|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أردته معينا لي في ديني فوجدته يحتاج الإعانة أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: فتاة عقد عليها شابٌّ ملتزم، لكنها اكتشفت أشياءَ يفعلها تنافي التزامه، وتريد الانفصال لأجل ذلك عنه؛ فهي تريد زوجًا قيِّمًا عليها في أمر الدين، لا أن يحتاج معونتها كي تُصلحه، وتسأل: ما الرأي؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عقد عليَّ شابٌّ عقدًا مدنيًّا (جاءني بطريقة شرعية)، وهو مُطلِقٌ لحيته، ومحافظٌ على الصلوات في المسجد غالبًا، وقد اختارني لأنه رأى عليَّ علامات الالتزام من صلاة وحجاب وغضٍّ للبصر، على أنني أسارع فأقول: إنني قد اكتشفت فيه أشياءَ أوجدت فيَّ رغبة في الانفصال عنه؛ منها: أنه ضعيف الالتزام والتدين، بل ومتذبذب، كما أنه واقعٌ في كثير من المعاصي؛ من كذب في كثير من الأحيان، وغِيبةٍ، وميلٍ للهو والمزاح، وصحبة سوءٍ يتفوَّه معهم بالكلام البذيء الفاحش، ويشاركهم أفكارًا فاحشة، وكلامًا عن البنات والجنس، كما أني لاحظت أنه ضعيف الشخصية؛ فقد حدثت أشياءَ تَمَسُّ رجولته ومروءته ولم يتحرك له ساكن؛ مثل: سبِّ أصحابه لأمه وخالته ربما في سياق مزاحهم، وأيضًا كلامهم بالسوء أمامه عن فتاة كان على اتصال بها ينوي خِطبتها، واستصغارهم لها، هذه أشياء اكتشفتها خلال علاقتي به، وهناك أشياء قبل ارتباطنا، وقد لاحظت هذا الضعف منذ البداية، نحن دائمو الحديث في المواضيع الدينية، وكان يوافقني، وكنا نتذاكر معًا، فلم أكن أتوقع أن أرى منه ما رأيت، وكنت أحزن كثيرًا في كل مرة بيني وبين نفسي، ولكنني كنت أتصرف معه بكثيرٍ من الحكمة والحزم في آنٍ واحد طوال السنتين عند اكتشافي لأي معصية أو ضعف، وصبرت عليه، وصدقًا قد تحسن أمره، لكني لم ألمس فيه تقوى الله كما ينبغي، ولم يعتزل أصحاب السوء، وقد اختصمت معه كثيرًا وطلبت الانفصال بسبب مثل تلك الأشياء، إذ إنني أُحِسُّ أني أخطأتُ في ارتباطي به؛ فأنا لا أريد إلا زوجًا تقيًّا يقربني من الله، ويكون خير سندٍ وظهرٍ لي في ذلك، لكنه لا يريد الانفصال، وفي كل مرة يعود ويصل به الأمر إلى البكاء؛ فهو متعلق بي ويحبني، ويقول بأن لنا نفس الهدف والطريق، وأنه يريد أن يحسِّن من نفسه، وأنه يريد الزواج من أجل طاعة الله، ويريد أن نقترب معًا من الله، وفي آخر خصومة بيننا، أجَّلْتُ زفافنا قبل موعده بشهر، فقد كان شديدَ الحرص على الزواج، وكثيرَ الإلحاح والضغط عليَّ في هذا الموضوع، فأنا كنتُ أكتشف الأشياء التي ذكرتها لكم على مراحل، وعن طريق الصدف، أو بشكِّي فيه والبحث في هاتفه، ومنذ تأجيل الزفاف تحسَّن وابتعد عن مخالطة أصحاب السوء الذين كان يلازمهم، بيد أن الخصومة الأخيرة أفرخت لي تفاصيل أخرى ماضية تصبُّ في نفس المواضيع المذكورة، فأحسست أنه يغالطني، وغير صريح معي، وغير واضح؛ إذ أخفى عني كل ما ذكرته لكم، رغم إلحاحي في كل خصومة أن يصارحني بنفسه بكل شيء، وإن كان سيئًا، وهو يعلم أن أهم شيء بالنسبة لي في علاقتي به هي الدين؛ فطلبت الانفصال (الطلاق)، وقد أحضر والديه وطلبت ذلك أمامهم، ولكنه عاد بعد ذلك يقول بأنه لا يريد الانفصال، ويكرر دائمًا أنه الآن أفضلُ مما كان عليه، لكني لم أعُدْ أثق في شيء؛ فقد كان قلبي غير مطمئن، وبات إحساسي في محله، وأيضًا ضعف شخصيته لا يطمئنني، ولقد كنت دائمة الحيرة والتفكير في أمر دينه طوال هاتين السنتين، فقد كنت لا أريد أن أُفتن بمعاملته الحسنة لي وتمسكه بي عن هذا الأمر، سؤالي: هل إن صلُح، فمن الصواب أن أبقى معه، أو إن الصواب والأقرب لمرضاة الله أن يكون الرجل مرضيَّ الدين والخلق منذ البداية؟ سيما أنني سأجد نفسي مضطرة للصبر على ضعفه في كثير من الأمور؛ من أمر بالمعروف ونهيٍ عن المنكر مثلًا، وعدد من المواقف الأخرى، وربما لن أتمكن من ذلك، أو سيُعيقني حاله عن الارتقاء كما يجب في ديني وحياتي؛ من دعوة إلى الله وقوة في الحق، فأنا بحاجة إلى أن يكون زوجي عاليَ الهمة في الحق وحاله كحالي، وكان ذلك هدفي دائمًا، فزوجي لا بد أن يرتقيَ بي في ديني، وأيضًا نحن مختلفان؛ فأنا أحس أني عقلانية ومتماسكة أكثر منه، ولديَّ همة عالية في طلب العلم والدعوة، أما هو، فأحس أنه عاطفي وشديد التأثر بالعلاقات، وقد لاحظت فيه بعض العيوب منذ البداية؛ كضعف الثقة بالنفس، والتردد، والتسرع، لكني تقبَّلتُهُ بصدر رحب واحتويتُه؛ إذ المهم عندي أن يكون ذا دين وخلق، فأنا أؤمن أن كل عيب ينصلح بالدين بإذن الله؛ فـ"كُلُّ كَسْرٍ فإن الدين يَجبُرُهُ = وما لِكَسرِ قَناةِ الدِّينِ جُبْرانُ"، وكذلك كنت مرِنةً معه رغم اختلاف شخصياتنا، ورغم أنني لم أكن مستعدة للدخول في علاقة في الفترة التي تقدم لي فيها، فقد قبِلتُ به؛ إذ كنت منشغلة ومنكبة على نفسي كي أحسِّن منها في طاعة الله (كنت أحس بذنوب أحدثتها)، فكنتُ أريد معينًا لي، لكني لم أجده معينًا؛ إذ هو بحاجة للإعانة، كما أن الزوج لا بد أن يكون قدوة لزوجته وقائمًا عليها في الدين كذلك، وأنا إلى الآن محتارة وغير سعيدة، ولا أحسه يذكرني بربي وديني، علمًا بأنه شخص طيب وحنون ومؤدب (باستثناء ما ذكرت)، ويعاملني بالحسنى، وأهله يحبونني كثيرًا، ولا يرَون أن أسبابي تلك أسبابًا وجيهة للانفصال، ويزعمون أنه سيتحسن، ومن ناحية أخرى فإن والديَّ يرفضون طلاقي ويُحمِّلونني المسؤولية، ولا يكترثون بسعادتي التي هي سعادتي في ديني، وهو ما زاد حزني، ماذا أفعل؟ أرشدوني مأجورين. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فكان الله في عونكِ، دائمًا أنصح الفتيات والأهل بالتَّرَيُّثِ، وتأجيل عقد الزواج بعض الوقت، فلا داعيَ لأن يتم عقد الزواج مباشرة بعد الخِطبة بأسابيع قليلة، ثم ننتظر سنوات حتى وقت البناء والدخول بالعروس. ولكن البعض يتسرع رفعًا للحرج حتى يكون هناك مسوِّغٌ شرعيٌّ لخروج الفتاة، أو جلوسها مع العاقد عليها بلا حجاب، وأحيانًا كثيرة على انفراد. ثم تكون الكارثة عندما يكتشف أحد الطرفين أنه تسرَّع، وأنه أخطأ في الاختيار، وغالبًا ما تحِلُّ الكارثة على الفتاة التي يعتبرها المجتمع مُطلَّقة، وغالبًا لا يأتيها شابٌّ عَزَبٌ لم يسبق له الزواج، وتقل فرصها؛ فتنحصر بين مُطلق أو أرمل أو رجل يسعى للتعدد، غير أن هذا الاحتمال لا يمنع أن يوفقكِ الله للزواج بأحسن الرجال؛ سواء أكان عزبًا أم سبق له الزواج. ولا أدرى ما المانع أن تستمر الخطبة بعض الوقت بلا عقد زواجٍ، حتى يتيقن كل طرف أنه قد أحسن الاختيار؟! فتكون اللقاءات تحت إشراف الأسرة والفتاة في كامل حجابها. وها هي مشكلتكِ سببها هذا التسرع الذي يكاد يكون ظاهرة عامة في المجتمع المسلم، وخاصة بين الملتزمين. ومما يزيد من واقع الصدمة أن يكون الخاطب ظاهرُهُ الالتزام، فيخدع العروس وأهلها بلحيته، وملابسه، والتي لا تدل على شيء في هذا الزمان، بل إن بعض الناس يُطلِقون لِحاهم لينخدع الناس فيهم، ويظنوا أنهم أصحاب دين، فيثقوا فيهم ويتساهلوا معهم في البيع والشراء، بل وقد يفعلها بعضهم للوصول لفتاة ملتزمة لم تكن لِتقْبلَ به لو علمت حقيقته. عزيزتي، أنتِ أمام طريقين لا ثالث لهما: 1- الزواج والبناء ومحاولة إصلاح حال الزوج، وقد يوفقكِ الله في الإصلاح، وخاصة أن الرجل فيه خير ظاهر من الالتزام والحرص على الصلاة في المسجد، لكن ماذا إن فشلتِ في إصلاحه، وقد صار زوجكِ ولكِ منه بنون؟ وقتها سوف تكون الأمور قد تعقدت، وصارت المشكلة مشكلات، وسوف يصعب حلُّها، أو قد يستحيل، فهل تنفصلين عنه، أو تستمرين على هوان؟ وماذا سوف يكون حال الأولاد مع أبٍ سيئ الخُلق؟ أو دون أب مع أمٍّ مطلقة؟ وهل سوف تتركين أولادكِ وتتزوجين غيره، أو سوف تقضين حياتكِ بلا زوجٍ تُرَبِّين أولادكِ؟ وهل سوف ينفق عليكم كما ينبغي أو سوف يتزوج ويكون له أولاد من غيركِ، ويهمل أولادكما ويبخل عليهم؟ أسئلة كثيرة أنتِ في غِنًى عنها الآن، فهذا طريق فيها مخاطرة كبيرة، ولولا أنه عاقدٌ عليكِ ما اقترحتُهُ عليكِ أبدًا. 2- أما إن غلب على ظنِّكِ أن الإصلاح صعب، وخاصة أن الكذب وخوارق المروءة ورضا الرجل أن يُسبَّ أبوه وأمه في مواضع المزاح لا تُبشِّر بخير، فوقتها يكون قرار الانفصال فورًا هو أصوب قرار تتخذينه في حياتكِ، ولأنْ يرزقَكِ الله بمُطلِّق أو أرمل أو حتى تكوني زوجة ثانية لرجل حسن الخلق، ملتزم بدينه، يرعى الله فيكِ وفي أولاده - خيرٌ ألف مرة من رجل خالص لكِ، ولكن بلا شخصية ولا دين ولا خُلق، فما عساكِ أن تنتفعي به وقتها؟! بل هو كله شرٌّ محض قد خصَّتكِ به الحياة بما كسبت يداكِ، وجنى عليكِ عقلكِ. فكري جيدًا في احتمال الإصلاح، وأكثر منه في قدرتكِ على الإصلاح من خلال تأثيركِ الحالي في الآخرين من حولكِ، هل شخصيتكِ قوية تفرض نفسها على مَن حولها؟ هل أنتِ مثابرة وعنيدة وشديدة التحمل؟ وضَعِي في اعتباركِ أنكِ سوف تكونين تحت زوجكِ وهو قاهر عليكِ، وليس لكِ قدرة على إجباره على شيء لا يريده، هو الآن لا يملككِ، ويحاول أن يُرضيَكِ فيصلح من نفسه رغبة فيكِ، ولكن بعد الزواج لن تكون الأمور هكذا، وسوف تقل قدرتكِ في التأثير عليه بشكلٍ كبيرٍ. اتخذي قرارًا، ثم استخيري الله عليه، وأكْثِري من الصلاة والدعاء؛ عسى أن يُيَسِرَ لكِ الله من أمركِ رَشَدًا. نسأل الله أن يهديكِ؛ لِما فيه الخير والصواب، ويصلح حالكِ وحال زوجكِ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |