ثلاث من الصبر! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 544 - عددالزوار : 133349 )           »          ياصاحبي..... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2807 )           »          مالٌ لا يغرق! (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 43547 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 37115 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 71557 )           »          فأنا أقسم عليك لما سقيتهم(قصة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حديث: رب أشعث مدفوع بالأبواب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          لا هادي إلا الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كل أحاديث يوم عاشوراء من صحيح الجامع.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-09-2023, 02:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,259
الدولة : Egypt
افتراضي ثلاث من الصبر!

ثلاث من الصبر!


د. عبدالكريم بن عبدالله الوائلي





أسند الإمام الطبري في تفسيره إلى سفيان الثوري -رحمه الله- في قول الله تعالى-: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [يوسف: 18] عن بعض أصحابه قال: (يُقَالُ: ثلاثٌ من الصبر؛ ألَّا تُحَدِّثَ بِوَجَعِك، ولا بِمُصيبتك، ولا تُزَكِّي نفسَك)[1]، وقد ذكر هذا الأثر من المفسرين: عبدالرزاق، والرازي، وأبو حيـــان، وابن كثير، وغيرهم[2].
وهذا الأثر يَرسم للمؤمنين نَهْج امتثال هذه الآية في حياتهم؛ فهو من قبيل التدبُّر العَملي؛ إذ يُراد منه: حثّ الناس على الائتمار بما في الآية، وتجسيدها خُلقًا وسُلوكًا.
ولفِقْه الأثر لا بُدّ من التفريق المتأمِّل بين نوعي الشكوى؛ فإما أن تكون إلى الله -تعالى-، وهي لا تُنافي الصبر. وإما أن تكون شكوى الله -عياذًا بالله- إلى خلقه، وهذه هي المقصودة بالذَّمّ في هذا الأثر[3].
ولا يتضح هذا إلا بالتفريق بين الشكوى للمخلوق وإخباره بالحال؛ فإخبار المخلوق بالحال لا يقدح في الصبر[4]؛ فما كان من شكوى المريض على طريق طلب الشفاء من الله، أو على غير طريق التسخُّط للقدَر والتَّضجُّر؛ فإنه جائز، فالألم لا يقدر أحد على رَفعه، والنفوس مجبولة على وجدان ذلك، فلا يُستطاع تغييرها. وإنما كُلِّف العبد أن لا يقع منه في حال المصيبة ما له سبيل إلى تركه؛ كالمبالغة في التَّأوُّه، والجزع الزائد[5].
وإذا تقرر هذا؛ فالأثر خير عَوْن للمُتدبِّرين على تَمَثُّل الصبر الجميل؛ فببيان معناه يَسْهل الامتثال، ويَهُون الصبر، وتزدان أخلاق المتدبرين فَيُرَى القرآن في خُلقهم صبرًا وجلدًا على البلاء، وانفكاكًا من حديث التسخُّط والتوجُّع إلى الرضا عن الله وقدَره.
وبَيَّنَ الأثرُ أعظمَ مُكدِّرات الصبر ومداخل الشيطان على أهل البلاء؛ ألا وهو التحدُّث بالأوجاع والمصائب، وتزكية النفس؛ حيث يتسلّل الشيطان من هذا المنفذ للمبتلى؛ فيُملي عليه أحاديثه من سوء الظن بالله -تعالى-، وتهويل المصيبة في عينيه، فينثلم صبره، بل تتكدّر حياته، ويُكْثِر الالتفات إلى ما عند الناس.
وهذا -بميزان العقل السليم- أعظم من مصيبته؛ التي لو التزم فيها بالصبر الجميل، لكانت له مرقاة إلى الكمال، ولانقلبت في حقه من مِحْنة إلى مِنْحة.
وهذا الفَرْق هو الفرق بين المؤمن وغيره في الحياة مع الله والسير إلى الدار الآخرة، ولقد صدق من قال: «عنوان السعادة في ثلاث: مَن إذا ابتُلِيَ صبَر، وإذا أذنَب استغفَر، وإذا أُعطِيَ شَكَر».



[1] تفسير الطبري (13/41).
[2] تفسير عبد الرزاق (2/208)، تفسير الرازي (18/431)، تفسير أبي حيان (6/251)، تفسير ابن كثير (4/375)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (4/514) إلى ابن المنذر.
[3] يُنظر: عدة الصابرين، ابن القيم (ص18).
[4] يُنظر: المرجع نفسه (ص271).
[5] يُنظر: فتح الباري، ابن حجر (10/124).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.34 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]