|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشاكل بين الإخوة الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة تشكو أخاها المتزوج في أكثر من خلاف وقع بينهما، وتشكو انحياز أبيها له، وقد أصبحت لا تطيق احتمالًا له أو لأسرته، وتسأل: هل هي مخطئة في معاملتها له؟ ♦ تفاصيل السؤال: ثمة مشاكل كثيرة بيننا وبين أخي المتزوج، فهو لا يلبي احتياجاتنا نهائيًّا، يأتي بيتنا كأنه ضيف، وفي أغلب الأحيان يأخذ سيارة أبي، ويخرج هو وعائلته، وذات مرة ركبتُ السيارة فإذا هي ملطخة بالشوكولاتة، فقمتُ بتصوير السيارة، وأرسلت إليه وطلبت منه أن ينظفها، فهل أنا مخطئة؟ ثم إن أبي وبخني، فقمت بتنظيفها وقلبي مقهور؛ لأن أبي وقف معه، مع العلم أن أبي لا يحب الأكل في السيارة، وكان يمنعه منذ كنا صغارًا، ومشكلة أخرى: فقد بنى أبي بيتَينِ؛ أحدهما لنا، والآخر لأخي، وقد وضع أخي نافذة كبيرة جدًّا تكشف جميع بيتنا، في حين أن نوافذ بيتنا صغيرة، وعليها ساتر، لكيلا نكشف بيته، فناقشناه في الأمر، وطلبنا منه أن يضع ساترًا؛ فغضِبَ وحصلت مشكلة، وقام أبي بتوبيخنا؛ لأن أخانا هدده بأن يخرج من بيته ويفضحه أمام الناس، ومرَّ على الأمر سنة كاملة، وعادت المياه لمجاريها، لكن القلب لا يزال منكسرًا، واليوم قال لي أبي: إن أخاكم كان يفكر في تزيين البيت، لكنكم نكدتم عليه. ومشكلة ثالثة: فأخي يضع ابنه عندنا بشكل متكرر، ولوقت طويل جدًّا (منذ وقت العصر وحتى منتصف الليل)، دون سبب مقنع، وتكون زوجته موجودة في بيتها، ويقع على عاتقنا مداراته ومأكله ومشربه والذهاب به للحمام، مع أننا نكون مشغولين بأعمال أخرى، لكننا لا نستطيع أن نقول له: خذ ابنك معك، ويختلق لذلك المعاذير، فمرة بحجة الزيارة، ومرة يتحجج بأنهما سيقومان بالتسوق، وأخرى بأنه يريد متابعة المباراة دون إزعاج، أضف إلى ذلك أنه يأتي ويأخذ ابنه دون أدنى شكرٍ لنا، ولكننا تحملنا طوال تلك المدة على مضضٍ منا، أمَا وبعد أن حدثت هذه المشاكل، وبعد أن قام أخي بتوبيخنا، وبعد كلامه القاسي عنا، وبعد سُكنى البيت الجديد - صِرْتُ لا أتحمل أن يأتيَ ابنه لنا، وأن نُعيد ما حدث في القديم؛ فصرتُ أتجنب الطفل، وأقول له: اذهب إلى أمك، والطفل عنيد جدًّا ومزعج، وأمي تجبرنا أن نقوم بمداراته وأكله وشربه، وأنا لا أريد أن يتم استغلالي؛ إذ ما الذي يجبرني على تحمل طفلهم بعد كل ما فعلوه معنا؟ هل نحن مخطئون لكي نكفر عن ذنبنا أو نحنُ مظلومون؟ تعبت جدًّا من التفكير، وجزاكم الله عني خير الجزاء. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فملخص مشكلتكِ حسب ما سطرتِهِ هو الآتي: 1- واضحٌ جدًّا أن الوالد حفظه الله يُحب أخاكم محبة قوية، ولعله لأنه هو الولد الذكر الوحيد له، أو لأنه الأكبر. 2- ولا بأس بهذه المحبة، بشرط ألَّا تطغى أو تؤديَ لظلم البنات. 3- وواضح أن أخاكم يعلم بهذه المحبة له في قلب الوالد؛ ولذا قد يتجرأ على تصرفات تُعجبه هو، ولو أغضبتكم. 4- وضعه لطفله عندكم أحيانًا بدون أسباب مقنعة، وإلى منتصف الليل، مع أن أمه موجودة ملفت للنظر جدًّا، وفيه علامات استفهام وتعجب كبيرة، فأين دور أمه؟ هل هي مُدللة إلى هذه الدرجة عند زوجها أو هي...، أو أن أخاكم ضعيف الشخصية أمام طلباتها ورغباتها، أو أن بالولد مرضَ فرطِ حركةٍ مزعجًا، يريدون التخلص منه بعض الوقت ليستريحوا؟ 5- ويدل لِما سبق تركُهُ عندكم حتى منتصف الليل، وبدون أي شكر لكم على جهودكم؛ فعدم شكركم يدل على أنهم يعلمون بإزعاجهم لكم، وكأنهم يقولون: هذا واجب عليكم، لا يستحق الشكر. 6- والوالدة - حفظها الله - هي الأخرى تقف في صف أخيكم ربما لنفس أسباب وقوف والدكم معه، والآن بعد هذا التشخيص للأسباب المتوقعة لمشكلتكم، جاء دور الحل؛ فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: صحيح أن والديكم مخطئان في تفضيل أخيكم عليكم، ولا يجوز لهم ذلك، ولكن مع ذلك التمسوا لهما الأعذار، وأحسنوا صحبتهما وبرهما، والإحسان إليهما؛ فحقُّهما عظيمٌ مهما ارتكبا من الأخطاء الاجتهادية؛ لأن الله سبحانه عظَّم حقهما، وجعله أعظم حقٍّ بعد حقوق الله عز وجل؛ فقال: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]، وأمر الله سبحانه ببرِّهما ولو كانا مشركَيْنِ، ويأمران ابنهما بالشرك؛ فقال سبحانه: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]. ثانيًا: عليكم بأعظم شيء؛ وهو الدعاء لوالديكم بالعدل، ولأخيكما أيضًا بعدم الظلم لكم. ثالثًا: إن كان لديكم أعمامٌ عقلاء، يمكن توسيطهم لمناصحة الوالد، ومناصحة الأخ بتقوى الله واجتناب الظلم، وكذلك الأخوال والخالات العقلاء لمناصحة الأم وتذكيرها بعدم ظلم بناتها. رابعًا: شرعًا لستُم ملزمين بالعناية بابن أخيكم، ولكن إن رغبتم في الاحتساب في ذلك، ولإرضاء والديكم، فذلك طيب. خامسًا: عليكم مع كثرة الدعاء الإكثار من الاسترجاع؛ لأن ما حصل لكم يندرج تحت المصائب، وعليكم كثرة التوبة والاستغفار لهما؛ فهي أسباب عظيمة لتفريج الكرب، ولأننا قد نُبتلى أحيانًا بسبب ذنوبنا ونحن لا نشعر؛ كما قال سبحانه: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165]، وكما قال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]. حفظكم الله، وأعانكم على برِّ والديكم، وأعان والديكم وأخاكم على العدل، وجنَّبهم ظلمات الظلم. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |