|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اعتقاد أهل السنة والجماعة في الصفات الثبوتية والصفات السلبية(المنفية) الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي يعتقد أهل السنة والجماعة أن صفاته سبحانه تنقسم إلى صفات ثُبوتِيَّة وصفات سلبية (منفية)، وذلك باعتبارِ إثباتِها ونَفْيِها. وفي هذه القاعة نتناول بيان القسم الأول ألا وهو: الصِّفَات الثُّبُوتِيَّةِ: المسألة الثانية: تعريف الصفات الثُّبُوتِيَّةِ: أما الصفات الثُّبُوتِيَّةِ - وهي الأكثر - أو ما يعبر عنه البعض بالصفات المثبتة، فإنهم يعنون بها: تلك الصفات التي أثبتها الله - عز وجل - لنفسه، أو أثبتها له رسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ من مثل: صفة العلم، والحياة، والقدرة... وهكذا، وكصفة الاستواء، والنزول، والوجه، واليد...، وغيرها، وهذه الصفات الإلهية صفات مدح وكمال، والغالب فيها التفصيل؛ لأنه كلما كثُرت وتنوعت دلالتها، ظهر من كمال الموصوف بها ما هو أكثر[1]. وَالصِّفَاتُ الثُّبُوتِيَّةُ تعني إثباتُ كل ما أثبَتَه اللهُ لنَفْسِه في كتابِه، أو أثبَتَه له رسولُه - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أو أصحابه الكرام - رَضِيَ اللهُ عنهم - من صفات الكمال ونعوت الجمال والجلال التي لا يعتريها أي نقصٍ بوجهٍ من الوجوه، كصفة الحياة والعلم، والقدرة، والإرادة، والمشيئة، والسمع والبصر، الرحمة، والمغفرة، والرأفة، واستوائه - سبحانه - على العرش، ونزوله إلى السماء في ثلث الليل الآخر، وإثبات أن له - سبحانه - وجهًا، ويدين، ونحو ذلك من صفات الكمال، وذلك مِن غيرِ تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ومِن غيرِ تكييفٍ ولا تمثيلٍ؛ كما قال اللهُ تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]. المسألة الثالثة: مَذهَبُ السَّلَفِ في إثبات الصفات: قال شيخ الإسلام ابنُ تَيميَّةَ (ت: 728هـ) رحمه الله: "مَذهَبُ السَّلَفِ أنَّهم يَصِفونَ اللهَ بما وَصَف به نَفْسَه، وما وَصَفه به رَسولُه من غيرِ تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ومِن غيرِ تكييفٍ ولا تمثيلٍ، فلا يَنْفُونَ عنه ما أثبَتَه لنَفْسِه مِن الصِّفاتِ، ولا يُمَثِّلونَ صِفاتِه بصِفاتِ المخلوقينَ؛ فالنَّافي مُعَطِّلٌ، والمعَطِّلُ يَعبُدُ عَدَمًا، والمشَبِّهُ مُمَثِّلٌ، والممَثِّلُ يَعبُدُ صَنَمًا، ومَذهَبُ السَّلَفِ إثباتٌ بلا تمثيلٍ، وتنزيهٌ بلا تعطيلٍ؛ كما قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾، وهذا رَدٌّ على الممَثِّلةِ، وقَولُه: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير ﴾ رَدٌّ على المعَطِّلةِ"[2]. قال اللهُ سُبحانَه:﴿ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 74]. والمعنى: قوله: ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ﴾؛ أي: فلا تَجعَلوا لله أندادًا وأمثالًا مِن مَخلوقاتِه؛ فإنَّه سُبحانَه لا مِثْلَ له، ولا نَظيرَ[3]. قال الطبري (ت 310 هـ) - رحمه الله:-"قَولُه: ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ﴾؛ يَقولُ: فلا تُمثِّلوا لله الأمثالَ، ولا تُشَبِّهوا له الأشباهَ، فإنَّه لا مِثْلَ له ولا شِبْهَ"[4]. قال أبو السعود (ت 982هـ) - رحمه الله:- أي: لا تُشبِّهوا بشأنِه تعالى شأنًا مِن الشُّؤونِ[5]. "فلا يَحِلُّ لأحدٍ أن يعتَقِدَ أنَّ اللهَ تبارك وتعالى مُماثِلٌ لأحدٍ مِن المَخلوقينَ؛ ولا أنَّ أحدًا مُماثِلٌ للهِ تعالى"[6]. "فاللهُ تعالى أعلَمُ بنَفْسِه مِن خَلْقِه، ورسولُه أعلَمُ خلقه بربِّه، ومِن بعدِه أصحابُه رَضِيَ اللهُ عنهم؛ فنَفْيُ الموتِ عنه يتضمَّنُ كمالَ حياتِه، ونَفْيُ الظُّلمِ يتضمَّنُ كمالَ عَدْلِه، ونَفْيُ النَّومِ يتضمَّنُ كمالَ قيُّوميَّتِه"[7]. قال عبدُ العزيز الكنانيُّ (ت: 240هـ) - رحمه الله-: "إنَّ على النَّاسِ كُلِّهم جميعًا أن يُثبِتوا ما أثبت اللهُ، ويَنفُوا ما نفى الله، ويُمسِكوا عمَّا أمسك اللهُ عنه"[8]. وقال شيخ الإسلام ابنُ تَيميَّةَ- رحمه الله-: "الرَّبُّ تعالى موصوفٌ بالصِّفاتِ الثُّبوتيَّةِ المُتَضَمِّنةِ لكَمالِه"[9]. [1] يُنظر: مجموع الفتاوى (16/ 98)، وتفسير ابن جرير (36/ 179)، وتفسير ابن كثير (4/ 26)، شرح القصيدة النونية (2/ 63) لـ " محمد خليلي هراس"، والقواعد المثلى (ص: 33)، وتقريب التدمرية: (ص: 18). [2] مجموع الفتاوى: (8/ 432). [3] يُنظر: تفسير الطبري: (14/ 305)، تفسير القرطبي: (10/ 146)، تفسير ابن كثير: (4/ 588)، أضواء البيان، للشنقيطي: (2/ 418). [4] تفسير الطبري: (4/ 305). [5] يُنظر: تفسير أبي السعود: (5/ 128). تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم المؤلف: أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى (ت ٩٨٢هـ) الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت . [6] يُنظر: شرح كتاب الحج من صحيح البخاري، لابن عثيمين: (2/ 42). [7] يُنظر: العقيدة التَّدمُرية: (ص: 57)، الجواب الصحيح لمن بدَّل دينَ المسيح،كلاهما لابن تيمية (3/ 209). [8] يُنظر: الحيدة والاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن، تأليف: عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم بن ميمون الكناني: (ص: 47). [9] نظر: مجموع الفتاوى: (8/ 147).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |