|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أحب خطيبي المتزوج وأخشى رفض أهلي أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: فتاة تقدم إليها رجل متزوج، وقد أحبَّتْه، ورأت فيه كل ما تتمناه، وهي تخشى رفض أهلها له، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم. أريد أن أستشيركم في تعدد الزواج، فقد تقدم لخطبتي رجل متزوج ولديه طفلان، متدين ومحترم، وذو خلق، أخبرت أهلي عنه، وقد التقى بهم، لكنني لم أخبرهم إلى الآن أنه متزوج، وزوجته لا تعارض أبدًا أن يتزوج بي، بل ربما تتطلق منه إن تزوج بي؛ وسبب زواجه عليها أنه لا يوجد علاقة زوجية، ولا علاقة حبٍّ أو طاعة بينهما، فهو صابرٌ معها فقط من أجل أطفاله، وقد وجد كل الصفات التي يتمناها فيَّ والحمد لله؛ من حب واحترام، وتقدير وطاعة، وأنا كذلك، صليتُ وما زلتُ أصلي الاستخارة، والحمد لله أشعر براحة وطمأنينة وميلٍ له، لكنني أخشى إن علِم أهلي أنه متزوج أن يرفضوه، فأنا ابنتهم الوحيدة، ولا أريد الافتراق عنه، فقد وجدت فيه كل ما أتمنى؛ كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءكم مَن ترضَون دينه وخلقه فزوِّجوه))، أفيدوني مأجورين. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: ففي أحيان كثيرة تحمل الرسالة في طيَّاتها معانيَ وإشاراتٍ لا تحملها كلمات الرسالة، واعذريني إن قلت لكِ: إني ألمح خلف الكلمات تسرعًا وتهورًا، ويبدو من كلامكِ قلة الخبرة في الحياة. وأنا أعتب عليكِ تطور علاقتك بالرجل بهذا الشكل، قبل أن يلتقيَ أهلكِ، فكما تقولين لقد وجد بكِ كل الصفات التي يتمناها: الحب والاحترام، والتقدير والطاعة، أيَّ حبٍّ تقصدين؟ وكيف وجده؟ ثم كيف وجد فيك الطاعة؟ وأي طاعة تلك لرجلٍ لا تربطك به أيُّ روابط حتى الآن؟ رجل متزوج وله طفلان، وحياته العائلية غير مستقرة، وبينه وبين زوجته أمِّ أولاده شقاقٌ كبير، فمن أدراكِ أنها هي المُقصرة، وأنها هي المسؤولة عن فشل حياتهما الزوجية؟ أليس هناك احتمال - ولو ضعيفًا - أنه هو السبب؟ فكلٌّ منهما يظن أنه ضحية، أنا لا أتَّهمه بالكذب، فكل إنسان يرى الحياة من وجهة نظره، لكن لو قلتِ لنا: إنه يريد أن يتزوج، رغم أنه سعيدٌ في حياته الزوجية القائمة، لكان الأمر أيسرَ وأكثر قبولًا، فهذه طبيعة بعض الرجال لا يكتفون بامرأة واحدة، ولهذا أباح لهم الشرع التعدد، ولكنَّ فشل زيجته الأولى التي ما زالت قائمة يُلقي بظلالٍ من الشك حوله، وحول قدرته على احتواء امرأة لا تجرؤ على الاعتراض على زواجه من امرأة أخرى، بل وتقبل هذا في حين أنه يصِفُها بالعناد، أين هذا العناد في أهم شيء سوف يؤثر على حياتها؛ زواج زوجها بأخرى؟! دعينا نتفق على قاعدة عامة نبني عليها باقي الحوار؛ ألا وهي أن أهلكِ يحبُّونكِ ويريدون لكِ الخير، وهم حريصون على مصلحتكِ أكثر من نفسكِ، وأن عندهم من خبرات الحياة ما يفوق ما عندكِ بكثير. والطبيعي وما ينبغي أن يكون هو أن يأتيكم هذا الخاطب إلى بيت أهلكِ بين القبول والرفض، تتناقشين مع أهلكِ حول مميزاته وعيوبه، ثم تتخذون القرار الأنسب لكم. يبدو من رسالتكِ أن احتمالَ الرفض أكبر من القبول، وهذا ما يُقلقكِ، وهذا هو ما تتوقعينه رغم أن أهلكِ لم يعرفوا بعدُ أنه متزوج ولديه أولاد، وهذا يدل على أنه عندما نستثني علاقة الإعجاب المتبادلة بينكما، فإن ميزان المميزات والعيوب لا يميل إلى صفِّهِ، وللأسف فإن رسالتكِ لم تذكر الكثير عن ظروف الرجل وفرق السن بينكما، وأمورًا أخرى يمكن من خلالها مساعدتكِ في استشراف موقف أهلكِ منه. أنتِ تسألين عن كيفية إقناع أهلكِ بقبول رجلٍ متزوج ولديه طفلان ليكون زوجًا لكِ، وأنا أسألكِ: هل يمكن أن أقنعكِ أنا أن أهلكِ لديهم من الحكمة والخبرة في الحياة ما يجعل حكمهم وتقديرهم للأمور صحيحًا؟ عزيزتي، أنتِ تحت تأثير تلك العاطفة التي تشعرين بها في قلبكِ تجاه هذا الرجل، وكلما كانت تلك العاطفة أقوى، لم تَرَ عيناكِ الأمور بالشكل الصحيح، وسوف تتجاهلين كل عيوبه، وسوف تصغُر أمامكِ كل الأخطاء، ولن تفكِّري باحتمال فشل حياتكِ معه كما فشلت حياة الزوجة الأولى، أما أهلكِ، فهم خارج هذه المعادلة، ويَرَون الأمور على حقيقتها، وقادرون على الحكم على الأمور بالشكل الصحيح. أظن أنَّ نقاشًا عاقلًا هادئًا معهم تصارحينهم فيه بظروف الرجل، وحقيقة مشاعركِ تجاهه سوف يصل بكم لِبَرِّ الأمان، وخاصة إذا كانت ظروف الرجل تسمح له برعاية زوجتين وأولاده منهما، فربما كان عمل الرجل يُدِرُّ عليه دخلًا كافيًا، ولا يستغرق يومه كاملًا، فعنده وقت كافٍ يقضيه معكِ ومع الزوجة الأخرى. لكن أحذركِ من إخفاء الأمر عن الأهل، فهذه حقيقة لا بد أنها سوف تُكتشف مهما استترت، ووقتها سوف تفقدين دعم الأسرة، وخاصة إذا واجهتِ مشاكلَ أو صعوباتٍ في زواجكِ، وسوف يكون هناك شرخٌ في علاقتكِ بهم لا إصلاح له، وليس هذا هو ردُّ جميلهم عليكِ، وحرصهم على حياتكِ ومستقبلكِ. استخيري الله في مصارحتهم بالحقيقة، وادعي الله أن ييسر لكِ الخير حيث كان، ثم ناقشي الموضوع معهم بعقلٍ واعٍ وقلب مفتوح، وتقبَّلي قرارهم بالقبول أو الرفض برضًا وقناعة، وأن ما شاءه الله سوف يكون ولا رادَّ ولا معقبَ لحكمه، يسر الله لكِ الخير حيث كان.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |