|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مرضي أثر على نفسيتي أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: فتاة ثلاثينية أجرت عملية في عينها فأصبحت عينها تبدو أصغر بكثير من العين الأخرى؛ ما جعل الناس يطيلون لها النظرات التي أثَّرت في نفسيتها، ثم إن عينها الأخرى التي لم تُجرِ فيها العملية أصبحت لا ترى بها بسبب ترقق في الشبكية؛ ما أثر في نفسيتها أكثر، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا فتاة في العقد الثالث من عمري، أجريت عملية جراحية لتصحيح نظري، وأثَّرت هذه العملية على شكل عيني؛ فأصبحت أصغر من الأخرى كثيرًا، وبشكل ملاحظ جدًّا؛ فأصبح الناس يُطيلون النظر بي بشكل مبالَغ فيه؛ مستغربين هذا التفاوت، هذه النظرات تؤثر في نفسيتي، مشكلتي الأخرى أن عيني الأخرى التي لم أجرِ فيها العملية أصبحت لا أرى بها بسبب ترقق بالشبكية، وهذا أثَّر في نفسيتي أكثر وأكثر، فالناس يَرَون الشيء كاملًا، لكنهم لا يعلمون كم ينطوي خلفه من نقصٍ، والحمد لله على كل ما قضى وقدر، أرجو نصيحتكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فإن المجتمع لن يتغير في يومٍ وليلة، هذا إن كان المجتمع يتجه نحو مزيد من التدين والفهم والوعي، ولا نبالغ إذا قلنا: إن كثيرًا من المجتمعات معاقة في طريقة تفكيرها مع المختلفين وذوي الاحتياجات الخاصة؛ ولهذا فيجب أن تتعودي على هذا السلوك وتتعايشي معه. نظرات الناس لكِ منها نظرات طبيعية لا يقصدون منها أي شيء، وهي تقع منهم في أول مرة يَرَونكِ فيها، فعندما يرى الإنسان هيئة غريبة في الآخرين، فإنه يمعن النظر إليها ليتأكد أن نظره لا يخدعه، وهذا يحدث مع أي إنسان مختلف، فينظرون هذه النظرة إلى الرجل مفرط الطول وإلى شديد القصر، وإلى الأعرج وإلى شديدة الجمال، وإلى ضخم العضلات، هذه النظرات لا تقتصر على أصحاب العلل، بل لأي شخص مختلف، هذه النظرات لا شيءَ وراءها، وهي اضطرارية، فمن يراكِ يريد أن يتأكد: هل يرى شخصًا مختلفًا أو أن العيب في نظره هو؟ أنتِ نفسكِ لو قابلتِ شخصًا عيناه تشبه عينيكِ، فسوف تدققين النظر بشدة لتتأكدي من أنه فعلًا مختلف، وبعضهم لا يخفي نظراته وتمعنه، والبعض لا يراعي أن صاحب العلة قد يتألم، وبعضهم يشغله النظر والتدقيق عن التفكير في مراعاة مشاعر الآخرين، ولكن صاحب العلة يتألم من هذه النظرات، بعض أصحاب العلل لا يرون كل من ينظر إليهم بنظرات فاحصة متمعنة، ولكن للأسف فإن تلك النظرات للعلة التي في عينيكِ لا يمكن أن تستتر عنكِ، فهي نظرات مباشرة، العين في العين. وأظن أن أغلب النظرات التي تؤذيكِ هي هذه النظرات التي تكون غالبًا من الناس الذين لا يعرفونكِ أو يتعاملون معكِ مرة واحدة فقط؛ كما في الأسواق أو الشوارع أو العمل. ولا أظن أن الذين يعرفونكِ قد يطيلون النظر لعينيكِ يتأملون الفارق بينهما، وعادة الناس أن ينظروا لبعضهم البعض عندما يتحدثون، وتتلاقى النظرات، وينظرون في أعين بعضهم يبحثون عن إجابة سؤال، أو في محاولة لفهم مغزى الكلام، أو حتى للتأثير في الشخص الآخر عن طريق النظرة، نظرة مستعطفة وأخرى متساءلة، وغيرها ساخرة أو حازمة، وربما أخرى تحمل تهديدًا، أو حتى إغواءً، وهنا ربما تجدين صعوبة في التعامل مع هذه النظرات، والتفريق بينها وبين تلك النظرات التي تفتش في علتكِ. لا نملك لكِ الكثير من النصائح، إلا أن الرضا بقضاء الله وقدره نعمةٌ لا يجد نعميها كثيرٌ من الناس والتصالح مع النفس جنة، وكذلك التعامل مع الناس بفهمٍ ووعيٍ بأن شكل العينين المختلف سوف يدفعان كثيرًا من الناس لإطالة النظر والتدقيق، هذا واقع لا مفرَّ منه، فلنقبله ونتعايش معه بهدوء. فكرة النظارة لا بأس بها، ويمكن أن ترتدي فوق النقاب غطاء على الوجه رقيقًا لا يحجب الرؤية (البيشة)، وهذا قد يجنبكِ النظرات التي تؤذيكِ عند تعاملكِ مع الأغراب في الأسواق والعمل والأماكن العامة، وتجنب الاتصال البصري مع الآخرين قدر الإمكان، ونحن نعلم جيدًا أن هذا صعب وخاصةً وأنتِ معلمة، لكن كما قلنا قدر الإمكان. تميزكِ في حياتكِ وعملكِ سوف يدفع الكثيرين للنظر إليكِ بإعجاب، ووقتها سوف تجدين نوعًا آخر من النظرات لها بهجة في النفس وسعادة في القلب. ولا أظن أنكِ تنتظرين نصيحة منا باستشارة طبيب بشأن عينك الأخرى، والبحث عن علاج لها، ولكنها ذكرى؛ ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]. وقبل كل شيء اجعلي ما بينكِ وبين الله عز وجل عمارًا، وثقي وقتها في الله في أنه لن يجعل الذي بينكِ وبين الناس خرابًا. يسَّر الله لكِ أمركِ، ورزقكِ السكنية والرضا والصبر.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |