني سأترك حجابي وصلاتي، وتركت أيضًا أعمالًا صالحة؛ لأنني أشعر أنني أفضل من الآخرين، وأشعر أن الله سوف يضلني ويتخلى عني، ولن تنفعني أعمالي، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: ابنتي الغالية، تذكري قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم))، فالشيطان لن يترككِ، وإن فشل في أن يضللكِ سلوكيًّا، فسوف يجتهد في إضلالكِ فكريًّا، وذلك عن طريق الوسواس الذي يبثه في صدركِ، ألم تلاحظي أن كل مخاوفكِ منبعها أشياء مستقبلية، لا نعلم عنها سوى ما يصوره لنا الوسواس فقط؟ كيف تخافين الرسوب وأنتِ مجتهدة وما زال أمامكِ وقت لتدارك ما فاتكِ؟ كيف تخافين الشماتة من الناس وأنتِ تستطيعين كف لسانكِ، وعفا الله عما سلف؟ كيف تتكهنين بأن الله سيوقع بكِ في شراك الانحراف، وأنتِ التي تنكرين المنكر، وتأمرين بالمعروف؟ كيف تخافين الفقر والله الغني الحميد الرزاق، حتى بلاؤه لا ينزله على العبد إلا مغلفًا بالرحمة؟ كونكِ ترين نفسكِ أفضل في مجال الدراسة من غيركِ فهذا حقكِ، ويشهد عليه درجات وغير ذلك، فلا تسمحي للوسواس أن يحوِّل هذا في نظركِ إلى حقد أو حسد أو شماتة، نظامنا التعليمي فرض علينا أن يقيم الإنسان نفسه بدرجاته، تجاوزي هذا كله، واشغلي نفسكِ لا تتركي لخيالكِ لحظة من فراغ. يا صغيرتي، الله أرحم بنا من أنفسنا، أولَا تتذكرين قول نبينا صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ؛ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إليَّ شبرًا، تقربت منه ذراعًا، وإن تقرب مني ذراعًا، تقربت منه باعًا، وإن أتاني يمشي، أتيته هرولة)). فالله عزَّ وجل ركن شديد من استعصم به عصمه. لا تحملي همَّ مستقبلٍ اللهُ أعلم به، ولا تذهب نفسكِ حسرات على أيام لم نعشِها، وربما يقبضنا الله إليه قبل أن نصل إليها. عيشي يومكِ، أحسني الظن بربكِ، فهو عند ظنكِ به، غيِّري الموضوعات الطاغية بينكِ وبين أصدقائكِ؛ لأنه من الواضح أن هناك هزيمة نفسية تركض خلفكِ، حفظكِ الله منها، وممن يريد أن يوقعكِ بها. غالب شقاء ابن آدم من المستقبل الذي لا يعلم هل يدركه أم لا. كل ما تعانين منه علاجه ذكر الله عزَّ وجل، وطرد الوساوس، فخصصي لنفسكِ وردًا يوميًّا من ذكرٍ يكون سهلًا على لسانكِ، وكرريه ما استطعتِ ذلك صباحًا ومساء. وانتقي صديقة تكون ثابتة على دينها، وشخصيتها محببة لكِ، اجعليها لكِ عكازًا معِينًا على هذه الفتن التي أحاطت بنا، لا تكثري من متابعة السوشيال ميديا، خاصة أخبار المنتكسين والملحدين؛ فالشيطان يغوينا حتى نقع، حفظكِ الله وبنات المسلمين. اصبري على الدنيا – بنيتي - فهي قصيرة مهما طالت، تغاضي عن الفتن ومن يقربكِ منها، وسلي الله العون والثبات، فهو العليم الخبير، وأكثري من الرجوع لله، مهما وقعتِ أو أذنبتِ، فبابه مفتوح، أحسبكِ على خير، فاثبتي ولا تستسلمي!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |