التردد في القرارات الحياتية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 774 - عددالزوار : 117750 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3622 )           »          قسمة غنائم حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوجه المشرق والجانب المضيء لطرد المسلمين من الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          القرآن يذكر غزوة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          مشاهد من معركة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          غزوة هوازن "حنين" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أحكام فقهية وقعت في مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-08-2023, 11:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي التردد في القرارات الحياتية

التردد في القرارات الحياتية
أ. هنا أحمد


السؤال:

الملخص:
امرأة متزوجة تسأل عن الطريقة الصحيحة للدين، حتى لا تضل، وتسأل أيضًا عن كيفية تكوين المهارات من خلال القناعات الداخلية، وليس مجرد الأخذ بآراء الآخرين.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم.


لديَّ ثلاثة أسئلة مختلفة، أرجو أن أحصل على إجابات شافية منكم، وجزاكم الله خيرًا:
1- كيف أتعرف على ديني بطريقة صحيحة؟ لأن لديَّ خلطًا، فكيف أعرف أنني أسلك الطريق الصحيحة، ولا أدخل تحت قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا[الكهف: 103، 104].

2- كيف لا أشعر بالخزي من مشاعري وأفكاري؟ فزوجي يكبُرني بـ١٧ عامًا، وإذا ما تسبَّبتُ في أي مشكلة، فلا يكون مني إلا البكاء، ولا أستطيع التعبير عن مشاعري، فأنا أحتقر مشاعري وأبخسها حقَّها، وأرى أنها لا تستحق أن أُعبِّرَ عنها، أو أن يعرف عنها الآخرون شيئًا، وأيضًا أنا لا أخبر أحدًا بما يقع لي، لا أمي ولا إخوتي، وليس لديَّ صديقاتٌ أشاركهن الحديث، فقط بضع زميلات نتشارك السلام والسؤال عن الحال.

3- أنا أتردد كثيرًا في قراراتي، وإذا نويت البدء في شيء، أعرف أني سأُغيِّرُهُ من بعد ذلك، فلا أُدخل نفسي فيه، ولا أتعمق فيه، وإذا ما وجَّهني شخص لفعل شيء، فإني أفعله وأرى أنه صوابًا؛ فمثلًا تعلمت التصميم لأعمل به من المنزل؛ لأنني رأيت الناس في الميديا يتحدثون أنه يجلب المال، لكني لم أعمل به بعدُ، ثم يأتي زوجي ليوجهني لإكمال دراسة الماستر العام المقبل في اللغة العربية، إذ إنني حاصلة على إجازة منها، لكني لم أعمل بها، فأجاريه في رأيه، ثم تأتي أختي لتخبرني أن أعمل "ميكاب ارتيست"، ثم تأتي أمي لتخبرني أن أعمل مشروعًا تجاريًّا، وهكذا دائمًا أنظر إلى فكرة الآخر على أنها هي السديدة، وهي التي ستنجح، ولكني لم أبدأ بأيِّ عمل حتى الآن، ولما جلست مع نفسي ووضعت قائمتين؛ واحدة لِما أحب، والأخرى لِما أكره، لم أجد ما يساعدني على إيجاد وظيفة، حيث إنه ليس لديَّ مهارة على الحقيقة، وهو أمر أكده لي زوجي لما سألته؛ ما أحبطني بشدة، فكيف أجد لنفسي مهارةً أقتنع بها أنا أولًا، دون تأثُّرٍ بآراء الآخرين عنها؟ وشكرًا.



الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
1- فسؤالكِ عن معرفة دينكِ بطريقة صحيحة دليلٌ على أن فيكِ من الخير ما يساعدكِ على الوصول إلى مبتغاكِ إن شاء الله.

الكتب والقراءة ليست هي الطريقة المُثلى لطلب العلم وخاصة للمبتدئين، وصاحب العزيمة الضعيفة أو من يفتُرُ سريعًا لا يمكن أن يُتمَّ شيئًا بمفرده، فلا بد من تشجيع ومتابعة ومنافسة؛ وكما قال المولى عز وجل: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26]، سؤالكِ هذا قد تكون يسيرة علينا إجابته، ولكن العمل هو الذي يحتاج منكِ لهِمَّةٍ وعزيمةٍ وإصرارٍ.

طريقُ تعلُّمِ الدين هو طريق الجنة، وأحسنُ ما ينفع العبد في آخرتِهِ من العلم هو حفظ كتاب الله؛ ولهذا فأول خطوة هي الانتساب لدار لحفظ القرآن الكريم، ويكون هذا هو شاغلكِ الأول والأهم، وهذا هو الباب الذي سوف تدخلين منه إلى تعلم الدين الصحيح، فهذه الدُّورُ غالبًا لها مواعيدُ مناسبة لربَّات البيوت، ويكون الحضور ليوم أو يومين في الأسبوع لسُويعات قليلة، هذه هي الخطوة الأولى، ثم يمكن الانتساب لواحدة من الأكاديميات التي تُعلِّم العلم الشرعي عن طريق الإنترنت مثل أكاديمية زاد (zad) أو غيرها، المهم هو الانتساب لدراسة جماعية، فيها متابعة واختبارات، ها أنتِ ذا قد انطلقتِ وخطوتِ خطواتكِ الأولى، وكل شيء بعد هذا سوف يكون يسيرًا، وسوف تفتح لكِ أبوابًا أخرى لتلقِّي العلم الشرعي، ومعرفة دينكِ حقَّ المعرفة، كما قلت لكِ فإن الأمر يسير، وبمجرد الانضمام لمثل هذا الدور والمعاهد والالتزام بالحضور والمتابعة سوف تسير الأمور بشكل جيد وتلقائي.

2- كثيرًا ما تسألني النساء عن فارق السن بينهن وبين أزواجهن، وغالبًا يكون دافع هذا هو تلك الثقافة المريضة التي نتلقاها عن طريق التلفاز والميديا، يصورون لهن أن فارق السن يعني اختلافًا جذريًّا في التفكير، وكأن هذا الرجل يعيش في الماضي، وقد انقطع عن متابعة مستجدات الحياة، فلا يعرف ماهية الإنترنت أو لا يتابع ما يحدث في البلاد من أحداث، أو أنه بعيد عن الفكر والثقافة، مع أن العكس هو الصحيح، فهذا الرجل خبرته في الحياة أكبر من الشباب، وليست معرفة التفاهات المستجدات شيئًا يستحق الفخر والثناء.

عزيزتي، لا ضَيْرَ في أن زوجكِ يكبُركِ بسبعة عشر عامًا، وكما يبدو فالرجل منفتح ويشجعكِ على طلب العلم، وعلى الولوج لمرحلة الدارسات العليا في تخصصكِ.

والمشكلات في الحياة الزوجية شيء طبيعي، ولا يخلو منها بيت، فلا تظني أن هؤلاء النسوة اللاتي يبدو عليهن السعادة خارج بيوتهن لا تعرف المشكلات طريقًا لهن، كل ما في الأمر أنهن يتجاوَزْنَ أو يتعايَشْنَ مع تلك المشكلات، لن تغير بعض النصائح التي نقولها لكِ هنا من طبيعة شخصيتكِ التي تبكي وتنهار، وتعجز عن وصف مشاعرها، ولكن ربما يكون للقلق والتشتت الذي تعيشين فيه أثر لهذا السلوك، فإن تمكنتِ من إنجاز شيء في حياتكِ سوف يكون لهذا أثر كبير على ثقتكِ بنفسكِ، والمرأة العاقلة هي التي تستطيع أن تجد في قلب زوجها سكنًا يحتويها ويساعدها على الإفصاح عن مشاعرها، فبحسن التَّبَعُّلِ لزوج وبالسمع والطاعة تكونين قريبة من قلبه وعقله، وسوف يساعدكِ هو كثيرًا في التعبير عن مشاعركِ، وأما عجزكِ عن إخباركِ أهلكِ وصديقاتكِ بمشكلاتكِ، فهذا من نِعَمِ الله عليكِ، فإن منَّ الله عليكِ، وانطلق لسانكِ معبرًا عما يدور في خَلَدِكِ من مشاعرَ، فلا تنكبِّي عليهم بمشكلاتكِ تشرحينها، وبأسرار بيتكِ تفضحينها، فهذا الباب لا يأتي أبدًا بخير، وعليكِ بزوجكِ يكون محلَّ بثِّ حزنكِ وفرحكِ، ومعه تُفضفضين بمشاعركِ، فإن غاب عنكِ، فإن ربكِ لا يغيب عنكِ أبدًا، فاشكي بثَّكِ وحزنكِ إلى الله في صلاتكِ ودعائك، واعلمي أن الله عز وجل هو مُفرِّج الكروب والهموم، فرج الله عنكِ.

3- قال الله عز وجل في سورة النحل: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ [النحل: 78]، نعم، جميعنا نُولَد من بطون أمهاتنا ونحن نفتقر إلى كل مهارات الحياة، فلا النجار يولد نجارًا، ولا الطبيب يولد طبيبًا، نعم ليس لك مهارة، ولهذا سوف تتعلمين ما تحتاجين من مهارات.

المشكلة تكمن في الدافع والحافز، أنتِ ليس عندكِ دافعٌ ولا حافزٌ لتعلم ما تختارينه، في البداية يكون عند الإنسان همة وحماس، سرعان ما يخبو مع مرور الوقت عندما لا يكون هناك حافز أو تشجيع، فكما قلنا لكِ في الإجابة على السؤال الأول، لو أنكِ اقتنعتِ بأهمية حفظ القرآن ثم شرعتِ تحفظين بمفردكِ في البيت، فلن تنجزي أي شيء، لا بد من الانتساب لدار تحفيظ، هذا شيء مفروغ منه، وكذلك لو اخترتِ أن تتعلمي التصميم، فلا بد أن يكون هذا من خلال مدرسة أو معهد متخصص، وليس عن طريق مشاهدة فيديوهات على الإنترنت، أو حتى قراءة كتب، والأفضل أن تكملي شيئًا مثل دراستكِ العليا، وتستفيدي من دراستكِ السابقة، وسيكون هذا رائعًا ومتممًا لطلب للعلم الشرعي ولتعلم دينكِ.

فاستعيني بالله ولا تعجزي، وأكثري من الصلاة والدعاء عسى أن يتقبل الله منكِ، وييسِّر لكِ سُبُلَ النجاح والفلاح.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.22 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]