|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أمي تعذبني الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: سائل يشكو ظلمَ أمِّه له، ويسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل:ابتلاني الله ابتلاءاتٍ كثيرة؛ أشدها عليَّ أن أمي كانت تكرهني، وتسيء معاملتي لحدِّ الضرب والذل، والقهر والظلم، وتدعو عليَّ، فما نصيحتكم لي؟ الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فبعد أن قرأت مشكلتك التي لخَّصتها أنت في سطور قليلة، تبين لي الآتي: 1- يبدو أنك فعلًا تعرضت لأنواعٍ من الظلم قد لا تكون من الوالدة فقط، بل من غيرها. 2- يبدو أنك كتوم جدًّا لا تبوح بمشاكلك لأحد، وهذا يتعبك كثيرًا. 3- يبدو أنك تخاف كثيرًا من أن يعلم أحدٌ بمشكلتك، أو أنك عرضتها على مستشار. 4- يبدو أن لظلمِ أمِّك لك أسبابًا لم تذكرها، قد يكون بعضها أخطاء في تصرفاتك معها. 5- الأصل أن الأم تُحب أولادها، وتعطف عليهم، وتدافع عنهم، فلماذا إذًا ظلمتك إن كُنت صادقًا في دعواك؟ 6- ظلم بعض الأمهات أو الآباء لبعض الأبناء أو البنات له أسباب كثيرة؛ منها أخطاء يقع فيها بعض الذرية، ومنها طبع غلظة وجفاء في بعض الأولياء، ومنها ما يكون مجرد ابتلاء وامتحان ورفعة للدرجات، ومنها ما يكون بسبب ذنوب، فهو تنبيه للتوبة منها وتكفير لها، ومنها ما هو لسبب خارجي؛ مثل: تحريض بعض الأقارب، أو حسد، أو سحر ومسٍّ. وبعد هذا التشخيص الاجتهادي لنفسيتك، ولأسباب محتملة جدًّا لمشكلتك، جاء دور الحل، فأقول مستعينًا بالله سبحانه: لعل الحل في الآتي: أولًا: قبل كل شيء، لا بد من جلسة محاسبة لنفسك على سلوكك مع أمك، وهل أنت بارٌّ بها أو لا، ومحاسبة لنفسك على علاقتك بالله سبحانه، ومحافظتك على الواجبات الشرعية، خاصة الصلاة، وتركك للمنكرات، والإكثار بعد ذلك من التوبة والاستغفار مما بَدَرَ منك من قصور وتفريط؛ فالله سبحانه جعل الاستغفار سببًا عظيمًا للرزق، وتفريج الكرب؛ قال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]. ثانيًا: تقرب إلى والدتك بما تقدر عليه من مزيد خدمة، وهدايا، وكلام طيب، حتى ولو ظلمتك كما تقول. ثالثًا: إياك أن تقابل إساءتها بمثلها، فهذه والدتك لها حق عظيم عليك، ولو كانت مشركة، وتأمرك بالشرك، فكيف وهي مؤمنة مطيعة لربها سبحانه؟ قال عز وجل: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]، وقال عز وجل: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]. رابعًا: إذا بقيتَ على الإحسان لها، ولو أساءت لك، فأنت على خير عظيم؛ لأنك تتعبد لله سبحانه بطاعته في برِّها، وأجرك محفوظ لك لا يضيع أبدًا، وأيضًا محتمل جدًّا أن يتغير سلوكها معك بعد ذلك؛ تقديرًا لبرِّك وحسن خلقك. خامسًا: يوجد احتمال ضعيف في أنه إن كان لم يحصل منك أخطاء وأنت بارٌّ جدًّا، والوالدة تظلمك على غير أسباب وجيهة، وقد تصرخ بطريقة هستيرية، وقد تضرب، فهنا أقول: قد يكون هناك سبب خارجي من تحريض أو حسد، أو سحر أو مس فيك، أو في الوالدة يُحرِّش بينكما، وقد عُرضت عليَّ مشكلة أسرية قبل أيام تبين فعلًا أن فيها هذا السبب. سادسًا: وإن وُجد ذلك، فلا بد من علاج جذري بالآتي: 1- بالدعاء لها ولك. 2- بكثرة الاستغفار. 3- بكثرة الاسترجاع. 4- بالصدقة. 5- بالرقية الشرعية. سابعًا: لا تنسَوا أمورًا مهمة جدًّا؛ منها: كثرة المحافظة على أداء الصلاة في أوقاتها، وتلاوة القرآن، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء؛ فهي مجتمعة سياجاتٌ عظيمة للحماية من شرور شياطين الجن والإنس. ثامنًا: إن كان في بيتكم صورٌ لذوات الأرواح - خاصة المجسمة والمنحوتة والرسومات – فأخرِجوها؛ فهي تمنع دخول الملائكة، ويحل بدلًا عنها الشياطين، فتكثر المشاكل. تاسعًا: إن وُجد عاقل من العائلة، قريب من الأم، فيُطلب منه مناصحتها برفقٍ، دون أن تعلم بطلبك هذا. حفظكم الله، وفرج كربتكم، وأعاذكم من شرور الشياطين. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |