|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي جعلني بلا كيان ولا شخصية أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة منذ عامين تفكِّر في الطلاق؛ إذ ترى أن الحياة مع زوجها أصبحت مستحيلة، فهو يجعلها بلا كيان، بدءًا من العزل، ثم منعها من الذهاب لصديقاتها، أو الخروج معها للتنزه، حتى إنه يمنعها صلاة التراويح، وقد تعبت من تلك الحياة، وتريد الطلاق، غير أنها تحبه، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا امرأة متزوجة، على وشك الانهيار، ودائمة البكاء، ولا أشعر بالاستقرار في بيتي، وقد أثَّر ذلك سلبًا على صحتي، فأنا دائمًا مرهقة جرَّاءَ الضغط وكثرة التفكير، أنا متزوجة منذ عامين ولم أشعر بالانتماء لبيتي حتى الآن، بل أشعر بغربة ووحشة فيه، لا أعلم إن كان السبب أن البيت كان لأهلِ زوجي، ووالداه توفَّيا في نفس الفترة، وبقينا فيه بعد زواجنا، أو لأن أثاثَ بيت أهله القديم موجود، مع أن غرفة النوم جديدة ومجلس غرفة الضيوف جديد، وباقي الأثاث كله قديم، وحتى أدوات المطبخ أشعر أنها ليست ملكي، وأحاول المحافظة عليها، وأتحرز أن أتسبب بكسرها أو تغييرها لأنها ليست لي، عرضت عليه أن نرحل من البيت أو نجدد بعض الأثاث ولكنه رفض، ثم إنه يمنعني من أمور كثيرة أرغبها، وحاولت أن أقنعه لكن بلا فائدة، بداية من موضوع الحمل الذي لا يزال يؤجله ويعزل عني حتى يشاء هو، وأشعر بفراغ كبير وحرمان من الشعور بالأمومة، ووضحت له، وبيَّنتُ له أنه من حقي أن أرى أولادي، وأن العمر يمضي بنا وصحتي تتراجع، ويمنعني من التسوق ولو كنت معه، ومن زيارة صديقاتي بحجة أنه لا يحب تجمعات النساء وتدخلهن بالخصوصية، ومن المناسبات السعيدة أو الحزينة، فلا فرحَ ولا عزاء أذهب إليه، حتى إنه يمنعني من صلاة التراويح منذ أن تزوجنا، ولا يحاول التخفيف والترفيه عني بأن نخرج معًا للتنزه، أو نذهب للمناسبات معًا، بل يقول لي: اذهبي مع أهلكِ، وأنا أخرج وحدي، أو مع إخواني وأصحابي فقط، حتى إصلاح شعري يرفضه، أشعر بأنني تعبت، أصبحت بلا كيان أو شخصية، يجمعني معه الأكل والفراش فقط، تعبت من كثرة ما أقنعته وعدم جدوى إقناعه، وأخيرًا أفكر بالطلاق؛ لأن الحياة أصبحت تستحيل معه وبوجود هذه التقيدات، وعلاقته مع أهلي وأقاربي رسمية جدًّا، وهو أمر يقلقني دائمًا، فلا يوجد أريحية في التعامل بينه وبين أهلي، وأشعر أن خطوة الطلاق ستكون صعبة علينا، فأنا أحبه، وهو كذلك دائمًا يُسمِعني كلمات الحب والإعجاب ويحتويني، إذا فكرت أني سأعيش دونه، أتعب نفسيًّا، وهو أخبرني بأنني إذ لم أتأقلم معه، فسأرجع لبيت أهلي، حتى أستقر وأرتاح؛ لأنه لا يريد أن يكون سببًا في تعاستك، أرجو توجيهكم وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فإن رسالتكِ اشتملت على عدة مسائل. إحساس الغربة في البيت؛ لأن بعض الأثاث قديمٌ، والبيتُ كله لأهلِ زوجكِ، ولا أظنُّ أنَّ هذا إلا عَرَضٌ للمشكلات الأخرى، فالكثيرُ منَّا يسكن في بيوت سبق لغيره أن سكن فيها، وأنتِ عندما تقترحين على زوجكِ الانتقال لبيتٍ آخرَ، فغالبًا هناك مَن سكن هذا البيت قبلكما، أما كَون بعض الأثاث قديمًا، فهذا ليس فيه ما يضر طالما أنه سليم ويلبي حاجتكِ، فالأثاث الجديد الذي اشتراه لكِ زوجكِ لن يبقى جديدًا إلى أبد الدهر، وهذا الأثاث قد صار لكِ الآن فلا تجعلي وساوس الشيطان تفسد عليكِ حياتكِ، وربما كان هذا الأثاث له ذكرياتٌ مع زوجكِ وإلحاحكِ عليه بتغيير الأثاث قد يُوغِرُ صدره عليكِ، فتنبَّهي. زوجكِ يمنعكِ من التسوق، لكنه يأتي لكِ بما تحتاجينه، ويسمح لكِ بالخروج بصحبة أهلكِ، وهذا خبرٌ جيد، فأمامكِ بابٌ مفتوحٌ للترويح عن النفس وصلة الرحم، وهو لا يمانع أن تقضي بعض الوقت مع أهلكِ، فاجعلي يومًا في الأسبوع أو الشهر تقضينه معهم وتروِّحين فيه عن نفسكِ، وطالما أنه يحبكِ ويحتويكِ ويُسمِعُكِ كلماتِ الحب والإعجاب، وأنتِ تبادلينه نفس المشاعر؛ فلا مجال هنا للحديث عن الطلاق، فهذا حال أغلب البيوت، لا تخلو من الشدِّ والجذب، ومشكلات الحياة لا تنتهي، وطبائع الناس دائمًا تختلف، والزوجة الحاذقة من تتغلب على مشاكلها باللين والحكمة، وتتعايش مع طِباع زوجها ولا تصادمها. بقيت آخر نقطة، وأظن أن هذه هي المشكلة الحقيقية، والتي تحتاج لوقفة جادة؛ ألا وهي مسألة تأجيل الإنجاب. فأنتِ لكِ حقٌّ أن تكوني أمًّا، هذا لا ينكره عليكِ عاقل، ولا يحرمكِ منه كريم، ومن يتأمل دعاء سيدنا زكريا يشعر بنعمة الولد، وألم الحرمان من الذرية؛ قال تعالى عن زكريا عليه السلام: ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 3 - 7]. فيجب أن تكون الأمور واضحة، هل يرغب في تأجيل الإنجاب أو أنه لا يرغب في الإنجاب نهائيًّا؟ هذه أمور يجب مناقشتها معه، ومعرفة موقفه بوضوحٍ، فإن كان يرغب في التأجيل، فإلى متى؟ يجب تحديد موعد يرضيكِ، وما زالت الفرصة أمامكما، وخاصة أنه لم يمضِ على زواجكما أكثر من عامين، فلا تبتئسي، وإن لم يكن راغبًا في الإنجاب نهائيًّا، فالأمر لكِ ويحق لكِ طلب الطلاق أو الصبر والبقاء معه، عسى الله أن يهديَهُ، فالنبي صلى الله عليه وسلم حضَّ على الزواج، وكثرة الذرية فقال: ((تناكحوا، تناسلوا، أُباهي بكم الأممَ يومَ القيامةِ))؛ [حديث صحيح]. إذا قررتما التأجيل إلى وقتٍ قريب، فلا أقلَّ من إجراء بعض الفحوصات الطبية للتأكد من قدرتكما على الإنجاب، وأنه لا عوائقَ من الحمل، فلربما تحتاجان علاجًا ما، والأفضل أن يبدأ في هذه الفترة، وهذه الخطوة في غاية الأهمية، فربما يعرف عن نفسه شيئًا أنتِ لا تعرفينه، لو كان هناك من يستطيع أن يساعدكِ من أهله مثل أمه أو أخته، فأنصحكِ أن تطلبي تدخُّلَه في الموضوع قبل أن تلجئي لأهلكِ، ولكن هذا يتوقف على عادات المجتمع والأسر في بلادكم. وفي النهاية أدَّخِرُ لكِ أهم نصيحة باللجوء والتضرع والدعاء إلى الله، فالله تعالى يُقلِّب القلوب كيف يشاء.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |