|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مخطوبة وأخشى الزواج أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة مخطوبة، لكنها تَخشى الزواج بسبب قصص الخيانة التي قَرأَتْها عن المتزوِّجين، وما قالتْه لها صديقاتُها من أن الرجل لن يَشعُر بكِ مهما قدَّمتِ له؛ مما جعَلها ترى الرجال - حتى إخوتها الذكور - أعداءً خائنين، وتسأل: كيف تتخلَّص من هذه الأفكار؟! وهل حقًّا أن الرجال لا يَشعرون بمشاعر زوجاتهم؟! ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا فتاةٌ مخطوبة، أنا وخطيبي سعيدان جدًّا بذلك، لكني صرتُ أخشى الزواجَ به أو بغيره، بسبب المشكلات وقصص الخيانة التي أقرأُها عن المتزوجين، وما أراه مِن حولي مِن عدم تقدير الزوجة والتقليل مِن شأنها مهما كانت جيدةً، وما أسمَعه من المتزوجين من معاندات وشتائمَ، ومُحاربة كلٍّ منهما للآخر، وكذلك ما أسمَعه من أهلي؛ إذ إنهم يقولون لي: إذا لم تُطيعي زوجَك، فسيتزوَّج وسيُهملك، وصديقاتي مِن جانبٍ آخرَ يَقُلْنَ لي: الزوج سيَرميك يومًا ما، حتى إن كنتِ طيبة معه وخدَمتِه، فلن يَشعُر بفرحك وحزنك وتعبِك، ولن يَشكُرَك، وسيأتي يوم تَسقُطين فيه على وجهك، وسيَتركك زوجُك ويذهَب بعيدًا عنكِ؛ لأن الرجال يرون المرأة آلةً إذا حدَث بها عَطَبٌ رُمِيتْ وأُتِي بآلة جديدة! أنا فتاة جيدةٌ، وليس لدي شيءٌ من هذا الفكر تُجاه الرجال، وكنتُ أعتقد أن الزواج جميلٌ، وأنه مشاركةٌ وحبٌّ، وإحساسٌ وتفاهمٌ، لكنَّ كلامَ مَن حولي، والمشاهدَ التي أراها؛ مِن معاناة بعض النساء، ونصائحَ أمي الترهيبية، كلُّ هذه الأمور جعَلتْني أخاف، وسبَّبتْ لي ضغوطات كثيرةً! تبدلَّتْ نظرتي للزواج، فبعدما كنتُ أرى الزواج شيئًا جميلًا، أصبحتُ أرى خطيبي وجميع الرجال أعداءً خائنين، وأني مجرَّد دُمْيَةٍ، وأن خطيبي لن يُحبني، ولن يكون طيبًا وخَلوقًا وسَمحًا، ولن يشتاق إليَّ، أو يَغار عليَّ كما كنتُ أعتقدُ، حتى إخوتي الذكور صرتُ لا أتقبَّل كلامهم، وأُفسِّر كل كلمةٍ يقولونها وَفْق هذه الصورة! صديقاتي يَطْلُبْنَ مني أن أكونَ متمردةً، وأن أجعَل الزواجَ مصلحةً، فآخُذَ منه ما أريد، وأَخرُج دونَ عِلمِ خطيبي، وأن أكونَ قويةً، وأعيش كما أُريد؛ لأن الرجال يرون الزوجةَ قطعةَ أثاثٍ ستُرمى يومًا ما. صحيح أني لم أُجرِّب الزواجَ حتى أَحكُم، وأمامي 6 شهور ويتم الزواجُ، لكني متوترةٌ جدًّا، وأشعُر بضغوط نفسيةٍ كبيرة، ولا أَثِقُ في شيءٍ، وتولَّد عندي كُرهٌ شديدٌ لجميع الرجال، وشعورٌ بالانتقام! وقد تعِبتُ من هذا، وأتمنَّى ألا يكون هذا الكلام صحيحًا! وسؤالي: كيف أتخلَّص من هذه الأفكار؟! وهل حقًّا أن الرجال لا يَشعرون بمشاعر زوجاتهم ويُسيئون إليها؟! الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحْبه ومَن والاه. أما بعدُ: فكل ما سمعتِه يُعتبر كلامًا فارغًا عاريًا عن الصحة، لماذا يتحدثون عن الكره ولا يتحدثون عن الحب؟ لماذا يتحدثون عن الخيانة ولا يتحدثون عن الوفاء والإخلاص؟ لماذا يتحدثون عن السيئ ولا يتحدثون عن الحسن؟ والمضحك في الأمر حين يتحدَّث أشخاص عن تجاربَ لم يَخوضوها كما حصَل مع صديقاتك، حتى إن كان التصور ناشئًا عن حالات رَأَيْنَها وسَمِعْنَ بها، فهل من العقل أن نُعمِّم الحالة الواحدة والحالتين على المجتمع بأكمله؟! ثم إن ذلك قد يكون من أسبابه سوءُ خُلق الزوجة التي دفَعت زوجَها ليفعَل ما قد سمِعتِ ببعضه إن حَقَّ القول، ولا شك أن هناك الصالح وهناك الطالح - نساءً ورجالًا - وليس من الإنصاف أن نَعزوَ دائمًا أسباب تلك المشكلات والخلافات إلى الزوج فقط! وقد أوصى الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أن يكون اختيار الخاطب للمرأة والعكس على أساس الدين والخُلق، فذلك هو الضابطُ الأول الذي على أساسه تُوضَع اللبنةُ الأولى في الحياة الزوجية، وكلما كان الزوجان على قدر كبيرٍ من ذلك، كان ذلك مؤشرًا لنجاح العلاقة بإذن الله. فلا داعي للقلق وإضمار الكره للرجال عامةً، فإن منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ومَن تبِعهم وانتهَج نهجَهم، ممن سطَّر التاريخ عظيمَ أخلاقهم؛ فلا تعمِّمي الحُكم وتَنساقي خلف تُهَمٍ ظالمةٍ وتشويهٍ للصورة بلا دليلٍ! عليك أن تَحكُمي على مَن حولك فقط ممن تَرَيْنَهم رأيَ العين، وتتعاملين معهم، وهذا الخاطب قد رأيتِ منه ما دفَعك لمحبَّته، فهل وجَدتِه كما يُصَوِّرْنَ لكِ؟! أما الحديث عن مستقبل العلاقة، فذلك أمرٌ يَعلَمُه الله، وأما نحن فالمطلوب منا هو حُسن الظن بالله وبأقداره، ومِن ثَمَّ حُسن الظن بالزوج، والتعامل معه بما أوجَب الله، وحثَّني وحثَّك عليك من طاعة وحُسن خُلقٍ، فإن أنتِ فعلتِ فأبشِري بما يَسُرُّك، وأما إن بدأتِ العلاقة بسوءِ الظن وسوء الخُلق، وتكليف الزوج فوق طاقته، وتَحميله ما لا يحتمل - فذلك مِن علامات ومؤشرات وَأْدِ الحياة الزوجية السعيدة. إن من أعظم مؤثرات النظرة السلبية للزواج ما يتداول من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل؛ مِن تشويهٍ للصورة، ووضَعٍ للعلاقة الزوجية في قالَبٍ مادي بَحْتٍ بعيدٍ عن كتاب الله وسُنته، وكل ذلك من شأنه أن يؤثِّر في الفتاة ما دامتْ ستَستمع لكلِّ ناعقٍ! استعيذي بالله واستعيني به، واسْأَليه البركةَ والتوفيق والعونَ على كل خيرٍ، وضَعي كلَّ ما يُصوِّره الناس والشيطان لك جانبًا، وقولي: أنا لستُ مثلَهم، أنا أختلفُ عنهم، وخطيبي كذلك! لا تَنسي الدعاء والرُّقية الشرعيةَ، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء. وفَّقكِ الله وبارَك لك وعليك، وجمَع بينكما في خيرٍ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |