مرض جلدي رفضت خطبتي لأجله

[ابوالوليد المسلم]

مرض جلدي رفضت خطبتي لأجله
أ. هنا أحمد


السؤال:

♦ الملخص:
فتاة ترى نفسها غير جميلة، وقد أُصيبت بمرض جلدي يسمى "الثنية الملونة"، وهذا المرض أحدث في جسدها بقعًا، ثم كان أن رفضها شخصٌ تقدَّم إليها لَمَّا عرَف ذلك، وهي تسأل: ما النصيحة؟

♦ تفاصيل السؤال:
أنا فتاة في العشرين من عمري، مشكلتي ربما تكون متعلقة بمرض نفسي، أنظر إلى نفسي كثيرًا في المرآة، أحيانًا أكون مقتنعة بشكلي، وأحيانًا كثيرة لا أفعل، ودائمًا أُحِسُّ أن أفراد عائلتي ينظرون إليَّ على أنني لستُ جميلة، ويذكرون أني في صغري - مثلًا - لم أُولد ناصعةَ البياض، رغم أنني بيضاء، أو مثلًا لم يكن لديَّ أنفٌ على سبيل الضحك السخيف، الوضع تأزَّم عندما أُصبتُ بمرضٍ جلدي يسمى "الثنية الملونة"، سنوات طويلة وأنا أعاني خاصة في الصيف، وثقتي في نفسي قلَّت نوعًا ما، وتعالجت السنة الماضية رغم بعض البقع التي لا زالت موجودة، خاصة في الرقبة، وبصراحة أنظر إلى جسدي في المرآة كثيرًا، أرى فقط تصبغات، بقعًا، آثارًا، وبعض حَبِّ الشباب، شعرًا ... كما أن لديَّ وحمة في الجانب الأيسر شكلها دائري ولونها أسود، المشكلة أن شخصًا تقدم لي ورُفضتُ لهذه الأسباب، وبكيت كثيرًا على نفسي، خاصة أنني أريد بناءَ أسرةٍ صغيرة، وأحلُمُ أن يصبح لديَّ طفلتان، لكن إن ظلَّ جسدي هكذا، وتفكيري على هذه الحال، فلن يتحقق هذا الحلم أبدًا، فقط أريد رأيكم ونصيحتكم، دمتم سالمين.



الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فبعد استشارة طبيب أمراض نفسية، فلا أظن أنكِ تعانين من مرض نفسي ورد فعلكِ على هذا التنمر طبيعي جدًّا، ومُتَّسق مع شخصيتكِ.

عدم الثقة بالنفس هي مشكلتكِ وهي ليست مرضًا نفسيًّا؛ لأنها عادةٌ وصفةٌ تُكتسب ولا تُولد مع الإنسان، المجتمع حولكِ يعطيكِ الثقة بالنفس أو يحرمكِ منها، وإن التنمر على الأطفال والمراهقين من باب المزاح واللهو من أسوأ السلوكيات التي يقع فيها بعض الآباء والإخوة، فيدمرون شخصية الإنسان ويجعلون ثقته بنفسه في الحضيض؛ ما يؤثر على سلوكه وأدائه في الحياة بشكل عام، وفي الدراسة والعمل والعلاقات الأسرية بشكل خاصٍّ.

الثقة بالنفس هي شعور الإنسان بامتلاكه بعض التأثير فيما يجري ما حوله، وأنَّه ليس إنسانًا عاجزًا عن فعل ما يريد، وإدراكه لامتلاك القدرات والإمكانات التي تمكِّنه من تحقيق ما يريده في حياته، ويصعب على الفرد اكتشاف ما يمتلكه من مهارات وطموحات إذا لم يمتلك الثقة بنفسه وبإمكانياته.

أسباب انعدام الثقة بالنفس:
1- الشعور بالدونية واحتقار الذات.

2- تكرار الكلمات السلبية عن النفس؛ مثل: أنا فاشل، أنا غبي، وغيرها من الكلمات التي تتبرمج داخل العقل.

3- التركيز على نقاط الضعف في الشخصية، والإحساس بأنَّ الجميع يركز على هذه النقاط ويراقبها.

4- سوء التربية خلال مراحل الطفولة الأولى؛ حيث إن السنوات الأولى من حياة الشخص هي التي تشكل شخصيته فيما بعد، وكثرة العنف وتخويف الطفل وترهيبه يؤدي إلى انعدام ثقته بنفسه.

5- قتل الإبداع لدى الطفل.

6- عدم التشجيع، وهذا الأمر يؤدي إلى إحساس الفرد بعدم أهمية الأمر الذي يقوم به، وأن أفعاله كلها تافهة وغير مفيدة.

7- مقارنة الشخص بغيره من الناس، مثل أشقائه وأقرانه.

8- الخوف من الفشل، وذلك بسبب تعرض الفرد لحادث أو موقف أثَّر بشكل سلبي عليه، وولَّدَ لديه شعورًا بالفشل.

نصائح لزيادة الثقة بالنفس:
إن الخطوة الأولى للتخلص من مشكلة انعدام الثقة بالنفس هي الاعتراف بوجود المشكلة، وعليه يكون التخلص من الأسباب التي أدت إلى الشعور بانعدام الثقة بالنفس وقلة تقدير الذات، ويمكن زيادة الثقة بالنفس عن طريق:
1- ممارسة التمارين الرياضية باستمرار؛ حيث إن ممارسة الرياضة تزيد ثقة الشخص بنفسه من خلال تحسين المزاج، وتغيير نظرة الشخص إلى نفسه.

2- تثقيف النفس، وذلك عن طريق القراءة والتحدث مع الأشخاص الأكبر عمرًا والأكثر حكمة.

3- كسر الخوف، وذلك عن طريق عمل ما يخيف الشخص، فإذا كان يخاف من التحدث أمام الناس، فعليه أن يقوم بالتحدث أمامهم عدة مرات؛ لكسر الخوف والتخلص منه.

4- الاهتمام بالشكل الخارجي؛ حيث إن الاهتمام باللباس واستخدام العطر يعزز الثقة بالنفس.

5- اتخاذ القرارات الجريئة والخروج عن المألوف.

6- يلزمكِ أن تستشيري طبيبَ أمراضٍ جلدية، ومتابعة العلاج حتى تزول تلك العلامات، وخاصة أن علاج الأمراض الجلدية وآثارها قد يستغرق وقتًا طويلًا.

7- كلما كانت علاقتكِ بالله متينة وقوية، هانت المشكلات أمام عينيكِ وأعانكِ الله على قضاء حاجاتكِ، ورد عنكِ القضاء، فالدعاء والقضاء يتصارعان في السماء فكما جاء في الحديث الصحيح: ((لا يزال القضاء والدعاء يَعْتَلِجانِ ما بين الأرض والسماء)).

ندعو الله أن يهديَ أهلكِ وإخوتكِ، وأن ييسر لكِ من أمركِ رشدًا.