|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اقترابي من أمي يؤذيني أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة تشكو أمَّها التي تحاول أن تُوقِع بينها وبين زوجها وأهله العداوة والبغضاء، حسدًا منها لابنتها كونها لم تعشْ تلك الحياة مع أهل أبيها، وتسأل: هل تقطعها أو ماذا تفعل؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما حدود العلاقة مع الأم إذا كان الاقتراب منها يؤذيني، ويؤثر على علاقتي وتعاملي مع زوجي؟ فأمي دائمًا تنتقص من زوجي وأهله، وتنكر كل معروف يقدمه لها، وتقوم بتحريضي عليه، رغم معرفتي التامة أن زوجي ليس بهذا السوء، كثيرًا ما أشعر بغَيرة أمي من معاملة زوجي وأهله لي بالحسنى؛ لأنها لم تَنَلْ مثل هذه الحياة مع والدي وأهله، ودائمًا تحاول أن تبني حواجز بيني وبين أهل زوجي، وتُشعرني دائمًا بأنها تتضايق من وجودهم، برغم أنهم أناس طيبون جدًّا، لا أدري كيف أفعل، تعبت جدًّا، تراودني فكرة قطع التواصل لكي أستطيع التركيز على بيتي وأولادي بدلًا من التفكير في كلامها؛ لأنه بدأ يسيطر على تفكيري، أرجو مساعدتي وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فغريبةٌ هي هذه المشكلات. وما ينفع الأم أن تُفسد حياة ابنتها الزوجية وتخرب بيتها، وتفرِّق بين ابنتها وبين زوجها، فيضيع ويتشتت الصغار، وتفْسَد حياتهم ويعيشون في فوضى وعدم استقرار؟! عجيبةٌ هي هذه الأم التي ترى ابنتها تعيش في سعادة أو حتى في حياة لا تخلو من مشكلات زوجية، ولكنها قابلة للحل، فإذا بها تُحرِّض ابنتها، وتفسد حياتها من حيث تدري أو لا تدري. لكن دعينا أولًا نؤكد الواجبات والأولويات، فإن طاعة زوجكِ مقدمة على طاعة أمكِ، ورضا زوجكِ مقدمٌ على رضا أمكِ. قال صلى الله عليه وسلم: ((لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد، لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها))؛ [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه]، وفي رواية: ((لِما عظم الله عليها من حقه))، والأحاديث في بيان هذا كثيرة جدًّا. وفي نفس الوقت فإن فضل أمكِ عليكِ عظيم، ولا يحق لكِ أن تظلميها في شيء، أو يكون جزاء تربيتها لكِ ورعايتها إياكِ هو العقوق. وقد قال الله عز وجل في سورة لقمان: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]. وهذه الآية نص عظيم في دستور الإسلام، فحتى الوالدين إن كانا كافرَين، فإن لهما حقوقًا لا يجوز المساس بها، ﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾؛ أي: محسنًا إليهما، ولا تجوز لكِ أن تهجريها وتقطعي رَحِمها. ودوركِ هو ضبط العلاقة بينكما وبين أمكِ وزوجكِ وأهله كالآتي: فلا تنقطعين عن زيارتها، وتفقُّدِ أحوالها، ووصْلِها بالهدايا، وفي نفس الوقت لا تشاركين معها مشكلات حياتكِ الزوجية، ولا أمور بيتكِ وعلاقتكِ بزوجكِ وأهله، ولا أعرف أن لها طريقًا آخر يفتح الحديث بينكما في مثل هذه الأمور، إلا من خلالكِ ومن خلال حديثكِ معها، فإن كانت هناك طرقٌ أخرى تعرف منها أخبارهم، فستكون أمورًا عامة لا علاقة لكِ بها غالبًا، فلا تتدخلي فيها، فإن حدثتْكِ في شيء منها، فالصمت هو الجواب، أو الدعاء بالهداية لهم ولنفسكِ ولعامة المسلمين. وأن تكون زيارتكِ لها سريعةً، أو في إطار تجمُّعِ الأسرة؛ حيث لا يكون هناك فرصة للحديث فيما يؤذيكِ. فإن وقع الأذى - ولا بد أن يقع منه شيئٌ بين الحين والآخر - فالصبر، ثم الصبر، ثم الصبر، ولكِ الأجر إن شاء الله. إذا كانت أمُّكِ تحرضكِ على زوجكِ أو أهله، فهذا يعني أن هناك مشكلةً، وأنها قد اطلعت عليها وتحدثت معكِ فيها، وهذا خطؤكِ وأنتِ من تُلامين عليه، فالبيوت أسرارٌ، ولا يصح أن يطلع عليها أحدٌ إلا في أضيق الحدود، عندما يكون حلُّ المشكلات يحتاج لطرفٍ من خارج الأسرة، ولا أظن أن أمكِ هي الطرف المناسب للتدخل والإصلاح. إذا فعلتِ معروفًا في أمكِ، أو فعل هذا المعروف زوجكِ أو أهلكِ، فلا تنتظري منها الشكر أو الثناء، وليكُنْ هذا المعروف قربةً لله عز وجل، وابتغاءً لرضاه وثوابه. ردُّنا على رسالتكِ يكون في إطار ما تقولينه في الرسالة، ولكن هذا لا يمنع من أن يكون هناك أمور لا نعلمها، ونحن لم نسمع من أمكِ، ولسنا طرفًا للحكم بينكما، وإنما نحن ننصح لكِ، ونفكر معكِ بصوتٍ مرتفع، فإن كانت لكِ عندنا نصيحة أخيرة، فهي أن تراجعي نفسكِ، فربما أنكِ تخطئين في حقها في بعض الأمور، وأفعالها هذه تأتي في إطار ردِّ الفعل، وليس معنى هذا أننا نلتمس لها العذر في محاولتها إفساد حياتك، بل نبحث عن الأسباب ونحاول إيجاد حلول لها. وأخيرًا، فإن القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيفما يشاء، فأكْثِري من الدعاء لأمكِ بالهداية والرشاد؛ عسى الله أن يهديها وإياكم إلى ما يحب ويرضى.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |