|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجتي طيبة لكنها محدودة التفكير الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: رجل متزوج من امرأة طيبة مطيعة، لكنه يشكو من محدودية فكرها، وعدم معرفتها بأمور الدنيا، ويسأل: هل يُطلقها أو يُمسكها؟ ♦ السؤال: زوجتي إنسانة طيبة ومطيعة، لكن آفةً فيها أعدمتِ الألفة والحبَّ بيننا؛ فهي لا علم لها بأمور الدنيا؛ أي: إن فكرها محدود جدًّا جدًّا، وذلك بشهادة أفراد من أهلها وأهلي، ولا سبيل لتغييرها، وأنا غير مرتاح نهائيًّا، أنا في حيرة من أمري؛ إذ إنني لو أبقيت عليها، فسأكون قد ظلمتُ نفسي وظلمت أولادي الذين قد يكونون شبهها، وفي الوقت ذاته أخشى أن يكون الطلاق ظلمًا لها، أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فملخص مشكلتك هو: 1- زوجتك طيبة ومطيعة، ولكنها محدودة الفكر والعلم بأمور الدنيا. 2- تخشى أن تُرزَق بأولاد بمثل مستواها. 3- لا تجد لها حُبًّا ولا أُلفة. 4- تُفكر في تطليقها للأسباب السابقة، ولكنك تخشى أن يكون في طلاقها ظلمٌ لها. 5- وتخشى أن يكون بقاؤها معك ظلمًا لنفسك أيضًا. 6- ولِما سبق؛ فأنت محتار جدًّا في التصرف السليم. فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: يمكن غض الطرف نسبيًّا عن محدودية فكرها وعلمها في مقابل الإيجابيات الطيِّبة فيها؛ وهي الطِّيبة والطاعة، فالكمال في كل الجوانب صعبٌ جدًّا؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يَفْرَك مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً؛ إِنْ كَرِه مِنْهَا خُلُقًا، رَضِيَ مِنْهَا آخَر، أو قال: غَيره))؛ [رواه مسلم]. ثانيًا: لكن المقلق حقًّا في مشكلتك هو تصريحك بعدم حُبك لها، وعدم أُلفتك لها. ثالثًا: تخوُّفك من أن تُرزق بأبناء في مثل مستواها العقلي محتملٌ حصولُهُ، أو عدم حصوله؛ لأن الأم هي الملاصقة كثيرًا لأبنائها، ويقتدون بها، وكذلك يقتدون بوالدهم. رابعًا: ونظرًا لوجود صفات طيبة في زوجتك، ووجود صفات سلبية أخرى، ونظرًا لنقص الحب والألفة بينكما، وهي مهمة جدًّا لحصول أهداف الزواج المشروعة؛ من السكن والمودة، والرحمة والاستعفاف، ولأن موضوعك تتجاذبه اعتبارات مهمة ومتباينة - فإني أرى أن تفوِّضَ الأمر لله سبحانه بالاستخارة، ثم تتخذ ما تعزم عليه بعد ذلك؛ لأن الله سبحانه هو العليم الخبير بأحوال عباده؛ قال سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. فقد يكون احتسابُك بالبقاء معها تقديرًا لطيبتها وطاعتها خيرًا كثيرًا، وقد يكون الفراق أيضًا خيرًا لكما. خامسًا: الطلاق عند تعذُّرِ استمرار الحياة الزوجية لأي سبب شرعي ليس ظلمًا، ولا يُعاقب الله عليه؛ قال سبحانه: ﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 229]. حفظك الله، ودلك على رشدك، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |