|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اكتشفت ماضي زوجي المظلم أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: امرأة على خلق ودين، متزوجة من زميل كان معها في الجامعة، وهو ليس ملتزمًا التزامًا مثلها، ثم إنه جاءتها رسالة من مجهول فبحثت في ماضيه، فوجدته على غير ما تحب، وقد واجهته، فاعترف لها بأنه تاب، وهي لا تستطيع أن تتعامل معه، وتسأل: هل تُطَلَّقُ منه أو لا؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا متزوجة منذ سنة ونصف، ولديَّ طفلة، زوجي كان زميلًا لي في الجامعة، تعرَّفتُ عليه بعد التخرج، وتزوجني بعد فترة قصيرة من الخِطبة، أنا فتاة ملتزمة على خُلُقٍ ودينٍ يشهد لي الجميع بذلك، زوجي غير ملتزم بدرجة عالية، لكنه يؤدي فروضه، وهو طيب وكريم مع الجميع، وصلتني رسالة من مجهول تنبش في ماضي زوجي وأصدقائه؛ قمتُ على إثرها بتفتيش هاتف زوجي وحواراته مع أصدقائه، وكانت الصدمة في ماضيه؛ خمر وفتيات ومنكرات، واجهتُه، فاعترف وأقسم أنه تاب ورجع إلى الله منذ زواجه مني، لكنَّ الأمر أصبح حاجزًا بيني وبينه، ولا أستطيع تصديقه أو الثقة فيه، طلبتُ منه الطلاق لكنه رفض، أشعر أن زواجي مبنيٌّ على كذبة، ولا أستطيع الوثوق فيه في تربية أطفالي، أنا خارج بلدي، وليست لي حرية التصرف، كأن أطلب الطلاق في المحكمة وغير ذلك، طلبت منه قطع علاقاته تمامًا بأصدقاء السوء، وأقسم أنه فعل، ماذا أفعل؟ وكيف أتجاوز الصدمة؟ هل أتطلق أو أصبر عليه؟ مع العلم أنه من تزوجنا وهو يقول لي: اصبري عليَّ حتى أصير ملتزمًا، وقرِّبيني إلى الله، وانصحيني، وهو متجاوب معي. الجواب: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فانظري، ماذا جلب عليكِ النبش في ماضي زوجكِ، أفسد عليكِ سعادتكِ وحياتكِ، وكاد أن يخرب بيتكِ ويفرق بينكِ وبين زوجكِ. ماذا كان يضرُّكِ لو أعطيتِ ظهركِ للشيطان، وتجاهلتِ تلك الرسالة التي بالتأكيد صاحبها حاقدٌ يريد أن يُفسد على الرجل حياته؛ حسدًا أو حقدًا أو مبغضًا. صاحب الرسالة إنسانٌ لا يريد لكِ الخير ولا لزوجكِ، أرسل إليكِ طعنة غادرة، وسمًّا ناقعًا في هيئة نصيحة، فاستجبتِ لها دون تفكير، يبدو أن خبرتكِ في الحياة قليلةٌ، فلم تمكِّنْكِ من أن تُبصري ذلك الفخ الذي دعاكِ إليه هذا المجهول الجَهُول. قبل هذه الرسالة لم يكن هناك ما تأخذينه على زوجكِ إلا التفاضل بينكما في الالتزام، وأنتِ بنفسكِ وصفتِهِ في رسالتكِ بثلاث خصال فقلتِ: "يؤدي فروضه وطيب وكريم مع الجميع". يا ألله! وماذا تريد المرأة أكثر من هذا؟ يؤدي فروضه؛ فيدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أفلح إن صدق)). وفي صحيح البخاري: ((أنَّ أعْرَابِيًّا جَاءَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أخْبِرْنِي، مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ شيئًا، فَقالَ: أخْبِرْنِي ما فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ فَقالَ: شَهْرَ رَمَضَانَ إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ شيئًا، فَقالَ: أخْبِرْنِي بما فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ فَقالَ: فأخْبَرَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَرَائِعَ الإسْلَامِ، قالَ: والذي أكْرَمَكَ، لا أتَطَوَّعُ شيئًا، ولَا أنْقُصُ ممَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شيئًا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفْلَحَ إنْ صَدَقَ، أوْ دَخَلَ الجَنَّةَ إنْ صَدَقَ)). ثم تقولين: إنه طيب، فماذا تريدين أكثر من هذا يا طيبة؟ هذه وحدها صفة ترفعه فوق الرؤوس، ثم تقولين: كريمٌ مع الجميع؛ أي: إن الكرم فيه طبعٌ؛ فهو ليس كريمًا معكِ فقط، بل مع الجميع. وتأملي جزاء الكريم الذي ينفق ماله في سبيل الله؛ قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261]. إنَّ تجسُّسَكِ على هاتف زوجكِ ذنبٌ عظيمٌ، ربما يفوق بعض الذنوب التي وقع فيها، عزيزتي، إن الالتزام خُلُقٌ قبل أن يكون قراءة كتب ودراسة شيء من العلوم الشرعية، ولا شكَّ أنكِ قرأتِ قول الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ [الحجرات: 12]، ومع هذا لم تعملي به ولم ينفعكِ، وتزكيتكِ لنفسكِ بأنكِ أكثر من زوجكِ التزامًا، ربما لا تكون صحيحة؛ فقد رسبتِ في أول اختبار حقيقي لهذا الالتزام، ثم توالت أخطاؤكِ، فنصبتِ محاكمة للرجل على ماضيه، وهذا لا يحق لكِ ولا لغيركِ، ومع هذا ظهرت طيبة الرجل، فأقسم لكِ أنه تاب، أنتِ لم يكن عندكِ أدنى دراية بهذا الماضي؛ لأنه فعلًا تركَ هذه المعاصي بدليل أنكِ لم تكتشفي شيئًا منها بعد الزواج، ولكنه الشيطان عبث بعقلكِ، شيطان الأنس أرسل رسالةً، وشيطانُ الجنِّ سكن عقلكِ وحرضكِ على زوجكِ، فسمعتِ له وصدقتِهِ وركنتِ إلى وساوسه. تقولين: إن هناك حاجزًا بينكِ وبين زوجكِ، فاكسري هذا الحاجز فورًا، وأعتقي رقبتكِ من ذلك الشيطان بحسن تبعُّلِكِ لزوجكِ، والسمع له والطاعة، واجعليه يجد معكِ كل ما يشتهي الرجل في النساء، فلا يكون في حاجة لغيركِ أبدًا، أما أن تضيقي عليه حياته، وتعيني عليه شيطانه، فهذا لا يُرضي الله، وهو أكبر دليل على أن التزامكِ هو ما بُني على كذبة، وليس زواجكِ. الرجل غير مُطالَب بأن يقص عليكِ معاصيه التي مَضَتْ، وذنوبه التي تاب عنها حتى تقولي: إن زواجكِ مبنيٌّ على كذبة، بل إنه لو قص عليكِ هذا الماضي لوقع في الوعيد، وكان من المجاهرين الذين استثناهم النبي صلى الله عليه وسلم من العافية في الحديث. عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلُّ أُمتي مُعافًى إلا المجاهرين، وإن من المجاهَرة أن يعمل الرجلُ بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستَرَه الله عليه، فيقول: يا فلانُ، عَمِلتُ البارحة كذا كذا، وقد بات يستُرُه ربُّه، ويصبح يكشف سِترَ الله عنه))؛ [متفق عليه]. وأنتِ كنتِ تريدين منه أن يفضح ستر الله عليه، سبحان الله، يبدو أن هذا الرجل أكثر منكِ علمًا وفهمًا، ولكنكِ تجهلين قيمته. ثم إنكِ طلبتِ منه أن يقطع علاقته بأصدقائه، فأقسم أن يفعل ومع هذا أنتِ غير راضية، هل تريدين منه أن يقتلهم مثلًا؟! وها هو شيطانكِ يسيطر عليكِ، ويدفعكِ في طريق التفكير والسعي في الطلاق، لولا رحمة الله بكِ أن باعد بينكِ وبين ما تريدين بالسفر والغربة. عزيزتي، قد تبدو كلماتي شديدة عليكِ، ولكنها والله نصيحة من يحب، ويرجو لكِ الخير، نصيحة من يريد لكِ أن تنتبهي من غفلتكِ وتطردي شيطانكِ. فإن البيوت لا تُهدم؛ لأن الرجل كان صاحب ذنبٍ قبل الزواج، بل وأزيدكِ من الشعر بيتًا، ولا تهدم لو كان الرجل صاحبَ ذنوبٍ بعد الزواج، طالما لم تؤثر ذنوبه عليكِ ولم تعرفيها إلا بالوشاية والنميمة، مَن منَّا معصوم من الزَّلَلِ؟ من منَّا لم يقترف ذنبًا أو عصيانًا؟ مرة أخرى: أعتذر لكِ إن كانت كلماتي شديدة عليكِ، ولكن رسالتكِ صدمَتْني. عزيزتي، توبي إلى الله، وأصلحي ما بينكِ وبين زوجكِ، وأعينه على الطاعة، واعلمي أنه رجل البيت، صاحب القوامة، وإياكِ أن تُنصِّبي نفسكِ قاضيًا عليه، يحاكمه ويراقبه، ويعدُّ عليه أخطاءه، وتغافلي ما استطعتِ، أصلح الله حالنا وحالكِ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |